النادي اللبناني للسيارات والسياحة يحتفل ب 100عام من الإنجازات في الرياضة .. والسيارات في الطليعة !

خاص – عاطف البعلبكي
إذا زرت النادي اللبناني للسيارات والسياحة في الكسليك شمال بيروت في هذه الأيام، تلاحظ رفع صورة عملاقة بالأسود والأبيض عند مدخل النادي ، في جو من النوستالجيا المحببة ، هذه الصورة تؤرخ ل 100 عام من تاريخ النادي العريق 1919- 2019 عندما إفتتح أبوابه في وسط بيروت – شارع اللنبي ، مقابل قاعدة بيروت البحرية التابعة للجيش اللبناني حالياً ، وحتى انتقاله الى موقعه الحالي في خليج جونية الساحر منذ مطلع الستينيات .
خلال قرن من الزمن وحتى حينه تولى نادي ال ATCL مهمة دعم وتنمية الرياضات ومنها ، الى السيارات ، كرة المضرب والقوارب والرياضات البحرية التي يستمر النادي في تنظيمها برغم الصعوبات التمويلية والإنكماش الإقتصادي الذي يخيم على لبنان منذ سنوات .
السلامة هي الهاجس
النادي تحول في هذه الأيام – كما في كل عام – قبل أيام من انطلاق الرالي الدولي ال 42 الى خلية نحل . مهمة تنظيم الرالي الدولي تتطلب الإهتمام بكل كبيرة وصغيرة مع تركيز على عاملي الدقة ومعايير السلامة العالية التي تعبر أيضا عن توجه الإتحاد الدولي لرياضة السيارات ال FIA ، ومهمة التنظيم حالياً يتولى إدارتها جيل الشباب من مسؤولي رياضة السيارات في النادي ، الذين تسلموا الراية من أجيال سبقت ، فقد صار التنظيم في وقتنا الحالي دقيقاً ومكلفاً ، ويخضع للكثير من الشروط الصارمة للحفاظ على أرواح السائقين المشاركين والمشاهدين على مسارات السباق والمراحل الخاصة بالسرعة ، فالرالي اللبناني يتميز عن غيره من جولات بطولة الشرق الأوسط للراليات بأنه يقام على طرق إسفلتية ، ويمر في وسط أكثر من 100 قرية لبنانية في مختلف المناطق ، ومن المهم جداً أن يراعي عامل السلامة الذي يحمي حياة السائقين والمشاهدين من عشاق الرالي .
رحلة نجاح
في عام 1919، إجتمع بعض النخب وعلية القوم في بيروت ، وأنشأوا جمعية من أجل الترويج لرياضة السيارات .
وفي العام ذاته تم إنشاء “نادي السياحة السوري ـ اللبناني “، مع زملاء من سوريا، وكان تابعاً “للنادي السياحي الفرنسي” (TCF) وكان الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
ولم يكن لدى الآباء المؤسسين سوى هدف واحد ، وهو ذاته “للنادي السياحي الفرنسي”ألا وهو “تطوير السياحة بجميع أشكالها”.
وخلال تلك الفترة ، كانت أنشطة السيارات خاصة بالنخبة من المجتمع يمارسها عدد قليل من الأثرياء ، وعندما أصبحت هذه النشاطات أكثر شعبية، برزت الحاجة للإنضمام الى الهيئات الدولية القانونية ، عندئذٍ إنضم النادي اللبناني للسيارات والسياحة (ATCL) الى كل من “التحالف العالمي للسياحة ” (AIT) و”الإتحاد الدولي لرياضة السيارات” (FISA) في عام 1933.
إلا أن رحلة النادي في تنظيم سباقات السيارات بشكل منظم ، بدأت في مطلع الخمسينيات ، والى جانب تنظيمه جولات كانت أشبه بـال “ماراتون القيادي” الى أوروبا وآسيا وأفريقيا ، وضع النادي اللبناني للسيارات المدماك الأول لأحداث رياضة السيارات في الشرق الأوسط وبات الرائد في هذا المجال ، ومن بين النشاطات الرياضية التي تم تنظيمها، كان أول سباق تسلق هضبة في عام 1951. وشارك في سباق عام 1956 جلالة الملك حسين ملك الأردن الراحل وفاز بالسباق .


شرح الصورة : الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون يسلم كأس المركز الأول للفائز بسباق تسلق الهضبة في عام 1956 ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال (أرشيف الزميل فراس النمري)
وتعود النسخة الأولى من “رالي لبنان”، الذي كان يُعرف سابقاً بإسم “رالي الجبل”، إلى العام 1968 مع مسافة بلغت 1000 كيلومتر من الطرق اللبنانية، وشاركت في السباق 57 سيارة من بينها 14 قادها سائقون دوليون ، وهذا ميز بداية تاريخ الراليات في المنطقة العربية والشرق الأوسط ، وبرزت فيه محلياُ منذ ذلك الحين أسماء كان لها وقعها ، فمنها الإعلامي والمهتم برياضة السيارات وكذلك من أصحاب ووكلاء السيارات ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : جان باسيلي ، طوني جورجيو ، جيرار صونال ، البير بسول ، ناجي حنينة ، بيلي كرم ، سمير غانم ، ثم جان بيار نصر الله وروجيه فغالي وعبدو فغالي ، ومن الخليج العربي الإماراتي الطائر محمد بن سليم الذي أحرز لقب الرالي 4 مرات ، وعبد الله باخشب الذي نال اللقب مرة واحدة ، وحده البطل العالمي القطري ناصر صالح العطية الذي يواضب على المشاركة في راليات عالمية بدعم من دولته ، ومنها رالي باريس داكار ، ويتمتع بقدرات ومواهب إستثنائية في العديد من الرياضات منها الرماية ، لم يسعفه الحظ بالفوز بالرالي اللبناني لحينه بالرغم من مشاركته المكثفة بالرالي اللبناني ، وهو سيستمر في المحاولة في انظلاق النسخة ال 42 من الرالي الذي يشكل الجولة الثالثة من بطولة الشرق الأوسط للراليات يوم الجمعة المقبل عل وعسى .
ونذكر من المشاركين العالميين ، الإيطالي بييرو لياتي الذي فاز بالرالي في عام 2001 ، بينما يحتفظ السائق روجيه فغالي بالرقم القياسي المذهل للفوز بالرالي ، والذي بلغ 14 مرة والحبل على الجرار ….!
ومع المئوية الأولى للنادي اللبناني للسيارات والسياحة ، والنسخة ال 42 من الرالي ، ومع 14 لقب ل روجيه فغالي ، ومحاولات السائق القطري ناصر صالح العطية منافسة الفغالي والفوز باللقب ، تتابع سفينة النادي رفع شراعها وإبحارها نحو المستقبل بخطى ثابتة….. كل التوفيق والنجاح بإذن الله .
[email protected]

لمشاركة الرابط: