في لفتة انسانية لبى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبد الله بخاري ، حلم سمية الطفلة السورية اللاجئة في لبنان ، بعدما نشر موقع “دويتشه فيله” الألماني، فيديو تروي خلاله سمية ابنة السنوات الثماني معاناتها متنمنياً أبسط الأمنيات التي هي بالأصل حق لأي طفل مجرد “فستان أزرق” .
اليوم غدا الحلم حقيقة وبسرعة أكثر مما تخيلت سمية فعبر سفيرها سارعت المملكة العربية السعودية الى نشر البسمة في قلب سمية ورفاقها الذين يعيشون الى قساوة صقيع البقاع صقيع الأمية وجهل الأحرف الأبجدية
قد يكون الحظ ساعد سمية في وجودها في ذاك الفيديو الا ان تحقيق الحلم كان أسرع اليوم عمّ كل طفل يعاني معاناتها، وتحقق حلم سمية طفلة “الفستان الأزرق”، التي تمنت الاّ تعمل “يوم العيد”.
أضافت المملكة العربية السعودية اليوم، عمل خير جديد إلى سلسلة عطاءاتها التي انتشرت في العالم عامة وخصت لبنان بجزء كبير منها، حيث لطالما تركت مملكة الخير بصمة امل في قلوب الاطفال ولبت نداءات حقيقية فإلى جانب الفستان الأزرق ستكون الكتب والدفاتر والأقلام التي تنتظر انامل سمية ورفاقها في المخيم لتغدو اكواز البصل التي اعتادت لملمتها شهادات علم ومعرفة على مر السنوات اللاحقة.
فبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده محمد بن سلمان، وقع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اتفاقية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة عبر منظمة اليونيسكو على بناء مدرستين في منطقة البقاع بالإضافة إلى مشروعين لإكمال التعليم الأساسي إحداهما بالتنسيق مع ( أنوروا ) للطلاب الفلسطينيين والآخرى بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم في الجمهورية اللبنانية للطلاب السوريين.
السفير بخاري وعقب اول نشاط له بعد تسليم أوراق اعتماده يوم أمس وتحت مطر البقاع وصقيعه سارع اليوم للقاء سمية بعد توقيع الإتفاقية فوصل الى مخيم اللاجئين الذي تحول بقدومه الى يوم عيد لبس فيه الجميع فساتين الأحلام
مناسبة القى خلالها السفير بخاري كلمة كانت “امنية من نور” قال فيها “صَرَخَتْ بها طِفْلَةُ الفُسْتانِ الأزرقِ سُمَيَّة…فَأنارَتْ دَرْبَ رِفاقِها بِالعلمِ وَالأمانِ…
وأضاف “ومن حقها علينا … أن نبني لها مستقبلاً لغته المحبة والتسامح والإنفتاح .. لا مكان فيه للجهل والتمييز والكراهية … بل عالم يعيش ناشدا للعلم والتطور …”
ولفت إلى أن “تلك هي لغة المملكة ولغة العصر التي تنشدها الأمم الباحثة عن المستقبل والتفوق ..”وختم “من هذا المنطلق ومن إيمان قيادتنا الراسخ .. بأن البناء لا يبدأ إلا بنور العلم … والنجاح في التعاون … وتظافر الجهود بيننا كدول شقيقة تتناغم مع المجتمع الدولي من خلال منظماته الدولية …”
واشار بخاري الى أنّ “المملكة العربية السعودية عملت أيضاً من خلال “مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية” واستجابة لصرخة سمية عندما أطلقتها من هذا المخيم، على اختتام مشروع توزيع الحقائب المدرسية وملابس شتوية
وقرطاسية ، لافتا الى ان ثمة مشاريع بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية التعليم العالي في لبنان لتأمين التعليم الاساسي لشريحة كبيرة في المجتمع اللبناني”.
وردّاً على سؤال عن تشييد المدرستين في البقاع الاوسط لتعليم النازحين، وعن امتداد الازمة في سوريا التي يبدو أنها تؤخر عودة اللاجئين الى بلادهم، قال بخاري: “إن تأمين هذه المدارس بعيد عن أي توجهات سياسية، لأننا نؤمن التعليم للانسان المحتاج، وهناك الكثير من أبناء المنطقة الذين سيلتحقون بهذه المدارس ويستفيدون منها، لكن نخص أبناء النازحين لأنهم في أمس الحاجة الى الجانب التعليمي، وعودتهم الى التعليم تدل على ضمان التعايش والمحبة والابتعاد عن لغة العنف والكراهية. لذلك حرصت المملكة على أن تساهم دائما في تأمين الجانب العلمي الذي يعتبر منارة لبناء المجتمع، وهي لغة العصر التي تبحث عن مستقبل زاهر وواعد، لذلك وجب ان نبدأ بالتعليم”
[email protected]