بينت دراسة علمية لقسم التغذية في جامعة بيروت العربية انتشارا واسعا للسموم الفطرية في البهارات والأعشاب المنتشرة في السوق اللبناني وتعد هذه السموم مسرطنة ولها مخاطر مرتفعة على صحة الإنسان وتؤثر على الأمن الغذائي وعلى إتاحة الأغذية السليمة للمواطن اللبناني عبر استخدام البهارات والأعشاب الملوثة بهذه السموم الفطرية في مختلف أنواع الغذاء في لبنان.
ووفق منظمة الصحة العالمية فإن السموم الفطرية هي سموم طبيعية المنشأ تنتجها بعض أنواع الفطريات أو العفن ، ويحدث فرز هذه السموم في ظروف ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة الناجمة عن سوء شروط التخزين .
وجاءت هذه الدراسة تلبية لطلب منظمة الصحة العالمية برصد مستويات السموم الفطرية في الأغذية المطروحة في الأسواق وضمان انخفاضها إلى أدنى حد، وامتثالها للمعايير الدولية، وجرت بالتعاون مع مركز أبحاث “ISPA_BARI” في إيطاليا ونشرت نتائجها في مجلة علمية عالمية بحثية Q1 Food Control وقامت بها الدكتورة ندى الدرة الباحثة في قسم التغذية وتنظيم الغذاء في كلية العلوم الصحية في جامعة بيروت العربية بمشاركة باحثين إيطاليين هما لوسيا غامباكورتا وميشال سولفريزو .
أجريت هذه الدراسة على 132 عينة منها 94 عينة بهارات و38 عينة أعشاب تباع في السوق اللبناني ومستوردة من 15 بلد منشأ. تم فحص هذه العينات في مختبرات إيطاليا بتقنية UPLC-MS/MS وتبين احتواؤها على 11 نوعاً من السموم الفطرية من أصل 12 نوع جرى فحصها.
وبينت الدراسة أن تعرض المواطن اللبناني للسموم الفطرية الناجمة عن البهارات والأعشاب مرتفع، إذ أن 80% من العينات كانت ملوثة على الأقل بسم فطري و40% من العينات الملوثة تحتوي على أكثر من نوع من السموم الفطرية.
وتعتمد بعض مصانع الغذاء في لبنان نظام الـ HACCP ، وهو نظام عالمي لتحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة ووقائي لمنع تلوث الغذاء بملوثات بيولوجية أو كيميائية أو فيزيائية، وجمعت الدراسة 81 عينة أخذت من شركات ومتاجر تطبّق نظام الهاسب و51 عينة من مصدر لا يطبّق النظام نفسه.
إن مقارنة المصدرين أوضحت أن الممارسات التصنيعية والتخزينية الجيدة تحد من تلوث البهارات والأعشاب بالسموم الفطرية. هذه النتيجة لم تطبق على البهارات والأعشاب غير المشرعة، فكلا المصدرين أبرزا نتائج مماثلة للبهارات غير المشرعة بما أن أقل مراقبة تعطى لهذه البهارات ، ما يؤكد ضرورة تشريع الكميات المسموحة من الإتحاد الأوروبي لجميع السموم الفطرية.
وتلفت الدراسة النظر إلى مواصفات الاتحاد الأوروبي التي وضعت معايير تحدد نسبة وجود سمين فطريين في البهارات هما الأفلاتوكسين والأكروتكسين والتي اعتمدت في جزء من الدراسة العلمية وأظهرت نتائجها أن ثلاثة أنواع بهارات ملوثة بالأفلاتوكسين بنسب تتخطى 7-19 % الحد المسموح به بحسب الإتحاد الأوروبي، وهي الفلفل الأحمر، بابريكا وجوزة الطيب. أما بالنسبة للأعشاب، فأن إكليل الجبل والميرامية ملوثة بكميات تتخطى، أربع إلى ست مرات الكمية المسموح بها بحسب الإتحاد الأوروبي. أما بالنسبة للأوكراتوكسين، جوزة الطيب هي الوحيدة الملوثة بكمية تتخطى المقبول
وبينت نتائج فحوص السموم الفطرية غير المشرعة أوروبيا، أن 90% من البهارات و89% من الأعشاب ملوثة بالإضافة إلى البصل والثوم البودرة، وكما أن حرير الذرة ملوث بكميات مرتفعة من السموم غير المشرعة أوروبيا.
وقالت الدكتورة ندى الدرة إنه ” يجب على السلطات اللبنانية إقرار المزيد من التشريعات والمعايير المتعلقة بنسب السموم الفطرية المسموحة في البهارات والأعشاب التي على مؤسسة المقاييس اللبنانية ليبنور التحقق منها لضمان سلامة الغذاء وتأمين استمرار تصديره إلى الاسواق العالمية التي بدأت تتشدد بمواصفاتها بشأن السموم الفطرية وأن هذه التشريعات والمعايير يجب أن تعتمد على التدابير الوقائية التي تقضي باتباع مبادئ الممارسات الزراعية والصناعية الجيدة، والتأكد من ممارسات النقل والتخزين في كافة مراحل السلسلة الغذائية “.
وستواصل جامعة بيروت العربية التحقق من سلامة الغذاء في لبنان من خلال دراسات علمية تعتمد المعايير الدولية بهدف الحد من تلوث الغذاء ودرء المخاطر عن المستهلك ووضع مقترحات علمية لمعايير انتاج ونقل وتخزين الغذاء وستعلن تباعا عن عدد من الدراسات بهذا الشأن.
ملاحظة: يمكن الاطلاع على النتائج العلمية للدراسة التي نشرة في مجلة Food Control العلمية العالمية عبر الرابط التالي.
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0956713518303700?via%3Dihub
خلفية: تأسست جامعة بيروت العربية عام 1960 ولها 3 أحرام في بيروت والدبية وطرابلس و10 كليات ويدرس فيها أكثر من 10 الاف طالب سنويا ونالت اعتمادا مؤسسيا دوليا من مؤسسة FIBA الألمانية كما نالت برامج كلياتها اعتمادات من مؤسسات مختلفة بينها قسم التغذية وتنظيم الغذاء في كلية العلوم الصحية الذي حصل على شهادة اعتماد دولية من مؤسسة AHPGS .
ويعد الإعتماد الدولي المؤسسي وللبرامج الدراسية في الكليات إقرارا بالمواصفات والمقاييس الدولية للجامعة وإدارتها وكلياتها وبرامجها ومختبراتها واساتذتها ومواصفات ابنيتها والمساحات المخصصة للأنشطة الطلابية.