الثلوج غطت قمم جبال لبنان وبقاعه وعزلت القرى النائية … والجرافات تعمل على فتح الطرق الجبلية

حلت العاصفة الثلجية ضيفاً على جبال لبنان ، وترجمت نشاطها ثلوجاً كثيفة على القمم والمرتفعات هي الأقوى في هذا العام ، وتمددت كذلك الى سهل البقاع والمناطق الداخلية ليلاً وفي ساعات الصباح الأولى ، وعزلت بعض القرى عن محيطها، وتجاوزت سماكة الثلوج المتر في أعالي الجرود فيما قطعت طرقاً رئيسية وفرعية في معظم المنطق الجبلية
أما ساحلاً ، فانهمرت حبات البرد بكثافة والحقت أضراراً بالأشجار المثمرة والحرجية وتسببت السيول بإنهيار الأتربة والصخور.

البقاع الغربي وراشيا

بلغت سماكة الثلوج في قرى البقاع الغربي وراشيا 70 سنتم، لاسيما في دير العشاير، ينطا، حلوى، بكا، كفرقوق، عيحا، عين عطا، لبايا وميدون. أما حال الطرق الرئيسية المؤدية الى البقاع الغربي وراشيا خصوصاً كفريا صغبين مشغرة وغزة جب جنين القرعون والمنارة والرفيد وراشيا فسالكة فقط للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية، فيما تعمل الجرافات التابعة للبلديات ووزارة الاشغال وفوج الثلوج التابع لمؤسسات الغد الأفضل على فتح هذه الطرق لتسهيل حركة المواطنين. وتعتبر طريق مشغرة النبطية مقطوعة وطريق راشيا الفاقعة شبعا وكفريا الشوف بسبب تراكم الثلوج.

البقاع الشمالي

كما اشتدت وتيرة العاصفة الثلجية في منطقة بعلبك خلال ساعات الليل وتراوحت سماكة الثلوج المتساقطة بين 20 و 30 سم ، ومنذ ساعات الصباح تعمل جرافات وزارة الأشغال العامة على فتح الطرق الرئيسية التي تؤدي إلى القرى على تخوم السلسلتين الغربية والشرقية، فيما تعمل جرافات البلديات والاتحادات البلدية والجرافات الخاصة على فتح الطرق الرئيسية والداخلية في بعلبك وبلدات القضاء.
وقد ألحقت العاصفة أضراراً كبيرة بالأشجار المثمرة والحرجية، وبالمزروعات الشتوية والبيوت البلاستيكية المعدة لها، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي منذ ساعات الفجر، وضعف الأنترنيت، ونفوق رؤوس المواشي وطيور الدواجن بسبب تراكم الثلوج والبرد القارس وتدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
كما شهدت المنطقة انزلاق سيارات عدة على الطرق تسببت بحوادث اقتصرت أضرارها على الماديات.
وفي الهرمل، بلغت سماكة الثلوج في بعض المناطق 60 سنتم ما ادى الى عزل قرى وقطع الطرق المؤدية الى محافظة الشمال، فيما تعمل جرافات وزارة الاشغال العامة على فتح طرق القرى المعزولة.

الشوف

كذلك أحكمت العاصفة الثلجية سيطرتها على قرى وبلدات منطقة الشوف فقطعت اوصال بعضها وعزلتها عن محيطها، بعدما تجاوزت سماكتها قرابة ال 30 سنتم في الشوف الاعلى خصوصاً للشريط الممتد بين نيحا مرستي الخريبة المعاصر الباروك عين زحلتا الورهانية وبتلون، قبل أن تعمل الجرافات على فتح الطريق الرئيسي. أما الطرق الرئيسية في دير القمر وبيت الدين وبعقلين والفوارة ومنطقة الحرف فبلغت طبقة الثلج نحو 15 سنتم وبقيت سالكة.
من جهة ثانية، تعتبر طريق مشغرة النبطية مقطوعة، كذلك طريق الشوف – البقاع عبر المعاصر- الأرز – كفريا.

بشري

ففي بشري غطت الثلوج قرى وبلدات القضاء حتى بلدتي طورزا والمغر، ولامست ال 500 متر، فيما تراوحت سماكتها بين 20 سنتم في بلدة عبدين والمتر في مدينة بشري، اما في الارز فتخطت المتر.
وتعمل جرافات وزارة الاشغال العامة والنقل والبلديات في المنطقة على فتح الطرق منذ الصباح الباكر مع استمرار تساقط الثلوج، فيما افاد رئيس مركز الارز لجرف الثلوج وليد كيروز “ان طريق بشري الارز سالكة بصعوبة للسيارات المجهزة والرباعية الدفع حتى المصعد الكهربائي، ونبه السائقين من طبقات الجليد”.
بدورها زودت النائبة ستريدا جعجع آليات جرف الثلوج التابعة لوزارة الاشغال العامة بالمازوت بسبب النقص في تأمينه.

