شهران والطرابلسيون في الإغتراب يحتلون عقلي…فتح عمر حرفوش عيني على قوة الطرابلسي المغترب يوم التقينا في أبوظبي ..تكلمنا عن نجاح المغترب الطرابلسي في كل أنحاء العالم وتكلمنا عن فشل طرابلس الإنمائي والإجتماعي ..يومها لم أنم قبل أن يكون هناك مجموعة خاصة للطرابلسيين المغتربيين في العالم على الفايسبوك…لم نكن وحدنا عمر ونيفين ودولي وأنا من شارك في ذاك الحديث يومها على هامش حفل موسيقي لعمر في متحف اللوفر..ولم أكن وحدي عندما فتح صديق أيام الكشاف الجميلة نبيل منصور صفحة خاصة للمجموعة على الفايسبوك ، ولم نكن وحدنا عندما انضم الينا وبسرعة هائلة عشرات ، مئات، آلاف الطرابلسيون رأوا في هذه المبادرة قشة أمل وتمسكوا بها ..ودفعوني للسباحة في عالم إفتراضي أبحث معهم فيه كيف نعوم ولا نغرق ، وكيف نصل الى بر نحلم به.. مهمة أشبه بالمستحيلة في عالم تختلف به الساعة في كل دولة ، ويختلف فيه طبع الطرابلسي في كل مكان حل فيه ، إلا أن سر ما جمعنا جعلنا نتحدى الصعاب خطوة خطوة ، نجند وقتنا وطاقتنا وخبرتنا وعلاقاتنا من أجل أن نصل الى بر الأمان .. نخطو دعسات مؤلمة ، نقف ونمشي بسرعة صاروخية… نفقد الأمل للحظة و نبنيه بلحظة من جديد.. بعدما اجتمعنا لن يقف بوجهنا عائق… لن يكسرنا تحد ، سنمشي كما بدأنا أفرادا لنصبح جماعات ونشكل جماعة واحدة بقلب واحد وعقل واحد من أجل طرابلس…لن ننتمي الى جهة سياسية ما مهما علا شأنها ، ليس لدينا مصالح مع أحد ، مصلحتنا طرابلس ومن يعمل من أجلها نحن معه ، ولن نحسب عليه مهما كنا معه …نحن طرابلس يقول أحدنا .. نحن صورة طرابلس الحقيقية التي نحبها والتي نريدها .. نبتسم جميعا وينقل مسنجر الفايسبوك إبتسامتنا جميعا..إضغط لايك تكفي لأن تعبر عن إعجابك بما يقال ..إضغط قلب ، ها أنت تعشق ما يقال ..إبتسم إضحك إضغط على رسمة الإبتسامة واضحك معها من قلبك.. كم قربنا هذا الفايسبوك ، كم كسرت الإيموجي تلك الحواجز..ننتقل الى السكايب الصوت خلف وجوه لم نعرفها قبل ونعرفها بقوة اليوم ..أصوات أقرب من أقرب قريب..أصوات تتكلم اللغة نفسها والهم نفسه والهوس نفسه والأمل نفسه…نتفق على الأساس ونختلف في التفاصيل..تعلو أصواتنا نمد الليل بالنهار، ونقتنع بخلاصة الحديث ونتفق على أن نتابع تفصيل التفاصيل في اجتماع آخر أيضا على السكايب.. لم يعد العالم الواقعي يعني لنا شيئا غير واجبات الحياة اليومية ..عالمنا أصبح هناك حيث ننتمي..حيثما سنعود جميعا يوما ما ..حيث طرابلس..حيث طرابلسنا..طرابلسنا التي نريد..طرابلس النظيفة الطيبة الأصيلة العريقة العائلة الواحدة رغم حملات الإنتخابات الشرسة..ننأى بنفسنا عنها نتجاهلها تماما ، نركز على الحلم وكأننا لا نريد أن نرى مرارة الواقع..نمشي نمشي نعمل ونعمل ونجعل من الأمل حقيقة…نلتقي مجموعات في دول نسكن فيها ..نضحك من قلبنا ونبكي من قلبنا …صعبة هي الغربة ولا نشعر بوجعها إلا عندما نرى في عين الآخر ما في عيننا ..ما يجمعنا أقوى من ما قد يفرقنا ..سنتحد..سنؤسس كيانا رسميا لنا..سنلتقي على مائدة إفطار واحد في يوم واحد أينما كنا في العالم..سنكون في طرابلس في قلب أسواقها في 15 تموز سنجول على الدراجات في أزقة الأسواق وسنحتفل معا بحديقة المنشية.. سنزور القلعة والخان مع أولادنا ومع أصدقائنا ، مع كل من يحب أن يكون معنا في مدينتنا .. وفي 7 آب سيكون لمدينتنا حق علينا ، سنزور أحيائها الصغيرة وحرفياتها ونأكل السمكة الحرة والبوظة الشهية ثم ننتقل معا الى جزيرة الأرانب سنمضي يومنا هناك في أحلى محميات العالم ..نعم لا جزيرة مثل جزيرة الأرانب نحن من برم العالم يعرف قيمة هذه الجزيرة وجمال طبيعتها وسر خالقها ..يومها ستكون الجزيرة كما نحبها أن تكون ..نظيفة ..فرحة ..راقية ..لن نكون وحدنا بلا أهلنا في طرابلس ، لا معنى لنا ولا حياة في أمل ننشده…سينضم الينا مع أهلنا مجموعة من الشباب تتعاون معنا وتشاركنا الأمل والحلم ..نحن طرابلس..نحن حلم طرابلس القادم اليها ..طاقاتنا ستتحد..عقولنا ستتحد ..علاقاتنا ستوضع تحت أقدام طرابلس ..سنجعل حلمنا حقيقة..قوة لبنان بإغترابه قوة طرابلس بإغترابها..بشبابها الناجح بإتحاد شبابها الناجح …شهران من عمر هذه المجموعة الفتية كانا قادرين على التأكيد أننا نستطيع أن نحقق مجموعة من الأحلام الصغيرة.. الفتية.. المتفرعة تتحد مثل اتحادنا لتحقق الحلم الكبير…نحن طرابلس تذكرونا ..كونوا معنا ..معا سنكون القشة ومعكم نصنع الأمل ببر طرابلس الجميل.
هناء حمزة*
إعلامية مقيمة في دبي