تنطلق اليوم وغدا القمم الثلاث في مكة المكرمة وسط تصاعد التوتر الاميركي الايراني والتهديدات في المنطقة في ظل تعرض سفن تجارية بالمياه الإقليمية للإمارات ومحطتي ضخ نفطية بالسعودية لهجمات إرهابية، فيما أعربت المملكة العربية السعودية عن تطلعها بأن تكلل جهود القادة والرؤساء المشاركين بالنجاح المأمول لما فيه الخير للامتين العربية والاسلامية.
وبدأت الوفود الرسمية المشاركة بالوصول أمس إلى السعودية حيث من المقرر أن تُعقد القمتان الخليجية والعربية الطارئتان اليوم، فيما تُعقد القمةُ الإسلامية الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي بعد غد الجمعة.
وتأتي القمة الإسلامية في الـ31 من أيار الجاري بدورتها الاعتيادية الرابعة عشرة تحت شعار: قمة مكة.. يدًا بيد نحو المستقبل.
ووصل رئيسُ السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز وكذلك الرئيسُ الصومالي محمد عبدالله فرماجو.
وتناقش القمة الإسلامية عدة ملفات أبرزها تطورات الوضع في فلسطين وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه، والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة بالإضافة لبحث الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وأزمة مسلمي الروهينغا في ميانمار.
يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود دعا لقمتين، خليجية وعربية، طارئتين ستعقدان قبل القمة الإسلامية بيوم.
وتناقش القمتان التهديدات الإيرانية وسبل التصدي لها عقب الاستهداف الذي تعرضت له سفن في المياه الإقليمية قرب الفجيرة، ومن ثم استهداف محطات ضخ نفط في السعودية، وهي الهجمات التي اتهم وكلاء إيران بتنفيذها بإيعاز من الحرس الثوري.
ومساء أمس الاول رحب مجلس الوزراء خلال جلسته التي ترأسها الملك سلمان بن عبد العزيز بقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقادة الدول العربية والدول الإسلامية وممثليهم وجميع المشاركين في القمم الثلاث في مكة المكرمة.
وأعرب مجلس الوزراء عن تطلعه لنتائج «قمم مكة» وأن يكلل جهود المشاركين بالنجاح لما فيه الخير للأمتين العربية والإسلامية، والتوصل لكل ما فيه الخير حول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه الدول العربية والإسلامية وتوحيد الصف والمواقف بشأنها.
وأوضح وزير الإعلام تركي بن عبدالله الشبانة، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء، أعرب عن أطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقادة الدول العربية في القمتين الطارئتين اللتين دعا لعقدهما العاهل السعودي في مكة المكرمة بجوار بيت الله الحرام، ولقادة الدول الإسلامية في الدورة العادية الرابعة عشرة.
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية القطرية أمس أن رئيس الوزراء القطري سيشارك في القمم الثلاث في مكة اليوم وغدا في أول تمثيل قطري رفيع المستوى بين البلدين منذ المقاطعة الخليجية والعربية ضد الدوحة قبل عامين.
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة راشد الخاطر أن «القيادة الرشيدة قررت المشاركة الرفيعة على مستوى رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني في قمم مكة الثلاث».
واضافت المتحدثة القطرية أن «مشاركة دولة قطر والدول التي تتمتع بالعقلانية وحسّ المسؤولية تعدّ واجبا قوميا وإنسانيا لتحقيق الأمن الجماعي والمصلحة العليا لشعوب المنطقة ولعقلنة الخطاب القائم».
وذكرت شبكة الجزيرة الممولة من الحكومة القطرية ان «مصدرا رفيع المستوى صرح حصريا للجزيرة أمس أنه سيتم عقد لقاءات مباشرة بين الشيخ عبد الله ومسؤولين كبار من السعودية والإمارات والبحرين وغيرها من الدول، خلال الاجتماع الذي يبدأ اليوم».
إلا أنه «من غير المرجح أن يشارك» أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «في الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام»، بحسب الجزيرة.
وقال اندرياس كريغ، البروفيسور المساعد في جامعة «كنغز كوليج لندن» البريطانية إن الحوار بين الدوحة والرياض جاء بعد «تلقي دعوة إلى المحادثات، والترحيب بهذه الدعوة». وأضاف «وردت كلمات طيبة جدا من الملك (السعودي سلمان)، وهو ما لم نره طوال الأزمة التي استمرت عامين».
وأضاف كريغ أن السعوديين يبحثون عن توافق عريض «في المنطقة حول أفضل طرق التعامل مع المسألة الإيرانية».
وتابع «إلا أن القطريين في وضع صعب لأن السعوديين لم يقدموا أية تنازلات – ولذلك فإرسال الأمير لم يكن ممكنا. ومع ذلك فإن رئيس الحكومة الذي يتمتع بنفوذ هو أعلى وزير يمكن إرساله، وهذا يظهر أن القطريين مستعدون لتقديم مساهمة».
ومساء أمس قال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف في كلمته أمام المؤتمر التحضيري لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي إن عالمنا الإسلامي يمر بتحديات أخطرها التدخل بشؤونه الداخلية مشيرا إلى أن أمتنا الإسلامية تواجه تحديات في سوريا وليبيا والصومال وغيرها من الدول معتبراً أن الصراع مع إسرائيل أبرز التحديات والقضية الفلسطينية هي أولوية للمملكة حتى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وتسلمت المملكة العربية السعودية مساء رئاسة دورة منظمة التعاون الإسلامي.
وجدد العساف وقوف السعودية إلى جانب الشعب السوداني وتعرب عن دعمها للمجلس العسكري.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن بلاده تريد حلا في سوريا وفق جنيف 1 وإنهاء وجود الميليشيات الطائفية.
وقال العساف إن التدخلات الخارجية فاقمت أزمة الشعب اليمني ونجدد دعم الجهود الأممية.
وشدد على عودة اللاجئين الروهينغا إلى ميانمار وتحقيق العدالة كما جدد دعم السعودية لليبيا للخروج من أزمتها الحالية.
(أ ف ب – رويترز – واس)