أعلن المجلس الوطني للبحوث العلمية في بيان أن “خبراء مركز علوم البحار في المجلس الوطني للبحوث العلمية والفريق التقني العامل على المركب العلمي “قانا”، قاموا وبالتعاون مع الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة وبدعم لوجستي من البحرية اللبنانية، بإنزال أول طفاف عائم ذكي عبارة عن مختبر مائي ثابت، في بحر لبنان بتاريخ 14 آب 2021.
وقد تم تحقيق هذا الإنجاز من خلال مشروع “مرونة النظام البيئي الساحلي” الممول من سفارة النرويج في لبنان والذي يهدف لمراقبة البيانات الأوقيانوغرافية وتوسيع نطاق جهود الحفاظ على البيئة البحرية في البحر المتوسط.
سوف يتعهد المجلس بالإدارة التقنية الدائمة للطفاف المتواجد على بعد 1,4 كيلومتر من شاطئ بيروت، والإستفادة من المعطيات البيئية القيمة التي سوف تعمم على الإدارات المعنية.
الطفاف العائم مزود بأجهزة استشعار توفر معلومات متواصلة عن مؤشرات مختلفة في مياه البحر مثل الحرارة والملوحة والعوكره ودرجة الحموضة ومستويات ثاني أوكسيد الكربون والأوكسجين المذاب والكلوروفيل. كما يحتوي الطفاف على محطة مناخية كاملة وجهاز مغمور لقياس التيارات والأمواج وآليات لتجميع المعطيات والبيانات الأساسية وحفظها لفترة زمنية طويلة.
ومن مهام الطفاف الذكي، قدرته على الإفادة من مؤشرات الإنذار المبكر للأحداث البيئية الساحلية مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، والتحولات في درجة حرارة سطح البحر، وأمواج تسونامي. كما أن في مقدور الطفاف العائم الذكي المساهمة في رصد تأثير اتجاهات تغيرالمناخ مثل التلوث الأحفوري، وزيادة مستوى ثاني أوكسيد الكربون في الجو والبحر، وتحمض مياه البحر، وأثرها المباشر على الثروة السمكية والتنوع البيولوجي والبيئة الشاطئية بعناصرها البشرية والطبيعية.
ويسعى المجلس للاستفادة من البيانات التي سوف تتوفر لدعم مشاريعه في دراسة واستدامة الشاطئ والبحر في لبنان، ويتطلع الى تطوير التعاون مع المؤسسات المانحة وخاصة الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة والسفارة النروجية وغيرها من الهيئات الدولية الداعمة لمشاريع حفظ وحماية البحر المتوسط، بزيادة عدد الطوافات ونشرها أمام المدن الساحلية الكبرى وتعزيز التعاون ضمن الشبكات العلمية ذات العلاقة.
جديد بالذكر أن الأستثمار في الإبتكار ودعم اقتصاد المعرفة في لبنان وتعزيزه، من شأنه المساهمة في تخطي الأزمات الحالية التي يعاني منها البلد، وأن الحفاظ على الثروة البحرية عنصر أساسي في حماية الوطن وتنميته”.
المصدر : وطنية