لأوّل مرة في لبنان، نجحت دائرة الجراحة في المركز الطبّي في الجامعة الأميركيّة في بيروت بإجراء عمليّة استئصال ورم خبيث “كتلة واحدة” من العمود الفقري العنقي العلوي. وتتيح هذه العملية زيادة نسبة النجاح وتخفيض خطر تكرار حالة الإصابة به، ممّا يوفّر للمرضى جودة حياة أفضل.
أجرى العملية الأستاذ المشارك في الجراحة السريريّة الدكتور إبراهيم عميص، جرّاح الأعصاب في قسم جراحة الأعصاب والدماغ والعمود الفقري في المركز الطبّي في الجامعة الأميركيّة في بيروت، بالتعاون مع الدكتور روجيه مكربل، الأستاذ المشارك في جراحة الرأس والعنق والترميم من دائرة الأذن والأنف والحنجرة وجراحة الرأس والعنق في المركز الطبّي في الجامعة الأميركيّة في بيروت والدكتور أغيد الكتبي أخصائي الأشعة العصبية التداخلية من ضمن فريق متعدد التخصّصات لضمان نجاحها.
تم اتخاذ القرار بإجراء العملية عند رصد ورم متنامٍ في العمود الفقري العنقي العلوي نشأ من أجسام العمود الفقري العلوي وتعدّى على جذر العصب الأيمن كما ظهر في التصوير بالرنين المغناطيسي للعمود الفقري العنقي. وكانت المريضة البالغة 62 عامًا تشكو من ألم في الرقبة ينتشر إلى أسفل طرفها العلوي الأيمن. كما كشف التشخيص التبايني عن نوعِ من الأورام اللحمية، ونظراً لموقع الإصابة ومدى صعوبة الحالة، كان لا بدّ من إجراء العملية. في المرحلة الأولى، عمدنا إلى إغلاق أحد الشرايين التي تغذّي الجهة اليمنى، واضطّررنا في المرحلة الثانية إلى تحرير الحبل الشوكي والأعصاب من الخلف وثبّتنا العمود الفقري؛ وفي المرحلة الثالثة استأصلنا الورم من الجانب الأيمن من الرقبة قبل أن نعيد بناء العمود الفقري لضمان استقرار الرقبة. كان أداء المريضة جيدًا بعد العملية واستأنفت حياتها الطبيعية بعد شهر من إجرائها.
وحول الموضوع، قال الدكتور إبراهيم عميص: “تعتبر الإدارة الجراحية للأورام الخبيثة في العمود الفقري العنقي العلوي معقّدة للغاية. كما أن موقع الورم حول الحبل الشوكي والشرايين التي تغذّي الدماغ عقّد الجراحة وتقنية استئصال الورم وتثبيته أكثر. في هذه الحالة، تتطلب الجراحة دقّة عالية لتجنّب حدوث عجز عصبي مثل السكتات الدماغية أو الشلّل وحتى مشاكل في التغذية أو الصوت. وقلة قليلة من الجراّحين في العالم يمكنهم القيام بهذه العملية. وعادةً، تتطلب هذه الإجراءات مستشفى على مستوى عالمي يمكنه توفير المعدّات اللازمة والتعاون بين مختلف المتخصّصين ذوي الخبرة الطويلة لتحقيق نتيجة ناجحة”، مضيفاً: “مع هذه العملية التي تعتبر الأولى من نوعها، يرسّخ المركز الطبّي في الجامعة الأميركيّة في بيروت مرّة أخرى قدرته على إجراء العمليّات الجراحيّة الأكثر تعقيدًا لمرضاه باستخدام أحدث المعدّات والمهارات العالمية ضمن نهج يجمع عدّة تخصّصات تنسّق بشكل تام. وهذا يقدّم أملاً كبيراً للمرضى الذين يعانون من مشاكل في العمود الفقري”.
في مثل هذه العمليات، تعتمد النتيجة بشكل كبير على عمر المريض وصحّته العامة وعلى كون ورم العمود الفقري حميدًا أو خبيثًا أو أوليًا أو نقيليًا. في حالة الأورام الأوّلية، الهدف هو إزالة الورم بالكامل أي “كتلة واحدة”، ممّا يقدّم العلاج الأمثل المحتمل للمرض الخبيث. أمّا في حالة الأورام النقيلية، يكون الهدف دائماً شبه مسكّن للألم، فعندها يهدف العلاج إلى تزويد المريض بنوعية حياة أفضل وقد يطوّل عمره المتوقع.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More