كشفت استشاري الغدد الصماء والسكري نائب المدير الطبي في مركز «إمبريال كوليدج لندن للسكري»، الدكتورة حواء سعيد المنصوري، أول إماراتية تخترع جهازاً لإدخال أنبوب القسطرة عبر الوريد، عن إنتاج 200 قطعة قسطرة تجريبية، قدمتها لإدارة الدواء والغذاء الأميركية لفحصها لاعتماد إنتاجها وتسويقها، لافتة إلى أنها تتوقع رد الإدارة خلال 120 يوماً، حداً أقصى.
أفكار الشباب
قالت الدكتورة حواء سعيد المنصوري: «أطمح لأن أسس شركة لتبني أفكار الشباب وتنفيذها على أرض الواقع، وأن يتم إنتاج أنبوب القسطرة بأيدٍ إماراتية وكفاءات مواطنة، كما أتمنى أن يكون لي دور في تشجيع الأفكار الإماراتية، ومساعدتهم على نقل أفكارهم إلى الجانب العملي»، مضيفة «مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا كمواطنين لتحقيق التميز، فإن دعم قيادة الدولة لنا مادياً ومعنوياً يساعدنا على تجاوز جميع الصعوبات، إذا كانت لدينا الرغبة والقدرة على التميز في أيٍّ من المجالات».
وأكدت المنصوري، لـ«الإمارات اليوم»، أنه في حال الرد من تلك الجهة فسيتم مباشرة، وبدعم وتوجيه من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، البدء في إجراءات تصنيع وتسويق القسطرة محلياً في الدولة، ومن المتوقع أن يتوافر أنبوب القسطرة الجديد في المنشآت الصحية في الدولة، خلال العام المقبل، وقالت إن التحدي الأكبر يكمن في إيجاد مكان مناسب، وتأسيس شركة محلية لتصنيع القسطرة وتوزيعها وتسويقها، بأيادٍ وكفاءات إماراتية.
وأشارت إلى أنها حصلت على براءتي اختراع لأنبوب القسطرة دولياً، ومن الولايات المتحدة الأميركية: الأولى لمادة تصنيع أنبوب القسطرة، التي يمكن رؤيتها تحت الأمواج فوق الصوتية، والثانية لأسلوب إدخال القسطرة تحت الشرايين عبر عجلة بسيطة، عوضاً عن الأسلوب القديم في إدخال القسطرة، مشيرة إلى أنه، وبعد الحصول على الموافقة، سيتم التقديم للحصول على براءة الاختراع من دولة الإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأضافت أن «تصنيع الدفعة الأولى من أنابيب القسطرة، تم من خلال شركة تصنيع في الولايات المتحدة الأميركية، وبدعم من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، تم تأسيس شركة إدارية لمتابعة كل إجراءات ومتطلبات الحصول على موافقة إدارة الدواء والغذاء الأميركية على الاختراع، وتواصلت الشركة مع مكان لتصنيع القسطرة كمرحلة أولية للحصول على الموافقة».
وأعربت عن سعادتها البالغة بحصول ابتكارها الطبي «أنبوب القسطرة عبر الوريد»، على الاعتماد الدولي من قبل هيئة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه)، مؤكدة أن هذه الخطوة تعد بمثابة الإذن أو الترخيص ببدء تصنيع ابتكارها، وطرحه أمام مختلف المنشآت الطبية في مختلف بلدان العالم.
وحصلت المنصوري على منحة الشيخ خليفة الدراسية عام 1999، ضمن أول فوج من الطلبة الإماراتيين إلى الولايات المتحدة الأميركية، وكانت أول طالبة إماراتية تتجه لدراسة الطب في الخارج، وكرمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عام 2014 ضمن «أوائل الإمارات»، كونها أول إماراتية تخترع جهازاً لإدخال أنبوب القسطرة عبر الوريد لعمليات القلب الدقيقة.
كما قدمها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، في العام نفسه، كنموذج إماراتي للطالبة المجتهدة، التي استفادت من بعثات الدولة، خلال جلسته في القمة الحكومية.
وقالت المنصوري: «جاءت فكرة ابتكاري عام 2013، خلال دورة تدريبية تلقيتها في المستشفى الجامعي بجورج واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية، فعندما كنت أجري عمليات قسطرة لاحظت المعاناة التي تواجه المريض والطبيب معاً، لأن الأول يشعر بالألم الشديد، بينما الثاني يجد صعوبة إجراء القسطرة وإيصال الدواء للمريض، ومن هنا بدأت في البحث عن حل لتخفيف تلك المعاناة».
وأضافت: «بعد تفكير وبحث وتجارب، توصلت إلى فكرة أنبوب قسطرة، وهو عبارة عن أنبوب بمواصفات مميزة يركب عبر وريد المريض لإدخال المحاليل والسوائل للجسم، خصوصاً في الذراعين والساقين، ويمكن وضعه بشكل دقيق في الجسم حيث يمكن رؤيته بوضوح عند تثبيته في الجسم عبر جهاز الأمواج الصوتية، ويتميز الجهاز بقدرته على اختراق الجسم في دقائق معدودة، ويتيح للأطباء رؤية الشرايين خلال الجراحة، ما يعطي أدق النتائج، مقارنة بأنبوب القسطرة القديم».
وتابعت «يتميز الاختراع بأنه يسهل على الطبيب إجراء الفحوص اليومية للمرضى، والتي تتطلب أخذ عينات دم، إذ يقلل الوقت اللازم لذلك، ما يمكنهم من استقبال عدد أكبر من المرضى»، مشيرة إلى أن «الابتكار الجديد سيقلل نسبة الأخطاء في القسطرة التي تحدث أثناء علاج المرضى، التي من الممكن أن تؤدي إلى خسارة أحد أعضاء المريض في حالة حدوث خطأ ما في أحد الشرايين الرئيسة».
وحول مدى تفاعل الأطباء والمنشآت الطبية في الدولة مع اختراع أنبوب القسطرة الجديد، قالت: «من خلال البحث مع الأطباء، لمست انتظارهم لإنتاج القسطرة وتوزيعها في السوق المحلية، ورغبتهم في تجربة الاختراع عملياً، وأتوقع رد فعل إيجابياً من المنشآت الطبية في الدولة، نظراً للمنفعة المنتظرة من استعمال القسطرة محلياً، مقارنة بأنبوب القسطرة التقليدي»، لافتة إلى «إمكانية استخدام الابتكار في معظم التخصصات الطبية، في المستشفيات والمراكز الطبية وأقسام الطوارئ، نظراً لما يتميز به من توفير الوقت اللازم لفحص المرضى وعلاجهم».
الإمارات اليوم