هي قصة لمجند مصري بطل من مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية ، كان برتبة “شاويش” ينفذ مهمة حرس حدود عند آخر نقطة في شبه جزيرة سيناء في مواجهة مركز العدو الإسرائيلي في رأس النقب ، وكان إسم النقطة المرتفعة التي يراقب منها :” وادي سهل القمر” لأن التلة المنبسطة قليلاً كانت تأخذ شكل هلال ، لذلك أسمَيْتُ القصة بهذا الإسم .. وبإختصار كلي وتخفيفاً على القارىء أنه ، وأثناء الإحتفالات بذكرى نصر أكتوبر 73 في عام 1990 ، تم رفع علم مصري كبير على سارية في مواجهة العدو الإسرائيلي ، ولسوء الحظ (أم لحسنه) ينقطع حبل السارية ف “يطير” العلم المصري الى الجهة المقابلة ، وفيها برج المراقبة للعدو الإسرائيلي فيلتقط الجندي الصهيوني العلم المصري ليمسح به “البوط العسكري” في استفزاز ظاهر ، وهو يعلم جيداً أن البطل المصري أيمن حسن يراقبه بالمنظار .
يوم الغضب
يغضب الشاويش المصري أيمن لكرامته … ويبلغ الضابط ” البيروقراطي” فيرفع تقريراً للقيادة … وكفى الله المؤمنين القتال … يمعن العسكري الإسرائيلي في إهانة مصر والعلم المصري ثانية … يفترش العلم المصري هو ورفيقته المجندة في “جلسة أُنس” في مواجهة الشاويش أيمن الذي تصادف مناوبته في وقت مناوبة العنصر الإسرائيلي … يغلي الدم في عروق أيمن … يقرر الإنتقام ويدرس خطة محكمة ينفدها ميدانياً عدة مرات ليلاً وبدون إطلاق نار ، ويدون الملاحظات فيعرف مواعيد تبديل جنود العدو ووقت مرور الدوريات ، ويجهز نفسه بمماشط الرصاص خلسة من المستودع … يسير قبل بزوغ الفجر بخط إلتفافي لعدة كيلو مترات لتجنب وعورة المرتفعات ، مع أن المسافة النارية أقل من كيلو مترين … ويعبر الحدود ينتظر مرور حافلة الضباط في مكمنه قبل الفجر … تقترب الحافلة .. يتلو قول الله تعالى : “وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ” ويفتح النار بداية عن قرب على الحافلة التي تقل ضباطاً وجنوداً داخل أرض فلسطين المحتلة ثم على الحافلة الثانية ، فيقتل ويجرح كل من في الحافلتين ، والحصيلة 20 قتيلاً و20 جريحاً قبل أن يصل غريمه الذي دنس علم مصر بعربة جيب عليها رشاش الى ساحة المعركة ويفتح النار أيضاً … البطل أيمن يعرفه جيداً فهو يراقبه بمنظاره العسكري ، وهو غريمه الرئيسي … يصاب أيمن بطلقة في رأسه لم تكن خطيرة لحسن الحظ ، تشد عزيمته ويكمل المهمة وهو ينزف … ويلقم غريمه الصهيوني 11 طلقة في صدره عن بعد بضعة أمتار ، وسط صراخ وعويل جنود العدو ، فيفجره تماماً …!!
طريق العودة
ينسحب البطل من ساح المعركة بخفة ورشاقة وسط إطلاق نار نحوه من عدة إتجاهات ، فهو يحفظ طريق العودة غيباً ، وقد نفذه عدة مرات خلال أكثر من 40 يوماً من الإعداد للعملية المباركة ، وقبل شروق الشمس ليختبىء من نار الرشاشات التي تلاحقه … يصل الى مركزه ويؤدي التحية العسكرية للضابط المناوب ، ثم يسلمه رشاشه الأميري ويحكي له القصة … يعانقه الضابط بقوة وفخر … وتنتشر أخبار العملية بسرعة البرق ، فالوضع السياسي بين مصر ودولة العدو الصهيوني تحكمه معاهدة سلام ، فيضطر الضابط لتسليم الشاويش أيمن للقضاء العسكري ليحاكم وتمتد محاكمته لمدة عام … يحكم عليه بالسجن في عام 1991 لمدة 12 عاماً ، و”التهمة” كما هي في مضبطة الإتهام حرفياً : ” القتل العمد مع سبق الإصرار لـ 21 إسرائيلياً وإصابة 20 آخرين ، وإتلاف 6 سيارات “(لاحظ إتلاف 6 سيارات).
ينفذ الشاويش البطل محكوميته ، ويسجن لمدة عشر سنوات بحكم مخفف (بدل الإعدام أو المؤبد) ويسرح من الجيش ، ويخرج من السجن في عام 2000 ويتزوج من قريبته التي كان يحبها وينجب ثلاثة أولاد ، ويعمل في ” السباكة ” (عامل أدوات صحية) للأسف ..!
بَر بالقسم
طبعاً جرى كل ما جرى حينها خلال حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي كان للمفارقة قائداً للقوات الجوية التي نفذت الضربة الكبرى يوم نصر 73 ، وللمفارقة أيضاً فإن بطل القصة أيمن كان قد ولد في عام “النكسة” ، عام 1967 واستشهد عمه حينها ، وكان أقسم أنه سينتقم لدم عمه عندما يكبر، وقد عاهد والده الأزهري التعليم الذي رباه على ذلك ، ووعده أنه سيصلي في المسجد الأقصى إن استطاع ، كما قرر الإنتقام كذلك لدم ضابط يعرفه ، قتله قناص إسرائيلي وسلمت جثته الى أهله وأبلغوا زوراً بأنه توفي بلدغة عقرب عند الحدود ، وكذلك وفاءً لشهداء مجزرة الأقصى الأولى التي كان قد إرتكبها العدو الصهيوني قبل أيام من تنفيذه للمهمة … وقد أوفى بطلنا أيمن بقَسَمه … !!
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More