أيّامَ كانَ لبنانُ كبيراً ، كانتْ فيهِ جرائِدُ كبيرةٌ …!
كبيرة بحُرِّيتها وإستقلاليّتها وصراحتها ومواقفها الصوّْانيَّة التي عانَدَتِ الأقدارَ وواجهتِ المؤامراتِ ، وأكَّدَتْ أنَّ تاريخَ لبنانَ يصنَعُه حَصرَاً القادةُ – الرِجالُ ، وتكتِبُهُ وَحدَها الصحافةُ الحرّة القائدة و المُوَجِّهَة ، مواقِفَ وتحليلاتٍ و توقعاتٍ وإرتقاباتٍ ومشاركاتٍ في الخطط الإستراتيجيّة والرؤى الوطنية..!
مرَّةً وصفَ المؤرِخُ العلّامة جواد بولس ، الرئيسَ كميل شمعون بأنّه “ القائدُ-الزعيم الذي يعرفُ كيفَ يُديرُ المعارِكَ ، وكيفَ يديرُ الوقتَ ، وكيفَ يديرُ الأمل”..وتلكَ من علاماتِ القيادةِ الأنيقة التي مارسَها لِخدمةِ لبنانَ دبلوماسياً و دستوريّاً ونائباً و وزيراً ورئيسَ جمهورية وقائداً كاريزميَّاً أوسَعَ من الطوائف و أبعدَ من لبنان..!
كان ذلك في سياق مقابلةٍ أجريتُها معه في مَقرِّ إقامتهِ المُوَقَّت في دير يسوع الملك حول ” كتابة التاريخ : مَنْ يَكُتُبُ تاريخ لبنان ؟” في إطارِ مَلَفٍ صحافي أَعدَدناهُ في جريدة النهار عام 1984 وأنا، المُسْتَذْكِرُ المُسْتَعيدُ لأَيَّامٍ لمْ نَفْقِدْ فيها الأملَ أَنْ يكونَ للبنان غدٌ زاهر ، أُعانِدُ لأحيا و أُحْيي الأملَ ، رُغْمَ هَجْمةِ الغزواتِ وعَجقَةِ المؤامراتِ و زحمةِ الهجماتِ و تَعَدُّدِ الخياناتِ و هَمجيّةِ القَصْفِ وحِدَّةِ النَسْفِ و جُرمِيَّةِ الخَطْفِ!
كانتِ الأوطانُ برِجالاتِها..!
وكانت الجرائدُ بِكُتَّابها..!
كانت جرائد لبنان منابرَ للأقلام و ميادينَ للثورات و مقاصفَ للفكرِ و دوحاتٍ للأدب و دواوين للشعر و دوائرَ للمعارف و معاجم للغة و مراجع للثقافة ..!
كانتْ..كانَتْ..كانَتْ…!
لكنَّها لا بُدَّ أنها عائِدَة..و ستعود..!
جرائدُ لبنان كانت مَفْضَحَ أسرارِ وواحاتِ حريَّة، وما كانت مرة تعتمدُ “قانون السريَّة الصحفية..!”.
مَقتلَةُ لبنان هي “السريَّة المصرفيَّة “.
و نجاته لن تكونَ إلَّا بإنتصار “الحرية الصحفية ” على “السرية المصرفية “…إظهاراً للحقائق و تحميلاً للمسؤولية و إرْجاعاً للودائع..!
الدكتور جورج ميشال كلاس
وزير الشباب والرياضة – أكاديمي وأستاذ جامعي
عندما “يموت اللبنانيون على قيد الحياة “!
عشنا الحرب الأهلية اللبنانية بكل تفاصيلها وقسوتها وإختبرنا مع أهلنا الحياة في الملاجئ تحت الأرض وعلى أدراج المباني احتماء من القصف والموت نشأت كغيري من أبناء جيلي في عز الحرب الأهلية وتركت آثارها في النفس من أثر المعارك والقصف ندوباً نفسية قاسية يصعب أن تندمل . منذ أن اخترت الصحافة مهنة ، بتّ أعرف أكثر
Read More