بقلم هناء حمزة
عندما أخبرتني ريما بأن شقيقها سيخوض المعركة الإنتخابية في طرابلس رفضاً للتزكية تفاجأت، لأكتشف تماماً أن حجم مفاجأتي لا يقل عن حجم الدهشة عند ريما وأهلها ..لقد فاجأ الجميع..
أنا أعرف ريما وعلاقتها بطرابلس والعمل الإجتماعي كما أعرف نفسي ..لا مساومة عند ريما على طرابلس..إشتغلنا معا في حملات مختلفة كلها تحت هدف واحد : طرابلس التي نحب..
أن يترشح شقيقها بالنسبة لي عاطفياً هو أن تترشح ريما ولكن لا يكفي ويجب أن ألجأ للعقل وخاصة بعد أن سيرتني عاطفتي بإتجاه لم يكن صائبا في ” نحن طرابلس..”
علي بالتروي ، قد لا يكون سامر مثل ريما و قد لا يكون سامر مثل طارق والد ريما الذي تعرفه طرابلس كما أعرف ريما..
أزور صفحته ، مواقفه واضحة لا شك في نقاوتها..أتصفح صوره إنه فارس فأفهمه أكثر، فالفروسية نبل وشهامة وعلاقة مع الطبيعة مربضنا الأول..!
سامر صهر مستقبلي للرئيس نبيه بري ، سامر إبن شقيق أبو العبد كبارة النائب الأكثر شعبية في طرايلس.. سامر لم يأخذ براي أحد ، تصرف تماما كفارس..رفض التزكية رفض أسلوب التعاطي مع طرابلس …إنتفض..
تقول ريما ” ما حيكمل إذا ترشح غير حدا وسقط مفهوم التزكية..سامر ما همه النيابة …همه طرابلس وعارف حاله خسران..”
لا أشك بكلام ريما وأنا أعرف وعن تجربة أن ريما لا يهمها مركز ولا نفوذ ولا تتأثر بأحد غير قناعاتها ومبادئها…
مساء أتلقى إتصالا من سامر . أقل من دقيقة كانت كافية لأفهم سامر ..هو واضح وضوح الشمس ” أنا إبن طرابلس وما بدي ياها تنكسر هي معركة حقوقية مش معركة سياسية ما بيهمني إربح بيهمني سجل موقف..”
هل أراد سعد الحريري كسر طرابلس عبر فرض التزكية بكل أنواع الطرق؟ هل يصح أن ياتي نائب عن الشعب عن طريق كسر رأس الشعب ؟ هل الشعب الطرابلسي هو أرقام وأصوات تجييرية وبلوكات إنتخابية ؟ هل الصوت الطرابلسي حقه خدمة هنا ومائة دولار هناك ؟ قلة من الأصدقاء في تيار المستقبل قادر أن يدافع عن قرار الحريري واستعجاله تسمية ديما جمالي…في فمهم ماء..أفهمهم إن كنت أفخر بوفائهم لرئيسهم ..ولكن لماذا يعامل رئيسهم طرابلس الوفية بهذا الاسلوب؟ لماذا يعتبر أن المعركة فيها شخصية وغدر له ؟ لم تغدره طرابلس يوما على العكس تماما ..هي المعقل الأساسي له الآن ..لماذا يخسر شعبيته فيها من أجل شخص مرفوض شعبيا؟
في الخط السياسي قد لا يختلف إثنان في طرابلس على خط الحريري وخاصة بعد توافقه مع ميقاتي واللواء ريفي ، ولكن لماذا هذا التوافق يجب أن يكون على حساب إرادة أهل المدينة؟؟
طرابلس غنية بأبنائها كما بناتها ، لسنا ضد ديما جمالي ، يقول سامر في مؤتمره الصحفي بل ضد الأسلوب ..هي لا تعرف طرابلس ..تماما مشكلتنا جميعا أننا نحترم ديما الأكاديمية إبنة رشيد جمالي ، ولكن هذا لا يكفي لأن تكون نائباً عن طرابلس ..وخاصة كما قال سامر خلال تسعة أشهر لم تفتح لها مكتباً في المدينة ولم تحاول أن تنقل إقامتها الى المدينة حتى أن سجلها في بيروت ولا تنتخب في طرابلس…شخصيا أكن كل المحبة لسعد الحريري إبن الشهيد الكبير رفيق الحريري ولكن حقا لا أفهم سر العناد في طرابلس والتراخي في بيروت ولبنان! …
” معركتي ليست سياسية فكلنا في جو سياسي واحد معركتي إنمائية حقوقية “..يكرر سامر أكثر من عشر مرات في ساعة المؤتمر الصحفي ، ويصفق الجميع ..كل من صفق صفق لحق طرابلس وليس لسامر ..مقهورة طرابلس في حقوقها منذ سنوات طويلة ..مياهها ملوثة ونصف شعبها تحت خط الفقر ومرافقها مسلوبة القرار والفعل…!
ينتهي سامر من مؤتمره الصحفي ..أتفق معه بكل حرف قاله ، بكل كلمة ..أمسح دموعي ..ها هي العاطفة تجرني خلفها من جديد..
لا إنه العقل..العقل الذي يرفض ظلم مدينتي ولو أتى من أقرب المقربين إلي …إنه الحق ، حق مدينتي بالخيار وتحديد المصير..طرابلس ليست تحت سن الرشد حتى تعامل بفرض التزكية عليها..كل التحية لكل جريء قرر أن يخوض هذه المعركة من موقعه ، كل تحية لفوزي الفري ويحيى مولود وعمر السيد وغيرهم من المنتفضين الذين قد يترشحوا رفضا للتزكية.
معك يا سامر في معركتك.
صهر مستقبلي للرئيس نبيه بري أو لا ..عمك أطيب نواب طرابلس أو لا ،لا يهم
معركتنا معركة حقوقية ومحقة ليست سياسية وليست ضد أحد..
خاسر أو فائز لا يهم ، المهم أن نسجل معا الموقف الإنتفاضي الشجاع الذي بادر به سامر كبارة فارس طرابلس الشجاع .
هناء حمزة*إعلامية لبنانية مقيمة في دبي
الآراء الواردة في الموقع تعبر عن رأي الكاتب