الإصابات بالخرف في لبنان ستبلغ 56 ألفاً سنة 2030 والنسبة تبلغ حالياً 9 في المئة من كبار السن

كشف المشاركون في مؤتمر إقليمي عن مرض ألزهايمر عقد في بيروت نهاية الأسبوع الفائت أن عدد المصابين بالخرف في لبنان سيبلغا 56 ألفاً في سنة 2030، وأن نسبة الإصابة حالياً تبلغ 9 في المئة من كبار السن، فيما أعلنت وزارة الصحّة العامة أنها ستبدأ في السنة المقبلة العمل على إعداد خطة وطنية لرعاية المصابين بالخرف.
وتحدث رئيس البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة الدكتور ربيع شماعي خلال حلقة نقاشية في ختام “المؤتمر الإقليمي الثالث للشرق الأوسط وشمال افريقيا لمنظمة الزهايمر العالمية” الذي نظمته “جمعية الزهايمر- لبنان” في فندق “مونرو”- بيروت، فقدّم لمحة عمّا قامت به الوزارة في السنوات الأخيرة في مجال الصحة النفسية، و لا سيّما في ما يتعلق بالخدمات والتغطية الصحية، مشيراً إلى أن ثمة مشروع قانون للصحة النفسية في مجلس النواب حالياً.
وأعلن شمّاعي إن “وزارة الصحة قررت المشروع سنة 2020 في وضع خطة وطنية لرعاية المصابين بالخرف بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وعدد من الجهات المعنية في لبنان مثل جمعية ألزهايمر لبنان”. وأوضح أن عملية إعداد هذه الخطة “ستشمل التشاور والتعاون مع كل هذه الجهات”. وأكد أن “الخطة ستكون شاملة وتتعلق بكل جوانب نظام رعاية المصابين بالخرف”.
فواز
وقالت رئيسة مصلحة الرعاية الإجتماعية في وزارة الشؤون ندى فواز إن الوزارة “على أتم الاستعداد للمساعدة في وضع الخطة الوطنية”، مشددة على “ضرورة أن تولى هذه الخطة اهتماماً للجانب الاجتماعي المتعلق بالعبء الذي ترتبه رعاية المصابين بالخرف على عائلاتهم”. وتحدثت عن مبادرات الوزارة للاهتمام بالجانب الاجتماعي لرعاية المصابين بالخرف، بما في ذلك تدريب العاملين الاجتماعيين في هذا المجال.
كرم
واشار رئيس الجمعية الدكتور جورج كرم إلى أن نسبة المصابين بألزهايمر في لبنان هي 9 في المئة من كبار السن. وأوضح أن هدف الخطة الوطنية هو تخفيف العبء عن عائلات المصابين، مشدداً على أهمية هذا الجانب الاجتماعي.
وكشف أن برنامجاً في وزارة الشؤون الاجتماعية “كان يصنّف الخرف كاعاقة، يستحق صاحبها بطاقة معاق، مما يمنحه بعض التسهيلات والتقديمات”، مشيراً إلى أن تنفيذ هذا البرنامج “مجمّد حالياً”.
وقال: “أعددنا مسودّة قانون يتيح لكبار السن في لبنان اتخاذ تدابير احترازية تحسباً لإمكان تدهور حالتهم الصحية أو فقدانهم الإدراك أو انعدام أهليتهم نتيجة عوارض غالباً ما تكون ناتجة عن التقدّم في السن. ويستحدث مشروع القانون آلية تتيح للمعنّي تفويض شخص موضع ثقة يوكله القيام بأعمال واتخاذ قرارات نيابة عنه”.
باربارينو
وقالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة الزهايمر العالمية باولا باربارينو إن “في العالم اليوم 50 مليون شخص يعانون الخرف، وثمة حالة خرف تنشأ كل ثلاث ثوانٍ”. واضافت: “في لبنان قُدّر عدد المصابين بالخرف بـ31 ألفاً في العام 2015 ويتوقع أن يرتفع إلى 56 ألفاً في سنة 2030”.
وأضافت أن “للخرف آثاراً على حياة عدد كبير من الأشخاص لا على المصابين به فحسب، نظراً إلى أن هذه الآثار تطال أفراد العائلات الذين يتولون العناية بمريضهم”.
ورأت إن “أفضل طريقة لضمان الدعم عند التشخيص وبعده ومسارات الرعاية المناسبة للأشخاص المصابين والذين يعتنون بهم في أي بلد، تتمثل في وضع خطة عمل وطنية يتوافر لها التمويل اللازم”.
واشارت إلى أن أن هذه الخطة “تتيح أيضاً التخطيط لحملات صحية عامة تهدف إلى الحدّ من المخاطر بين سكان البلد المعني وتعزيز الوعي ومحاربة الوصمة الاجتماعية”. وشدّدت كذلك على أهمية “تدريب موفّري الرعايةً”.
واعتبرت أن “لبنان بما يتوافر فيه من مستشفيات وجامعات ووسائل إعلام، يمكنه أن يكون رائداً وطليعياً في الشرق الأوسط في هذا المجال”. وأضافت: “أدعو لبنان إلى أن يحذو حذو دول عدة كثيرة في العالم وأن يبدأ بالعمل غلى وضع خطة عمل وطنية في أقرب فرصة”.
خاص
[email protected]

لمشاركة الرابط: