ندوة في مركز عصام فارس للسياسات العامة في الجامعة الاميركية في بيروت

وزير خارجية مصر السابق نبيل فهمي: لا استقرار في المنطقة في المستقبل المنظور وفشل العرب في ادارة التغيير يعود لغياب “الدولة النموذج”

استبعد وزير خارجية مصر السابق السفير نبيل فهمي عودة الاستقرار الى المنطقة في المستقبل القريب نتيجة استحالة اعادة ترتيب العلاقات بين تركيا ومصر والسعودية وايران في الوقت الراهن، وارجع فشل الدول العربية في ادارة التغيير الى
“غياب دولة عربية نموذج يحتذى بها في القرن الحادي والعشرين”.

كلام فهمي، وهو عميد كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة في الجامعة الأميركية بالقاهرة، جاء خلال محاضرة نظمها “معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية” ، بعنوان “العالم العربي في القرن الحادي والعشرين التحديات والآفاق” يوم الجمعة في ٩ أيلول ٢٠١٦ في مبنى المعهد في الجامعة الأميركية في بيروت، وذلك بحضور…..

واورد فهمي “خمسة أسباب للتغير وتشخيص الحالة” المتعلقة بمستقبل الدور العربي في المنطقة، هي “تغيير الخريطة السياسية الدولية، والدولة والعولمة والشفافية والهوية، و انحسار الدافع العربي القومي، وغياب الزعامة العربية، واهتزاز الدول العربية الرئيسية”.

وشدد على عامل “انحسار الدافع العربي القومي خاصة في منظوره السياسي”، وخلص الى انه نتيجة ذلك “فقدت القومية العربية بجمودها أحد ركائزها السياسية الرئيسية بالنجاح الذي حققته، لأنها ظلت حبيسة قضايا الماضي ولم تنجح في تطوير نفسها لتعاصر النظام الدولي الجديد” .

واشار الى “صدمات” تركت اثارا كبيرة في العالم العربي وهي “احتلال العراق للكويت، ثم غزو العراق وانفتاح الساحة السياسية الشرق أوسطية على إيران وتفشي التطرف والإرهاب”.

وربط فهمي تراجع الدور القومي الى “غياب الزعامات العربية التي لهل ثقل وطني و اقليم وهو ما فقده العالم العربي في الربع الأخير من القرن الماضي، فاختفت الزعامات”.

واوضح فهمي ان مستقبل العالم العربي والشرق الأوسط سيشهد “ظهور فراغ سياسي لغياب الحراك العربي للدول العربية الكبرى، وتنامي نشاط الدول غير العربية في المنطقة وفي الجوار المباشر، وفي المقام الأول إيران وتركيا وإسرائيل الذين أصبحوا طرفًا فاعلا ومباشرًا “، ويترافق ذلك بالطبع مع “غياب كامل وغريبًا للدبلوماسية العربية”.

ورأى انه بالنسبة للمشرق العربي بشكل خاص “فيبدو أن الصراع الجيوبولوتيكي بين الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وايران”، مشيرا في الوقت نفسع الى “التداعيات شبه الاقليمية” التي اتخذتها القضيتان السورية واليمنية.

ولفت فهمي الى ان من “اهم أسباب فشل العرب في إدارة عملية التغيير وانتشار الفوضى السائدة في المنطقة هو غياب النموذج العربي الذي يمكن أن يحتذى به كدولة معاصرة للقرن الحادي والعشرين”.

واستبعد أن” يعود الاستقرار في المنطقة قبل تقويم العلاقات بين تركيا ومصر وبين المملكة العربية السعودية وإيران وكلاهما على حد سواء وذلك نظراً لأهمية مصر والسعودية وتركيا وإيران في تشكيل الحاضر وتحديد المستقبل”، معتبرا ان “تحقق ذلك صعب جدًا، إن لم يكن مستحيلا على المدى القصير”.
ودعا العرب الى “الإسهام في بلورة نموذج جديد للأمن في الشرق الأوسط يحافظ على الهوية العربية ويتعامل بواقعية وحكمة مع التغيرات الإقليمية والدولية كدول عربية قوية وفخورة”.

لمشاركة الرابط: