أعلن أخصائيو بَصَريات لبنانيون أن المصابين بضعف النظر الحادّ في لبنان، المصنفين قانوناً ضمن فئة المكفوفين (legally blind)، باتوا يستطيعون استعادة الرؤية والتمتع بحياة طبيعية، بفضل نظارات إلكترونية حديثة باتت متوافرة في السوق اللبنانية.
وتُشبه هذه النظارات التي تحمل اسم eSight 3 في شكلها النظارات المخصصة للواقع الافتراضي أو المعزز، لكنها تستعمل تقنية الواقع المعزز والتكنولوجيا الرقمية لتمكين ضعاف البصر أو شبه المكفوفين من التمتع بالعالم الحقيقي.
وفي تصريح في مناسبة شهر التوعية لمكافحة العمى، وصف المسؤول عن eSight 3 في لبنان بيار أنطاكي هذا التطور بأنه “بداية حياة جديدة” لِمَن يعانون ضعف البصر الحادّ، وشدد على أن أهمية هذه النظارات تكمن في أنها “تشكّل نقلة جذرية في نوعية حياة الشخص الضعيف البصر، إذ تُتيح له الإبصار وبالتالي التنقّل من دون مساعدة، والقيام بالأنشطة الحياتيّة اليوميّة، ومزاولة أنشطة مهنيّة وأكاديميّة وشخصيّة كتلك التي يمارسها مَن لا يعانون مشاكل بصريّة، وكل ذلك من دون الحاجة إلى عمليّات جراحيّة، إنّما فقط بوضع النظّارات”.
وشرح أنطاكي أن تقنيّة eSight 3 تسمح مثلاً للطلاّب المصابين بدرجة العمى القانوني بأن يجلسوا أينما يريدون في الصف ويتابعوا المحاضرات التي تتضمّن عروضاً توضيحية ورسوماً بيانية، وتمكّنهم من أن يتنقلوا بين الصفوف وسوى ذلك. وفي مجال العمل، يستطيع ضعاف البصر بفضل هذه النظارات استعادة عملهم بقدرات كاملة من دون مساعدة أحد، أو من دون استخدام عصا أو الإستعانة بكلب. وفي متطلّبات الحياة اليوميّة بإمكانهم التنقّل بحريّة واستخدام المطبخ وقراءة تعليمات علب الأدوية ومتابعة شؤونهم الماليّة، والتسوّق، وقراءة الكتب والصحف وغير ذلك.
وأوضح أخصائي البصريات ناجي باسيل أن دائرة الأشخاص الذين يمكن أن يفيدوا من التقنية الجديدة تضمّ المصابين باعتلال البقعة ( Maculopathy) واعتلال الشبكية السكري (Diabetic Retinopathy) والتهاب الشبكية الصباغي (Retinitis Pigmentosa) والضمور الشبكي (Cone-Rod Dystrophy) وعمى ليبر الخلقي الوراثي (Leber’s Disease) وما يعرف بـ”الماء الأسود” (Glaucoma) والمهق العيني (Ocular Albinism) والرارة أو تذبذب المقلتين السريع اللإرادي (Nystagmus) وسواها…
وترتكز eSight 3 على كاميرا بدقة HD عالية السرعة وشاشتين من نوع OLED. ويرى الشخص الذي يرتدي النظارة صوراً واضحة بواسطة الكاميرا، من دون فارق يذكر في الوقت. وعملت شركة eSight على تصميم النظارة بشكل يسمح بالتركيز تلقائياً، مما يسمح للمكفوفين بسهولة الإنتقال من النظر إلى الأشياء الموجودة ضمن مدى رؤية قصير، كقراءة كتاب أو رسالة نصية على الهاتف الذكي، وبين الرؤية المتوسطة المدى كرؤية الوجوه أو مشاهدة التلفاز، وصولاً إلى الرؤية البعيدة المدى مثل النظر إلى خارج النافذة. ويمكن لمستخدمي نظارة eSight 3 التحكم يدوياً بالألوان والتباين والتركيز والسطوع والتكبير. ويتم بواسطة جهاز تحكم مربوط بالنظارات، وهي مزوّدة بطارية تسمح بتشغيلها نحو ست ساعات.
وأشار باسيل إلى أن النسخة الجديدة من نظارات eSight 3، هي الجيل الثالث من النظارات الإلكترونية التي تنتجها شركة eSight الكندية، وهي أخف وزناً من النماذج السابقة للشركة، وتمثّل نقلة نوعيّة عن سابقاتها نظراً لصغرها وخفّة وزنها (اقل بنسبة 50%) وما تؤمّنه من راحة عند وضعها، وحتى من حيث شكلها الأجمل، إضافة إلى ما توفره من ميزات إلكترونيّة كالـ”واي فاي” والـ”بلوتوث” ووصلة الـ”HDMI” ومدخل للـUSB ولبطاقة SD.
وأمل باسيل في أن تبادر الجهات الرسمية المختصة والجمعيات الأهلية إلى العمل على تسهيل حصول الأشخاص شبه المكفوفين على هذه النظارات من خلال توفير الدعم المالي لهذا الغرض، نظراً إلى أن سعرها قد لا يكون في متناول الجميع، وخصوصاً أن نسبة كبيرة من ضعاف البصر عاطلون من العمل ولا يملكون إمكانات شراء هذه النظارات.
وتجدر الإشارة إلى أن في العالم اليوم نحو 300 مليون شخص يعانون ضعف النظر أو انعدامه الكلي.
المصدر_خاص