محكومون بالأمل …بقلم هناء حمزة

“الديبة تنزح والناس في الطرق ، كل واحد قادر يساعد يتوجه الآن أنا طالعة لاقي عيد والشباب اللي سبقوني ليساعدوا الناس”.
كانت الساعة تقارب الرابعة فجراً عندما قرأت تغريدة النائبة بولا يعقوبيان مما دفعني لمتابعة أخبار الحريق في الشوف وعكار من جهة ، وأخبار بولا من جهة ثانية…لا تهدأ النيران ولا تهدأ بولا ، تلملم “كفى” وحملتها وتبدأ العمل .. تستغل حضورها القوي في مواقع التواصل الإجتماعي فتطلب المساعدة وتنهال المساعدات : وجبات غذائية ، شقق سكنية ، أدوية متطوعين .. تبرع بولا في إيقاظ نخوة أهل البلد في حين يبرع غيرها في إيقاظ الفتنة..
شتان بين بولا وبين غيرها من السياسيين ..هي ليست سياسية ، هي لبنانية وفقط تماماً مثلنا ..قبل أيام إلتقيت بولا في أبو ظبي في جلسة خاصة ، كنت متشائمة وكانت تأبى إلا أن تكون متفائلة ..كنت فاقدة الأمل وكانت تأبى أن تفقده ” ما فينا إلا ما نتمسك بالأمل”…شددت ورددت وأكدت وكنت أبتسم بخبث ومرارة…!
عند كل منعطف تثبت بولا أن هناك أمل .
الكل يستنكر ويدين ويتهم ويوقظ نار الفتنة وهي تشمر عن أكمامها وتجمع الشباب حولها وتتقدمهم الى الميدان…أمنا الغدا بدنا نأمن العشا .. بدنا أدوية ربو وسعال للأطفال في جامع الدبية.. كل خمس دقائق تغريدة لها تشكر صاحب نخوة أو تطلب مساعدة …!
كل مهاراتها الاعلامية وخبرتها في مواقع التواصل الإجتماعي سخرتها للقضية..أذكر الأمل الذي تكلمت عنه..أراه أمامي رغم لهب النيران ..سرعة تلبية نداء بولا تبدو أسرع من النار ..لا شيء أجمل من نخوة أهل البلد ..هب الجميع الى المساعدة وعرض خدماته من الجنوب الى الشمال من الشوف الى جونية.. النار توحدنا والسياسيون يفرقونا …. ليت النار تلتهمهم بدل من أن تلتهم أشجار الشوف الجميلة .. ليت النار تحاصرهم بدل أن تحاصر بيوت سكان القرى…النار لا تعرف ديناً ولا طائفة .. النار مثلهم تأكل الأخضر واليابس يا ليتها تأكلهم ..أتخيلها تأكلهم وأتخيل إبتسامة رضا اللبنانيين … لا شيء يطفىء نار اللبنانيين اليوم الا حريق يلتهم سياسيهم..أعود الى صفحة بولا “السيدة منى تقدم منزلاً مفروشاً في بعاصير..ملحمة متواضعة في برج حمود قدمت عشاء ل100 شخص متضرر”….
أبتسم إبتسامة بولا بالأمل . ما فينا إلا ما نتمسك بالأمل . عسى أن يطفىء نار اللبنانيين قريباً .

هناء حمزة
إعلامية مقيمة في دبي

لمشاركة الرابط: