قمَّة المصالحة الخليجية في العلا ومحمد بن سلمان لمواجهة برنامج إيران النووي ومشاريعها التخريبية

أكد بيان القمة الـ41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في العلا على وحدة الصف وتكاتف دول الخليج في وجه التهديدات والتدخلات، فيما أعلنت السعودية عودة العلاقات الكاملة بين الدول المقاطعة وقطر بعد قمة خليجية في مدينة العلا السعودية.
كما شدد بيان العلا على طي صفحة الماضي بما يحفظ أمن واستقرار الخليج، وقد تم الاتفاق على عدم المساس بسيادة وأمن أي دولة، وعلى تنسيق المواقف السياسية لتعزيز دور مجلس التعاون، وكذا مكافحة الجهات التي تهدد أمن دول الخليج، وتعزيز التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية.
وكان قادة مجلس دول التعاون الخليجي وقعوا “بيان العلا” الذي قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنه “لتأكيد التضامن والاستقرار “، خلال قمة هدفت الى بدء حل الأزمة القائمة بين قطر وأربع دول عربية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ووقع القادة المجتمعون في مدينة العلا في شمال غرب السعودية في إطار قمة لمجلس التعاون الخليجي بياناً، في حضور جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره. كما وقع على البيان وزير الخارجية المصري سامح شكري، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية المصرية.
وكان بن سلمان ألقى قبل ذلك مباشرة كلمة قال فيها إن جهود الكويت والولايات المتحدة أدت “بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا الذي سيتم توقيعه في هذه القمة المباركة، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها”.
وأضاف:” نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، خصوصاً التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة “.
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي: “ترسل هذه القمة رسالة للعالم أجمع أنه مهما بلغت الخلافات في البيت الواحد إلا أن الحكمة قادرة على تجاوز كل ذلك والعبور بالمنطقة إلى بر الأمان ”
وأردف أن البيان الختامي دعا إلى تعزيز التعاون في مكافحة الكيانات الإرهابية، والتأكيد على وقوف دول مجلس التعاون صفاً واحداً. كما دعا البيان لتوطيد العلاقات واحترام مبادئ حسن الجوار.
وتابع:” البيان يؤكد تكاتف دول الخليج في وجه أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في شؤون أي منها “، موضحاً أن “الدول أكدت عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها “.
وأوضح الأمير فيصل أن قمة العلا “أفضت إلى طي صفحة الماضي والتطلع إلى مستقبل يسوده التعاون والاحترام بما يحفظ أمن الدول واستقرارها “.
وفي رده على سؤال، أكد فيصل بن فرحان أن توقيع الإتفاق طي كامل للخلاف مع قطر.
وأفاد الأمير فيصل بن فرحان أن بيان العلا تضمن التزام الدول الأطراف بإنهاء جميع الموضوعات ذات الصلة، وذلك انطلاقاً من حرصها على ديمومة ما تضمنه البيان ، وأن يُعزز التعاون من خلال المباحثات الثنائية والتنسيق فيما بينها، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة بجميع صوره .
ولفت النظر إلى أن ما تحقق اليوم لم يكن ليتم لولا حكمة قادة دول المجلس والجهود الحثيثة بالوسائل الحميدة التي بذلتها دولة الكويت الشقيقة، بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، مستذكراً الجهود والمساعي الحثيثة للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله- لإعادة اللحمة إلى البيت الخليجي، ومواصلة النهج من صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي شهد اليوم مع إخوانه ما كان يطمح له الشيخ صباح في حياته.
من جهته، أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، أن دول الخليج تتجاوز عادة كل التحديات بقوة وعزم، مشيرا إلى أن بيان العلا أكد على الأهداف السامية لمجلس التعاون الخليجي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دول المجلس.
وتابع الحجرف الذي قرأ بيان العلا قائلا:” إن تحدي جائحة كورونا يؤكد الحاجة للتعاون والتنسيق، وإن البيان أكد على استكمال تنفيذ المشاريع الاقتصادية المتفق عليها سابقا، وتعزيز التكامل العسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات”.
وذكر أمين عام مجلس التعاون أن دول الخليج تعاملت مع تداعيات كورونا بحزم اقتصادية، لافتا إلى أن التحديات الاقتصادية جراء كورونا ستستمر لفترة.
وكانت أعمال القمة الـ41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في العلا، قد انطلقت بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبرئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحضور كبير مستشاري الرئيس الأميركي غاريد كوشنر، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، حيث وقع المشاركون على بيان العلا.
وأعلن ولي العهد السعودي تسمية القمة الخليجية الحالية بـ “قمة السلطان قابوس والشيخ صباح”.
وأضاف:” تواجهنا تحديات لمواجهة السلوك الإيراني التخريبي”، مشيراً إلى أن “البرنامج النووي الإيراني يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي”
ومن جهته، توجه أمير الكويت الشيخ نَوَّاف الأحمد الجابر المبارك الصباح بالشكر للملك سلمان والسعودية على تنظيم القمة الخليجية، كما أضاف: “نقدر دور القيادة المصرية ودعمها للقضايا التي تهم أمن المنطقة”.
بدوره، أعلن أمين مجلس التعاون، أن قادة الخليج اعتمدوا البيان الختامي لقمة العلا.
وكان ولي العهد السعودي، قد استقبل، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في مطار الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز في العلا بالسعودية.
وبعث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، برقيتين إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان، يشكرهما على الحفاوة وحسن الإستقبال، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
وأشاد أمير قطر بالأجواء الأخوية التي سادت اجتماع القمة الخليجية.
وأكد أن نتائج الإجتماع الإيجابية ستعزز مسيرة مجلس التعاون، وتعود بالخير على الشعوب الخليجية.
وكان الأمير محمد بن سلمان في استقبال أمير قطر لدى نزوله من الطائرة في مطار العلا، وتعانق الرجلان اللذان كانا يضعان كمامتين للوقاية من وباء كوفيد-19.
وبعدها نشرت وسائل إعلام سعودية صورة لولي العهد السعودي يقود سيارة وبجانبه الشيخ تميم. وهي الزيارة الأولى لأمير قطر الى المملكة منذ بدء الأزمة.
ومساء أمس، أفاد مراسل فرانس برس أن وفداً قطرياً برئاسة وزير المالية علي العمادي وصل الى مطار القاهرة في طائرة خاصة.
وذكر الاعلام المصري أن الهدف من الزيارة هو “حضور افتتاح أحد الفنادق المملوكة لشركة قطرية ” في العاصمة المصرية.
ويضم مجلس التعاون ست دول هي بالإضافة الى السعودية والبحرين والإمارات وقطر، الكويت وسلطنة عمان اللتان بقيتا على الحياد خلال الأزمة.
ورحب الأردن بإنهاء الأزمة بين قطر وجيرانها، واعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن “بيان العلا يشكل إنجازاً كبيراً ذاك أن رأب الصدع وإنهاء الأزمة الخليجية وعودة العلاقات الأخوية إلى مجراها الطبيعي يعزز التضامن والإستقرار في منطقة الخليج العربي، ويخدم طموحات شعوبها بالنمو والإزدهار”.
من جانبه، هنأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الثلاثاء قطر ب “مقاومتها للضغط ” مؤكدا “للجيران العرب الآخرين أن ايران ليست عدوا ولا تهديدا ” وداعيا إياهم الى القبول ب “عرض ” بلاده “من أجل منطقة قوية”.

المصدر : وكالة الأنباء السعودية – العربية نت

لمشاركة الرابط: