هذا زمن الدولار … بقلم الدكتور أحمد طالب *

هذه أبيات من قصيدةٌ يصف بها شقيقي الشاعر المرحوم نجيب طالب معاناته ومعاناة شعب لبنان من غلاءٍ فاحش أصاب لبنان في الثمانينيّات، ومن انهيار العملة الوطنية، وجوع الناس ، كلّ الناس … وما أشبه تلك الفترة بما يعانيه لبنان واللبنانيون اليوم (تشرين الثاني نوفمبر 2020) من أزمة أشد وقعاً وإيلاماً حيث انهارت العملة الوطنية من جديد، وعمّ الغلاء والجوع ، ويله ويل أمّه كم هو كافر! واختفت كافة المواد الأساسية المدعومة من الدولة أو الدويلة… بينما هرّب النهّابون من”كبارالقوم” من رجال الأعمال والمصارف ، وحفنة من السياسيين المتربّعين على كراسي السلطة ، والمتنعّمين ما تبقّى من خيراتها ، لقد هرّبوا دولاراتهم ومكتنزاتهم وجواهرهم إلى الخارج ، وتركوا شعبهم يئن من الجوع … مات لبنان ، وقريباً سيموت اللبنانيون من الجوع والكورونا .
في فترة الثمانينيات وفي ظروف مشابهة ، قال شقيقي الشاعر والمربي نجيب طالب هذه الأبيات التي تنطبق على يومنا هذا تماماً :

هذا زمن الدولار!
هذا عصر الحافرْ!
فلتركع يا شعبي الصابر!
يا أحباب ويا أصحابْ
هل يدري “إبن الخطاب”
أنّا نطبخ “بحصاً” للأطفال؟!
هل يعرف هذا مَلِكُ المال؟!
هل يعرف ما معنى أن يبكي طفلٌ من جوعِ؟!
أن يبكي من غير دموعِ؟!
هل يعرف معنى أن يأتي العيدْ
أن يأتي العيد بلا حلوى!
وبِلا سلوى!
وبِلا مأوى!
وبِلا ثوبٍ، وبلا قرشٍ، وبِلا لُعَبٍ للأطفالْ؟!
هل يعرف هذا مَلِكُ المال؟!
هل يعرف هذا سمك القرش؟!
جَلَدُونا بالموت الأحمرْ!
خنقونا بالجوع الأغبرْ!
هل يعرفُ الأولاد ….
ما معنى أن لا نملك سعر القطرة!
أن لا نملك سعر الكسرة!
أن لا نملك سعر الشفرة!
سعر دفاتر!
سعر محابر!
سعر سجائر!
سعر دواءٍ!
سعر رداءٍ!
سعر حذاءٍ!
سعر حليبٍ للأطفال!
سعر رغيفٍ للعمال!
سعر اللبنةِ!
سعر الجبنةِ!
سعر طماطم!
سعر القهوة ! سعر السُكّرْ! سعر الشاي!
سعر محارم!
سعر ثياب ٍ للسترة
لا للسهرة!
جلدونا بالموت الأحمر!
في هذا الزمن الأغبر!
هل تعرف هذا يا مولايْ ؟!
لا نطلب منّاً أو سلوى
نطلب مأوى!
نرجو أن نأكلَ مثل الناس!
نرجو أن نلبس مثل الناس!
نرجو أن نحيا مثل الناس!

*من قصيدة للمربي والأديب المرحوم نجيب طالب

لمشاركة الرابط: