دولة الرئيس رفيق الحريري الجزيل الاحترام
تحية وبعد
بكثير من الحزن يؤسفني ابلاغك أن جريدة المستقبل انطفأت أضواؤها للمرة الأخيرة وللأبد، سوف لن يجد المتصل على هاتفها أي مجيب لأن حراس الهيكل حين تأكدوا من سوسهم نخره حتى النخاع، تركوه ينهار على رؤوس الجميع ونأوا بأنفسهم عن الناس.
عفوا دولة الرئيس، لن تجد بعد اليوم تلك الصحيفة على مكتبك الفخم لأن أصحاب المكانب الفخمة قرروا منح مكاتب المحررين للغبار لأنه بلا كلفة، وآثروا إفراغ قاعات التحرير من دفئ النقاشات وحرارة الصراعات الفكرية لصالح الفراغ لأنه أوفر، هم مم مدرسة الفراغ الفكري والمهني واستطرادا الحكومي.
العتمة أرخص من الحبر والورق، وبيوت العنكبوت مجانية… هل سألتهم، دولتك، من هو الغيلسوف الذي قرر أن تويتر وفايسبوك أصدق من عرق محرر يجهد يومه ليكتب تحقيقا، أو مراسلا يسرق خبرا عن مكتب وزير؟
يا صاحب المقام الرفيع،
بلغة رجال الاعمال، اعادة الهيكلة كانت ممكنة لكن الفئران لا تشبع …والجريدة ليست يتيمة في قائمة الانهيارات.
يا سيدي قل لهم ان صورتك صمدت وحيدة عندما احرقت ميليشيا حزب الله الطبقة الخامسة من مبنى الرملة البيضاء … لم تكن صدفة بل حكمة … قل لهم كان الأجدر بهم ان يستحوا من جوع العائلات المستورة ليستقيلوا امام الصورة وليتركوا شراع الجريدة لأنها ستبحر وستحيا مثلك تماما
دولة الرئيس اشكر رحابة صدرك واتساع افقك المتاح لاستيعاب المجروحين من امثالنا فنحن نذكرك كل ساعة، أما اولئك فالأكيد انك تلعنهم قبلنا.
مع فائق احترامي
هيثم الطبش*
صحافي لبناني
عندما “يموت اللبنانيون على قيد الحياة “!
عشنا الحرب الأهلية اللبنانية بكل تفاصيلها وقسوتها وإختبرنا مع أهلنا الحياة في الملاجئ تحت الأرض وعلى أدراج المباني احتماء من القصف والموت نشأت كغيري من أبناء جيلي في عز الحرب الأهلية وتركت آثارها في النفس من أثر المعارك والقصف ندوباً نفسية قاسية يصعب أن تندمل . منذ أن اخترت الصحافة مهنة ، بتّ أعرف أكثر
Read More