بمناسبة شهر النجاة من السرطان الذي يُحتَفَلُ به في حزيران الجاري، وجّه مركز سرطان الأطفال في لبنان “تحيّة إلى جميع الأطفال الأبطال الذي تغلّبوا بشجاعة على هذا المرض، ويستمرون بالشجاعة نفسها في حياتهم الطبيعية”، وأصدر منشوراً مستوحىً من دراسات المنظّمة الدوليّة لسرطان الأطفال، فنّد فيه عدداً من الأفكار المسبقة المتعلقة بالناجين من المرض.
وأكّد المركز في المنشور أن “من الوهم الإعتقاد أن مستقبل الأطفال الناجين من سرطان الأطفال سيكون مأسوياً وحزيناً وكئيباً، وأنهم لن يحظوا أبداً بحياة طبيعيّة. فالصحيح أن ثمة حياة جديدة طبيعية بعد النجاة من سرطان الأطفال، وباستطاعة معظم الناجين العودة إلى المدرسة، والإندماج بفاعلية مع عائلتهم وأصدقائهم ومجتمعهم، وخصوصاً أنهم يكونون محاطين برعاية الداعمة من أفراد العائلة، والأساتذة، ومقدّمي الرعاية، والأصدقاء، الجيران، والمجتمع بشكل عام”.
واضاف المركز أن “من الخطأ الإعتقاد إنّ الأطفال الناجين من مرض السرطان سيحملون معهم دائماً وصمة السرطان عند بلوغهم سن الرشد، وسيتعرضون للتمييز في مجتمعهم وفي زواجهم وفي عملهم”. ولاحظ أن “الناجين، في معظم الدول، يُعتبرون أبطالاً، ويُنظَر إليهم على أنهم محاربون تغلّبوا بشجاعة على مرض السرطان، وعلى أنّهم الدليل الحيّ على إمكان الإنتصار على هذا المرض”. وشدّد المركز على أهمية “الشهادات العلنية للناجين عن قصص شفائهم وحقيقة الحياة الثانية التي كُتِبَت لهم”، معتبراً أن هذه الشهادات “أداة فاعلة للتوعية وكسر الوصمة والتصدّي لأيّ تمييز ممكن”.
وأكّد المركز عدم صحّة الإعتقاد أن الأطفال الناجين من السرطان يشكّلون مخاطر صحّية على الآخرين، مشدداً على أن “سرطان الأطفال ليس معدياً، ولا يمكن أن ينتقل عبر فيروس،وبالتالي لا خطر إطلاقاً على الأولاد الآخرين الذين يلعبون أو يتعاطون معهم”.
وتابع: “ليس صحيحاً أن جميع الناجين يعانون قصوراً جينياً ومشاكل خصوبة وإنجاب،وأنهم لا يمكن أن يُرزقوا أولاداً عندما يتزوجون. فصحيح أن بعضهم قد يعاني مشاكل من هذا النوع، لكنّ هذا الأمر لا ينطبق على الغالبيّة العظمى من الناجين، إذ أن مشاكل الخصوبة تتوقف على نوع السرطان الذي أصيبوا به سابقاً، وعلى طريقة معالجته”.
وعن الاعتقاد الخاطئ بأنّ الأولاد الناجين من السرطان يعيشون حياة قصيرة، أوضح المركز أن”اثنين من كل ثلاثة ناجين لديهما مخاطر مرتفعة من مفاعيل متأخرة للسرطان الاساسي الذي أصيبوا به، وومعرّضان لإمكان معاودته أو ظهور سرطانات في أجزاء أخرى من الجسم، لكنّ هذا لا يؤثّر بالضرورة على طول الحياة. فمدّة الحياة مرتبطة بطبيعة الآثار اللاحقة التي قد تظهر، وبتشخيص أي ورم سرطاني جديد في الوقت المناسب، وكذلك بالعلاج الأساسي للسرطان الأول، وبمدى ملاءمته”.
لكنّ المركز نبّه، في المقابل، إلى أن “من الخطأ الإعتقاد أن الأطفال الناجين من السرطان لا يعودونبحاجة إلى متابعة مستمرّة بعد شفائهم”، مؤكداً أن”هذه المتابعة تبقى مهمّة، إذ ثمة احتمالات عالية بأن يعاود المرض الظهور، والناجون معرّضون لظروف صحّية مزمنة مرتبطة بالعلاج الأساسيّالذي خضعوا له سابقاً. وبالتالي، ثمة أهمية كبيرة للمراقبة المنتظمة بغية الرصدوالتشخيص المبكرينلأي مشاكال صحية جديدة، ومعالجتها في الوقت المناسب”.
وتابع المركز: “من الخطأ الظنّ أن الأداء المدرسي والجامعي والمهني للأطفال الناجين من السرطان سيكون ضعيفاً”. وأضاف: “صحيح أن بعضهم قد يعاني صعوبات معرفيّة أو تعلّمية ولكن ذلك لا ينطبق على الجميع. فمعظم الناجين يقدّمون أداء عالياً ويتفوّقون في تعليمهم وفي أعمالهم”.
ونبّه المركز إلى أن مَقولَة عدم إعلام الأطفال والمراهقين بأنّهم عانوا مرض السرطان غير سليمة، فالعكس مطلوب، مشيراً إلى أن “ثمّة معلومات ملائمة لكلّ سنّ يمكن إطلاعهم عليها لمساعدتهم على تفهّم وضعهم”. وشدّد على أهمية ذلك بالنسبة إلى المراهقين والبالغين الشباب، “إذ هم بحاجة إلى أن يشعروا بأنّهم قادرون على تحمّل مسؤوليّة صحّتهم”.
تجدر الإشارة إلى أنّ مركز سرطان الأطفال في لبنان يسعى منذ تأسيسه في 12 نيسان 2002 إلى توفير العلاج لأي طفل مصاب بالسرطان، من دون تحميل الأهلأيّة تكلفة مادية؛ بالإضافة الى نشر التوعية العامة عن المرض وأحدث العلاجات والعناية صحية. ويرتبط المراكز بشراكة مع مستشفى “سانت جود” للأبحاث في الولايات المتحدة، ومع المركز الطبّي للجامعة الأميركية في بيروت. وقد حقّق المركز بفضل شراكته هذه إنجازات عدة وخاصةً مع وصول معدّلات الشفاء إلى %80.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More