بين مطرقة الحرب الجرثوميّة الأميركيّة وسندان السرّ الصيني ، تواصل القنبلة البيولوجيّة كورونا سرعة انتشارها عالميّاً ، حيث تحدّثت أحدث الإحصائيات عن إصابة أكثر من 420897 شخصاً ووفاة أكثر من 18831، وهو ما يمثّل نسبة 4.5% من مجموع الإصابات ، في حين تماثل للشفاء أكثر من 108520 شخصاً، أي 25% من مجموع المصابين . وفي ترتيب الدول جاءت إيطاليا في المرتبة الأولى من حيث عدد الوفيات، تليها إسبانيا فالصين ثم إيران.
وفي الوقت الذي يسيطر فيه التعتيم والتضليل حول نشأة كورونا ، بين الإختراع والإكتشاف تواصل الولايات المتحدة الأميركيّة والصين تراشق الإتهامات بشأن الفيروس القاتل . لاسيّما وأن العلاقات بين العملاقين متأزّمة في الأصل ، علاوة على ذلك ، فإن كلا من البلدين يسيران قدماً نحو تعزيز قدراتهم المعلوماتيّة والدعائية والطبيّة والسريرية والعسكريّة، إستعداداً لحرب عالميّة ثالثة إكتملت ساحة معاركها. فبعد بروزها كقوّة عسكريّة عظمى تسعى الصين الى التربع في الموقع القياديّ الأوّل عالمياً ظناً منها بأنّها تستحقه في حين تختصر الدولة ” الترامبية ” تفوّقها على باقي دول العالم بعبارة ” أميركا أوّلاً “.
ومن المؤكد أن العالم بعد كورونا لن يكون كما قبله. فهل يكون كوفيد – 19 قد اختصر حرباً عالميّة ثالثة بمعركته ؟ وهل تكون الولايات المتحدة الأميركيّة قد وقعت ضحيّة إخفاقاتها ، في فم التنين الصيني لاسيّما وأن زعامة العالم هي أساس اللعبة ؟ وماذا لو كان “العجوز المجنون” هو الإسم الكودي الذي سيطلق على كورونا قريباً بعد قنبلتي “الولد الصغير” و”الرجل البدين” الذرّيتين بحجّة تجنيب العالم أعداداً أكبر من القتلى إذا دخلنا في نفق الحرب العالميّة الثالثة ؟! وماذا لو كان الراحل الفلسطيني الكبير محمود درويش على حقّ يوم قال في “مديح الظلّ العالي”: ” يا هيروشيما العاشق العربيّ أميركا هي الطاعون .. والطاعون أميركا “.
وبعد.. ماذا عن فيروس الجوع الذي يتمدّد وينتشر على مدار الساعة لا اليوم، ولماذا لا تخاف البشريّة منه ؟ ألأنّه لا يشكّل خطراً على الأغنياء ودولهم، أم لأن العالم بجشعه وحقده وأنانيته أضحى أصغر من كلمة “إنسان”!
الحقّ أقول لكم، درب الجلجلة طويل وصليب الألم كبير لكن القيامة آتية ، فلا تخافوا، لأن ما كُتب قد كُتب.
سيندي أبو طايع
*إعلامية لبنانية