أنغام حالة خاصّة جداً ..بقلم سيندي أبو طايع

موهبة مكتملة ، حنجرة إستثنائية وشخصيّة شاملة. إحساس مميّز، نغمة حبّ ساحرة وحضور أكثر من رائع . أساميها كثيرة، وإصداراتها غزيرة وصوتها وطن واحد جامع رسوليّ . هي الحبّ بجنونه وشغفه، وهي الحياة بإنكساراتها وإخفاقاتها وأحلامها ونجاحاتها. هي ال”أنا” من الأضلاع . وهي القصّة والجمهور والمسرح من الأنفاس والنبض .
هي كلّ الإحتمالات: “الهدنة” و”شنطة السفر” و”الأحلام البريئة” و”الركن البعيد الهادي”و “المهزومة” و”العاشقة”. “الاتجاه الواحد” و “بين البينين”. “التعهد” و”أوّل جواب”. وهي وبخطوة غير مسبوقة “الحكاية المحمدية”. هي الأغنية التي تكبر ولا تشيخ . وهي من الآخر إمرأة تحبّ المنافسة، ولا تتنافس إلاّ مع ذاتها فقط. إمرأة قادرة على قلب معادلات الإنكسار الى انتصار، رغم كلّ الترسّبات المُرّة ولعنة الإكتئاب . تملك كلّ شيء ولا تملك شيئاّ. سرّها أنّها بركان مشاعر يُحرق ويُطفئ ، يُغرق ويُنقذ . في الخلاصة ، هي “حالة خاصّة جداً” وبكل المقاييس . أقول، حالة إستثنائية من ألفها الى ميمها.
ولدت أنغام محمد سليمان في الإسكندرية بمصر، لوالدها الموسيقار الكبير محمد علي سليمان وعمّها المغني والممثل المصري عماد عبد الحليم . عاشت طفولة فنيّة بحتة، فصعدت الى مسارح مصر وغنّت لعمالقة الفنّ المصري منذ صغرها.
وعلى الرغم من نشأتها في عائلة فنيّة موسيقيّة ساعدت في تبلور موهبتها من جهة وارتدائها السرب الكلاسيكي والطربيّ القديم من جهة أخرى، إلاّ أنّها سرعان ما غرّدت خارج هذا السرب، فبنت شخصيّتها الفنيّة المستقلّة بسرعة وقدّمت أغان معاصرة لتفرض نفسها رقماّ صعباً وواحدة من أهمّ نجوم الوطن العربيّ . حازت الكثير من التكريم ولعلّ أبرزها في عام 2011 كأفضل مطربة عربيّة . كما حازت في عام 2019 على جائزة الموريكس دور كأفضل مطربة عربيّة. فضلاً عن فوزها بجائزة هوليوود ميوزيك أواردز على مستوى العالم لهذه السنة أيضاً، والتي طرحت فيه ألبوم “حالة خاصّة جداً”، والذي كانت له حصّة الأسد جماهيرياً على مستوى مصر والوطن العربيّ . وكانت لها مشاركة تمثيلية ناجحة في التلفزيون المصري.
بالأمس القريب، ألهبت عروس مصر بدفئ حنجرتها صقيع العاصمة السعودية ضمن حفلات موسم الرياض . فعزفت لحن ال”أنا” و”يا ريتك فاهمني” وغيرهما على أوتار قلوبنا مختصرةً الحياة والحبّ ب”كوبليه” أسطوري . فأبكتني وأبكت الكثيرين بإحساس خارج عن المألوف دونما مبالغة.
بالأمس القريب، ملأت مسرح أبو بكر سالم في الرياض بفرح الأمسيات ، فرفعت جمهورها قليلاً عن كرسيّه الى حيث الموسيقى تلتحف السماء وتتحوّل الى ليل رومانسيّ يمتزج بالقمر والنجوم والعناق الكثيف.
لا أعرف أنغام شخصياً. لم نلتق ، ولم تُتح لي الفرصة لرؤيتها فوق خشبة المسرح . لكن جلّ ما أتمناه لها أن تحلّق بعد تألقاً ونجاحاً أكثر وأكثر…
على أمل أن يكون لبنان محطة نجاح أنغام المقبلة، وعلى أمل أن نلتقي يوماً ما شخصيّاً،
كلمة أخيرة ، تحيّة علنيّة لها.
سيندي أبو طايع*
كاتبة وصحافية رياضية
[email protected]

لمشاركة الرابط: