ضهر البيدر طريق الموت : عتمة وحفر مزمنة… ونفق حمّانا الحلم المستحيل (بالصور) !

خاص – nextlb

” لو عثرت بغلة في أرض العراق لسألني الله عنها لمَ لمْ تصلح لها الطريق يا عمر ؟ ” (عمر بن الخطاب رضي الله عنه).
كلما قرأت هذا القول يقفز الى ذهني حالنا نحن أهل البقاع مع “طريق الموت “طريق ضهر البيدر ، إذ لا يكاد يمر أسبوع أو بضعة أيام إلا وهناك مشهد لحادث مروع على هذه الطريق ، سيارة مدمرة أو حافلة إنقلبت على سيارة صغيرة ، أو شاحنة فقدت فراملها وإجتاحت سيارة أو عدة سيارات ، بسب الفوضى في النقل والحال الكارثي للطريق والعتمة المطبقة ليلاً صيفاً وشتاءً
أسبوع الموت المجاني
الأسبوع الماضي إجتاحت شاحنة محملة بالطحين مجموعة سيارت نزولاً من ضهر البيدر بإتجاه شتورا ، وكانت الحصيلة مجزرة من الأبرياء ، قتلى وجرحى بالعشرات ، وخسائر في الممتلكات والسيارات ، وذلك نتيجة الفوضى العارمة في السير وعدم تحديد موعد لسير الشاحنات وحمولتها ، كما في معظم دول العالم التي تمنع سير الآليات الضخمة والسيارات معاً في نفس الوقت وعلى نفس الطريق .
الحفر على طريق ضهر البيدر “مزمنة” وهي أشبه بمرض عضال لا يستطيع المواطن أن يتملص منه ، وحال الطريق سيئة ومهملة ، والإنارة معدومة ليلاً ، وقد تكون مصابيح الطاقة الشمسية مضاءة …نهاراً حتى تكتمل هذه الكوميديا السوداء لترتقي الى حد الفجيعة .
يشكل طريق ضهر البيدر شرياناً حيوياً يربط البقاع بكامل أجزائه : الغربي والأوسط والشمالي بالعاصمة بيروت وبعاصمة البقاع ، زحلة عبر محطة شتورا ، وهو حالياً في أسوأ حال مع الحفر المؤذية التي يكاد السائق أن يحفظها عن ظهر قلب ، ويتندر معظم السائقين في مجالسهم على حالها وعددها المتزايد دوماً وعن عمقها ، ترى أين هي وزارة الأشغال ووزيرها ؟ وأين هم نواب المنطقة ؟ ألا يسلكون هذه الطريق ؟ أم إن سياراتهم الكبيرة والفارهة لا تنقل لهم حال الطريق ! أو لعل السيارات التي يستقلونها ليست ملكهم ، لعلها ملك هذه الدولة المريضة بالعديد من الآفات والأمراض والعلل.
هل كثير علينا الحلم بأن تقوم وزارة الأشغال العامة بتعبيد الطريق بالإسفلت من شتورا الى الجمهور؟ قد يكون هذا حلماً بعيد المنال ، قد حلمناه منذ نعومة أظافرنا ولم يتحقق لحينه ، فلنحلم أقله بترقيع الحفر فيه وذلك أضعف الإيمان ، ثم لنعاود الحلم بمشروع الأوتوستراد العربي الذي يبعث فينا الأمل مجدداً والذي نأمل ألا يتبخر كما تتبخر صهاريج الوقود شرقاً .


أسطورة نفق حمانا
ولإعطاء الموقف الكوميدي الأسود بعض الطرافة ، تطفو على السطح مجدداً “خبرية” نفق حمانا ، ومن القصر الجمهوري بالذات ، لتعيد الى الأذهان مشاريع دفنت في الأدراج منذ أكثر من 50 عاماً دون جدوى . صار عندنا من القناعة التي هي ” كنز لا يفنى ” كما علمونا عندما كنا صغاراً القدر الوافي ، وهي أن تقوم وزارة الأشغال ” الكبرى” بإهتماماتها ومشاريعها العمرانية فقط ، بترقيع الحفر القاتلة التي تتسبب بالعديد من المآسي للبقاعيين خاصة وللبنانيين عامة ، وإضاءة هذه الطريق الذي استحقت عن جدارة لقب ” طريق الموت ” وهذا لايعني أن بقية الطرق في لبنان ترفل برداء الصحة والعافية ، ودع أرقام حوادث السيارات تكشف بمرارة وفظاعة ، العدد الهائل من القتلى والجرحى والمعوقين ، لنكتشف أن عدد القتلى في عام سابق كان قد بلغ رقماً مخيفاً إذ قارب 500 قتيل وحوالي 6000 جريح في بلد لا يزيد عدد سكانه عن بضعة ملايين قد يسكنون في مدينة واحدة من مدن الدول الكبرى ، ليبدأ عام 2019 ب 29 حادثاً وثلاثة قتلى و35 جريحاً خلال أول 24 ساعة فقط حسب إحصاءات جمعية اليازا، معلناً عن إستمرار عداد الموت المجاني ، علماً بأن بقاء هذا الكابوس جاثماً على صدور اللبنانيين على ما يبدو وليس له حل في المدى القريب.
كورونا تنفع …أحياناً
ولن يكون حال العام 2020 بأفضل من سابقه ، بإستثناء أشهر العزل بسبب وباء كورونا التي أجبرت الناس على البقاء في بيوتهم وعدم قيادتهم للسيارات دفعة واحدة ، وبخاصة بعد تطبيق فكرة المفرد والمزدوج ، ما أدى الى تراجع أعداد حوادث السيارات ، وتالياً الى تراجع أعداد ضحايا هذه الحرب المفتوحة على اللبنانيين ، ولا يرف له جفن للمسؤول من هول هذه الكوارث وكان آخرها منذ أيام حادث إنقلاب شاحنة الطحين المروع في نزلة ضهر البيدر بإتجاه شتورا .
أما من ناحية حال السيارات والشاحنات فحدث ولا حرج ، فقد إرتفعت مؤخراً كلفة صيانة السيارات والميكانيك وقطع الغيار التي تستورد بالدولار ، وحال السيارات والطرق الى مزيد من التآكل والتراجع ، ونشطت أعطال السيارات وبخاصة الإطارات والعجلات المعدنية التي غالباً ما تنكسر في مواجهة حفر ضهر البيدر تحديداً .


ولعل الشيء بالشيء يذكر ، ولمناسبة إعادة التداول في تنفيذ نفق حمانا الذي إن تم ، يختصر الكم الهائل من المتاعب على المواطن البقاعي واللبناني فلا يصح أن نمر مرور الكرام على ورشة نفق بحمدون “العظيم” الذي استمر مشروع تنفيذه لفترة تقارب فترة بناء السد العالي في مصر ، ليسلم بعيوب في التنفيذ وإنارة معدومة ومنعطف قاتل في داخله .
وهنا لا بد من السؤال البديهي : إذا كان نفق بحمدون الذي لا يتعدى طوله عشرات الأمتار إمتدت فترة إنجازه لحوالي عقد من الزمن ، فكم يتطلب حفر نفق من بلدة حمانا يوصلنا الى شتورا من أسفل الجبل إذا تقرر البدء في حفره ؟؟ هل من مجيب .

[email protected]

لمشاركة الرابط: