لم نكن ندري أن الفساد له طائفة ومذهب، وأن ثمة طائفة معينة فاسدة، والفساد ينخر رموزها ووزرائها ونوابها ومديريها العامين وموظفيها في إدارات ودواوين الدولة.
هي الطائفة الأكبر في لبنان، قدمت خيرة رجالاتها شهداء من أجل حرية الوطن وسيادته، من رجل الإستقلال رياض الصلح إلى المفتي الشيخ حسن خالد، إلى رائد مسيرة الإنماء والأعمار رفيق الحريري. وقدمت نخبة من أهل الكفاءة والإختصاص ليساهموا في بناء دولة المؤسسات، من إبراهيم عبدالعال مهندس بحيرة وسد نهر الليطاني، وعبدالرحمن الطيارة مؤسس وأول رئيس لهيئة التفتيش المركزي، وأحمد الأحدب الذي كان «بعبع» ديوان المحاسبة في أيامه، وقامات ديبلوماسية مميزة من وزن السفراء نديم دمشقية وخليل عيتاني وظافر الحسن وزهير حمدان. فضلاً عن عشرات المدراء العامين والأطباء والمحامين والمهندسين ورجال الأعمال والإعلاميين، الذين كانت لهم مساهمات وطنية بارزة في مختلف مراحل الزمن الجميل الذي عاشه اللبنانيون في سنوات الإستقرار والإزدهار والبحبوحة.
فجأة تحولت رموز ورجالات هذه الطائفة إلى مجموعة من «شياطين الفساد»، في حين بقي الفاسدون الحقيقيون من جنس الملائكة بعيداً عن الشبهات!
بعد أيام من الإحالة الملتبسة من القاضية غادة عون التي إستهدفت الرئيس نجيب ميقاتي، صدر أمس إستدعاء للرئيس فؤاد السنيورة للإدلاء بإفادته في ملف الأحد عشر ملياراً، الذي تحول إلى ما يشبه حكاية إبريق الزيت!
عندما أصدر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بيانا مستنكراً محاولة إستهداف الرئيس السنيورة قبل أشهر، وأعتبره «خطاً أحمر»، إتصل رئيس الحكومة الأسبق بسماحة المفتي مقدراً موقفه، وقال له: أريد من سماحتك أن تدعم موقفي لأني على حق، وليس لأني مسلم سني. فرد المفتي: نحن في إجتماع المجلس الشرعي ونناقش هذا الموضوع أيضاً، سأضع المخابرة على مسمع الأخوة الأعضاء، فكان أن كرر السنيورة الكلام نفسه: أشكركم على تأييدكم لي لأني صاحب حق، وليس لأني مسلم سني.
ولكن يبدو أن الحق أصبح وجهة نظر، لدى سلطة إعتمدت الكيدية سلاحاً ضد معارضيها، وتمادت في التعاطي مع ملفات الفساد بإستنسابية أفسدت كل الآمال المعلقة على عمليات مكافحة الفساد والإفساد!
«وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً». صدق الله العظيم.
المصدر- صحيفة اللواء
مقالة (نون نقطة وسطر)
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More