تجمع الدراسات السايكولوجية والتربوية، وحتى الأنثروبولوجية على دور الأسرة في تكوين النشأة الأولى للطفل نفسياً وقيمياً وتربوياً، ولا يختلف شعب من الشعوب في ذلك، بل إن بعض الشعوب تشدد على أهمية هذا الدور وتعطيه مساحة واسعة من الإعلام الثقافي والتربوي وتربط بين الروضة أوالمدرسة ومجالس الآباء والأمهات (والتي غالباً ما تحضرها الأمهات فقط).
وبقدر تعلق الأمر بعنوان هذا الموضوع، أرى الإمارات شاهداً حياً على الترابطين الأسري والمجتمعي، ولأنّ لأبينا زايد طيب الله ثراه، الدور التاريخي في تكوين دولة الإمارات الحديثة ذات الأصالة والتراث المادي والقيمي الذي لا يخفى على أحد، فإن الحديث عن الأسرة الإماراتية ودورها في تنشئة الأجيال المحبة لوطنها والمؤمنة بأن بناء الوطن هو ضمانة ٌ لحاضرها ومستقبلها حديث لا تنقصه الشواهد ولا الأمثلة الواقعية الصريحة.
الأسرة الإماراتية التي رعاها زايد وهيأ لها كل الإمكانات المالية والحياتية من تعليم وصحة ورفاهية اجتماعية وحياة كريمة أصبحت مصنعاً أولياً للعالِم والمهندس والطبيب والضابط والقيادي، يقول الشيخ زايد: «إن أهم إنجازات الاتحاد في نظري هي إسعاد المجتمع عن طريق توفير جميع سبل الرفاهية والتقدم».
فالقائد الحكيم ما قال أمراً إلّا وفعل، فأعطى الأسرة الإماراتية ما تستحقه كي تأخذ دورها الصحيح في بناء الجيل بعد الجيل كما رسم لها وللوطن.
الجهود أثمرت بعد تكامل جهود الأسرة مع المؤسسات التعليمية والاجتماعية وغيرها لتحتفل الإمارات كل عام بتخرج آلاف الطلبة من أبنائها من مختلف الجامعات والكليات والمعاهد جاهزين لخدمة الوطن..
هذا الحلم لأبينا زايد ساهم في تحقيق الحلم الثاني، حين أصبح الوطن أسرة واحدة، فقد أثمرت العقول والأيادي وترعرعت القلوب والمشاعر تحت خيمة الوطن، يقول زايد طيب الله ثراه: «لقد كنت أعتبر نفسي في بيتي، حيث إن الإمارات وإن اختلفت أسماؤها دولة واحدة وشعب واحد».
اتسعت رؤياه وتحققت الصورة التي رأى فيها الإمارات، صار الوطن أسرة، وها هي أسرته اليوم تستعد للاحتفاء بمولد دولة الإمارات الموحدة، بدأت الأعلام ترتفع على البيوت وهدايا الاتحاد بألوان راية الوطن تنتشر في جميع الأسواق، والشوارع بدأت تزدحم فثمة استعدادات في جميع الدوائر والمؤسسات والمنظمات والجمعيات والأسر الإماراتية، فاليوم الوطني يوم الجميع، جميع المواطنين والوافدين. ستتحول الإمارات إلى نخلة ميلاد بطول برج خليفة لتضيء خارطة العالم بهذا اليوم المجيد.
أجل أصبحت الأسرة الإماراتية وطناً بكل ما يحمله الوطن من خير ومحبة وسعادة، وأصبح الوطن أسرة واحدة تشع بضيائها وعطائها ومجدها وحضارتها على الآفاق.
هذا هو زايد، وهذا يوم الإمارات الذي نستذكر فيه كل جهود زايد لبناء دولة واحدة موحدة ناهضة ومشرقة بعمرانها وعلومها وبأبنائها البررة وبأياديها الممتدة بالخير لكل من يحتاجها، نستذكر ما قدمه أبو الإمارات الحكيم للطفل والمرأة ولكل فئات المجتمع لإسعاد (عياله).
وإذ نحتفي بمولد الاتحاد بعد أيام فإنما نحتفي بزايد الخير وقيادتنا الحكيمة، نحتفي بأم الإمارات التي وقفت إلى جانب الشيخ زايد وحملت معه قيمة الرسالة وتطوعت لخدمة الوطن فكانت خيمةً لنساء الإمارات ومرشدة لهن والساعية لتقدمهن، والراعية للأسرة والشجرة المثمرة بالعطاء.
وإذ نحتفي بيوم الإمارات فإنما نحتفي بأبناء زايد الذين تسلموا زمام المسؤولية من بعده وبكل قادتنا المضحين من أجل عز الإمارات ونهضتها.
وإذ نحتفي بيوم الإمارات فإننا نعاهد قيادتنا الرشيدة على أن نبقى الأوفياء والأمناء على رسالة أبينا زايد وأن نستمد منه القوة والعزيمة على المضي في جعل الإمارات منارة لكل ما يعز غيابه ويكرم حضوره، وهذا هو عهدنا عهد (عيال زايد) الذي عنه لا نحيد.
موزة عبيد غباش
كاتبة وباحثة إماراتية
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More