خاص – nextlb
الهجرة للتفتيش عن الرزق خارج حدود الوطن ليست جديدة على لبنان واللبنانيين ، فقد سبقت ولادة هذا ال ” لبنان” بعقود عدة ، ومنذ مطلع القرن الماضي خسر اللبنانيون خيرة شبابهم في الغربة ، حتى في رحلة سفينة التايتانيك المشؤومة في عام 1912 قضت مجموعة من المهاجرين الى ” أميركا” على متنها ، وهذا يعني أن الهجرة قديمة عندنا في لبنان حتى قبل رسم حدوده في سايكس – بيكو .
وفي آخر إحصاء لـ”الدولية للمعلومات” ظهر أن عدد اللبنانيين المهاجرين والمسافرين ، من لبنان خلال الأعوام 2018- 2021 قد وصل إلى 195,433 لبنانياً غالبيتهم العظمى من الشباب .
ولكن الفرق بين الهجرة القديمة والحديثة أن هذه الأخيرة تأخذ خيرة شبابنا والكفاءات المتعلمة والمثقفة من الوطن لتساهم في نهضة بلدان شقيقة وصديقة، وهي حمالة أوجه ، فمن جهة أولى هذا الوطن لم يعد يستوعب هذه الطاقات والكفاءات للخريجين الجامعيين من مختلف الإختصاصات ، ومن جهة ثانية تدنت قيمة الرواتب والأجور في حال قصدت هذه الكفاءات العمل في لبنان حتى كادت لا تكفي كلفة الذهاب الى العمل نفسه ، هذا في حال توفر الفرصة المناسبة .
من حق الشباب الطموح المتعلم والحامل للشهادات أن يفتش عن رزقه خارج حدود هذا الوطن الذي قرر سياسيوه عن سابق تصور وتصميم أن يفقروه عمداً ، وأن يأخذوا هذا الشعب المكافح “الى جهنم” ، وأن يدفعوه قسراً للهجرة فهم أفصحوا عن ذلك علناً وعلى رؤوس الأشهاد .
ومن حق الدول المضيفة أن تبني بلدانها وترفد مجتمعها بالكفاءات المناسبة ما دامت تؤمن الفرص المعقولة للكفاءات التي تطلبها بل وتستحق منا الشكر على استضافة شبابنا الذين أوصدت في وجوههم أسباب الرزق في هذا الوطن المعذب .
وفي الصورة المرفقة مع النص كوكبة من شباب المنارة البقاعية خلال أحد لقاءاتهم الأسبوعية في دولة قطر .
تحية للشباب الطامح والناجح الذي يبحث عن فرص النجاح وتأمين مستقبل أفضل ما أمكنه ذلك .
عاطف البعلبكي
[email protected]