حلبا والضنية

وقد أدى تساقط الأمطار ليلا الى إنهيار الأتربة من جبل حلبا على طريق عام حلبا – الجومة ما أدى الى قطعه جزئيا.
كذلك اقفلت الثلوج الطريق المؤدي إلى مستشفى سير – الضنية الحكومي في بلدة عاصون، ووصلت سماكتها الى 40 سنتم، ما أعاق حركة السير صعودا ونزولا باتجاه المستشفى وأدى إلى عزله لساعات.
وقد اتصل مدير المستشفى الدكتور بشار جمال مع الجهات المعنية من اجل المساعدة في إعادة فتح الطريق، حيث تقوم عناصر الدفاع في مركز سير بفتحه من أجل تسهيل وصول المرضى والموظفين والأطباء إليه.
من جهة اخرى، إستنفرت البلديات واتحادات البلديات والدفاع المدني ووزارة الأشغال في الضنية ورشها، من أجل إعادة فتح الطرق التي قطعتها الثلوج، وخصوصا تلك المؤدية إلى البلدات الجردية.

الكورة وعكار

كذلك تسببت العاصفة بقطع بعض الطرق في قضاء الكورة بسبب السيول ما ادى الى تعطل السيارات، في حين غطت حبات البرد مختلف بلدات وقرى الكورة بنسب متفاوتة، وشهدت بعض المناطق انجراف للتربة مما اعاق حركة مرور السيارات لبعض الوقت قبل ان ترفع وتزال .
وفي منطقة الجومة – عكار تساقطت الثلوج على ارتفاع 500 متر، وأفاد مركز الدفاع المدني في بزبينا أن الثلوج قطعت طريق بزبينا ممنع على ارتفاع 800 متر وباتت طريق ممنع – تاشع – فنيدق مقطوعة بالكامل، في حين أشار مركز الدفاع المدني في عكار العتيقة أن كل الطرق المؤدية إلى الحفة والقموعة والشقدوف العالي مقطوعة اعتبار من 750 متر، وتعمل آليات البلدية والدفاع المدني على فتحها.

المتن

أما في المتن، فقد غطت الثلوج القرى والبلدات على ارتفاع 600 متر وما فوق، وتراوحت سماكتها ما بين ال 40 وال 70 سنتم على المرتفعات في بسكنتا وكفرعقاب ووادي الكرم وكفرتيه وضهور الشوير ومرجبا وبولونيا، وفي الوسط فتراوحت سماكتها بين ال 10 وال 20 سنتم في بكفيا وبعبدات وضهر الصوان وشويا والخنشارة.
بدورها تعمل جرافات وزارة الاشغال والدفاع المدني بشكل متواصل على فتح الطرق الرئيسية وهي سالكة من بكفيا صعوداً باتجاه ضهور الشوير وبسكنتا للسيارات الرباعية الدفع أو المجهزة بسلاسل معدنية.
كذلك تسببت العاصفة بأضرار في المزروعات وبأعطال كبيرة على الشبكة الكهربائية ما ادى الى انقطاع التيار منذ ليل أمس عن عدد من القرى.

البترون

لليوم الثاني على التوالي حلت العاصفة “جويس” على القرى والبلدات البترونية الساحلية والوسطى والجردية وألبستها ثوباً أبيض حيث تساقطت الثلوج بكثافة وشكلت تراكمات بلغت 60 سم على ارتفاع 1400 متر. وعملت جرافات مراكز جرف الثلوج وآليات الدفاع المدني على فتح الطرق الرئيسية والداخلية في تنورين وتأمين المواصلات من الجرد بإتجاه المناطق الأخرى، وبلغت سماكتها 30 سنتم على ارتفاع 1000 متر فيما بقيت الطرق الداخلية والفرعية مقفلة بسبب تراكم الثلوج في عدد من البلدات المرتفعة والجردية بإنتظار الجرافات لفتحها.
أما في الوسط والساحل البترونيين فانهمرت حبات البرد وغطت الطرق والساحات وشرفات المنازل والسيارات، كما تسببت العاصفة بأضرار في شبكات الكهرباء وقطعت التيار عن عدد من البلدات والقرى.

إهدن وفنيدق

وافاد رئيس مركز جرف الثلوج في اهدن “أن الجرافات تعمل لإبقاء الطرق الرئسية مفتوحة وسالكة امام السيارات المجهزة وسيارات الدفع الرباعي فقط”، مناشداً السائقين عدم “التوجه الى الجبال الا بسيارت مجهزة، كي لا يعيقوا عمل الجرافات في فتح الطرق”.
كذلك طالب رئيس بلدية فنيدق وزارة الأشغال العامة “بتكثيف عمل الجرافات وفتح الطرق لأن سماكة الثلوج تجاوزت النصف متر وأكثر في بعض المرتفعات”، ولفت “الى وجود عدد من المرضى بحاجة الى مستشفيات”، مشيرا “الى أن جرافات الاشغال والاتحاد والبلدية يقومون بفتح الطرق ولكن ، جغرافية المنطقة وسماكة الثلوج بحاجة الى اعداد كبيرة من الجرافات حتى يتم فتح طرق الأحياء المعزولة”.
وأشار الى أن العاصفة “تسببت بأعطال في التيار الكهربائي ونقص في مادة المازوت”، مناشداً المعنيين “الإهتمام بأوضاع الناس في هذه العاصفة التي تأتي بظروف قاسية صحياً وحياتياً “.

المصدر : وطنية
الصورة : سهل البقاع من بلدة السلطان يعقوب بعدسة عمر شاهين

لمشاركة الرابط: