طقوسُ الخَيْبَةِ.. وسؤالُ الرَيْبَة..! بقلم وزير الشباب والرياضة جورج ميشال كلاس

نَصٌّ لا يَحتَمِلُ أيَّ تَفسيرٍ أو تَحليل أو تأويل..لا لزومَ لِلتَعليقِ أَبداً أبدأ أبَداً.
الخَيْبة…! 4-12-2021

أللَّهُمَّ سَأَلتُكَ أن تُبْعِدْ عَنِّيَ الخَيْبَةَ، وأن تُجَنِّبَنيَ الرَيْبَةَ، وأن تَحْمينيَ منَ الغَيْبَةَ..!
لا أعرفُ يا ربي ما إذا كانَ مناسِباً الكلامُ عن “الخَيْبَةِ ” في زمنِ التَهاوي وعَصْرِ الإنْحِداريَّاتِ.. والتسابقِ إلى الإنهياراتِ…!
لا ولا أَعرفُ أبداً، ما إذا كانَ الإفْصاحُ عن الشعورِ بالخَيْبَة أمرٌ مُسْتَساغٌ ومَقبولٌ ومُحلَّلٌ البَوْحُ بهِ في زَمَنِ طَأطَأَةِ الرؤوسِ والإنطِمارِ في وَحْلاتِ الأقدار.. ولا إذا كانَ الإقرارُ بالخيْبَة ضَرْبٌ منَ الوَهْنِ والضٓعْفِ والخَوْفِ منَ الذات…(الأنا فوبيا)
مَهْما كانتِ التبريراتُ والتفسيراتُ والتكهّناتُ…فإنَّ الإعلان َ عن الشعورِ بالخَيْبةِ هوُ الخَيْبة بٍذاتها وبكلِّ أسبابها ومفاعيلها ومُكَوِّناتِها وتداعياتها.. ومن دونِ تَبريراتٍ واختِباءات…!
*إنّها “الخَيبةُ ” المَوْصوفةُ التي تقْذِفُكَ إلى الهاويَة، أَوْ تَقودُكَ إلى بابِ الدهليزِ الكبير المفتوحِ على مغَامراتٍ مَليئةٍ بالمفاجآتِ السَوْداء والبيضاء والرَمادِيَّة وتلكَ التي لَوْنُها، هو اللَّالَوْن!
إنها “الخيبة” التي تَنْمو مع طُمُوحَاتِكَ وتكبرُ مع آمالِكَ وتتعاظمُ مع أَحلامِكَ وتُفَخِّخُ أيَّامَكَ، وتَتَرَبَّصُ بُكَ كُلَّ وَقْتٍ، وأنتَ واثِقٌ تماماً ، أنّكَ مشروعُ ضَحِيَّةٍ لأَحلْامٍ هَوائيَّةٍ بَنَيْتَها في لَحْظَةِ طَيْشٍ و في زَمَنٍ غَيْرِ زمانِها و في توْقيتٍ خَطأ..!
فكُلّ “خَيْبةٍ” تَكونُ مَسبوقَةً بالسَذَاجَةِ وطِيبَةِ القلبِ وبناءِ الأَوْهَامِ..!
**وأَوْجَعُ الرَيْباتِ رَيْبَةٌ ، تَتَوَلَّدُ منْ الشَكِّ والتَشْكيكِ والتَحَوُّطِ والتَسَلُّحِ بِمَقولةِ :” إِنَّ سُوء الظَّنِ مِنْ حُسْنِ الفِطَنِ “..! فيَموتُ المُرْتابُ برَيْبَتِهِ… حيثُ لا النَدَمُ يَنْفَعُ، ولا البُكاءُ يَشْفَعُ..!
والرَيْبَةُ…أَنْ تخافَ على نفسِكَ منْ آمالِكَ وارْتفاعِ منسوبِ ثِقتكَ بِبَعْضِ البَعْضِ، وأنتَ لا تَمَلُّ من زَرْعِ الياسمين في محارِقِ الرمول..مُتَوَهِّماً أَنَّ الصحارى تَتَحَوَّلُ واحاتٍ خِصاباً، وأنَّ الجفافَ يصيرُ معَ الوقتِ رطابا..!
أنا أَعْتَرِفُ جَهْراً أَنَّني ما عُدْتُ قَديراً على إعادَةِ تَدويرِ الرَيْبَةِ…فَتّـحْتُ عَينايَ حَتّى الَحَوَل…وما عادتا إلى الرَفِّ أبداً أبداً…!
*و”الغَيْبَةُ “…هذه ما أَشَرَّها.. وأَشَرُّ الغَيْباتِ “غَيْبَةٌ “، يُخافُ منها “الإغتيالُ الخَنْجَريُّ “، حيثُ لا يَطْعَنُكَ في ظَهْرِكَ غَدْراً إلّاَّ مَنْ كانَ منكَ قريباً، وأنتَ على طَعْنَةِ خَنْجَرٍ مِنْهُ.. وما كُنتَ تَظُنُّ لَحْظَةً أنَّكَ قَدْ تكونُ مَغْدَرَةً أوْ مَطْعَنَةً، أوْ مَتْروكاً لِلْقَدَرِ الغَدَّارِ والزمنِ القَهَّار..!
كانَ سِرُّ الزمن في سلوكاتِ الشَرقِيينَ أنّهُ حَلّالٌ للمشاكِل..لكنَّ هذا التقليدٓ أكَّدَ عَدَمِيَّةَ صَوابيَّتِهِ..لأنّنا لَمّا نَزَلْ نبكي من الآمنا، ولَمْ نتَعَلَّمْ من وَجْعَةِ الأيَّام..!
نَعَمْ هيَ الخيْبَةُ…!
إنَّها الخَيْبَةُ يا ناسُ …فاجْتَنِبوها..وإنْ شِئتُمُ، تعايشوا معها والبسوها عَباءَةً تقيكُمُ الحَرَّ والقَرَّ والشَّرَّ…وسَقْطاتِ الدَهْرِ المُرِّ..!
وأخْيَبُ الخَيْباتِ خَيْبَةُ الإيمان…حَيْثُ تَكْتَشِفُ غَصْباً عَنْكَ أنَّكَ مُسْتَثْمَرٌ ومُسْتَقْهَرٌ ومُسْتَعْمَرٌ بإسمِ اللهِ…وتُعَلِّلُ نَفْسَكَ طيبَةً أنَّ عَيْنَ اللَّهِ تُراقِبَ أولياءَهُ عليْكَ…لكنَّ عَيْنَ الرَحمةِ لا تراهُمُ ولا تُحاسِبهُمُ…ولا هُمُ يخافونَها… لا في الدُنيا ولا في الآخِرَة…ولا في ما بعدها..!
لافِتَة توضيحية…!
هذا الكلامُ، ليسَ لهُ أَي مناسَبةٍ أَوْ ظَرْفٍ اسْتَدْعى قَوْلَهُ والجَهْرَ بِهِ.. بَلْ هوَ إحْسَاسٌ خاصٌ، أَسْتَشْعِرُ به ِ منْ بُعْد، ما قَدْ يَحْدُثُ أَوْ لا يَحْدُث…! تعاطُفاً مع الذينَ خابَ ظَنُّهمُ…وماتَتْ تَطَلُّعاتُهم واخْتبأَتْ انتظاراتُهم على مَدارِ العُمرِ…!

* وزير الشباب والرياضة الحالي

لمشاركة الرابط: