حرائق غابات الأمازون في البرازيل مستمرة ودعوات عالمية لإنقاذ ” رئة الكوكب”

تتواصل الضغوط الدولية على الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو للتحرك من أجل حماية غابات الأمازون واحتواء الحرائق الهائلة التي تشهدها منذ أكثر من 3 أسابيع فيما أكد الرئيس الفرنسي أمس الخميس أنه سيبحث مع قادة مجموعة السبع في قمتهم قضية حرائق الغابات في الأمازون التي تعتبر “رئة الأرض”.
وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر موقع تويتر ، حملة من النداءات لإنقاذ الأمازون ، معبرا عن “القلق العميق” من الحرائق في أكبر غابة إستوائية في العالم يقع 60% منها في البرازيل.
وقال “في خضم أزمة مناخية عالمية، لا يمكننا تحمّل أن تلحق أضرار بمصدر رئيسي للأوكسيجين والتنوع البيئي”، وطالب “بحماية” غابات الأمازون.
وكانت حرائق كبيرة التي التهمت مساحات شاسعة من غابات الأمازون في البرازيل منذ ثلاثة أسابيع ، ودخل الدخان الأسود المنبعث منها مدينة ساو باولو، إحدى أكبر مدن البرازيل، في ظلام دامس في وضح النهار . وأمام احتراق أكبر غابة في العالم، تحاول فرق الإطفاء بشتى الوسائل إبطاء تمدد النيران لكن دون جدوى.
من جهته إتهم الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو منظمات الدفاع عن البيئة بالوقوف وراء ما حدث.
وأثارت صور لافتة لحرائق غابات، يرجح أنها في الأمازون، زوبعة من التعليقات عبر مواقع التواصل جتماعي إزدادت شدتها خصوصا بسبب تلميحات الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو إلى مسؤولية منظمات غير حكومية عن هذه الأحداث.
وكتب أحد مستخدمي الإنترنت “غابة الأمازون تحترق منذ ستة عشر يوماً ولا أحد على علم بذلك. بيتنا يحترق ونحن نشيح نظرنا عنه”.
ولا يمكن حتى الساعة تقدير المساحات الإجمالية المتضررة جراء حرائق الغابات في الأمازون التي تعتبر أكبر الغابات الاستوائية المطيرة المتبقية في العالم، ومساحتها تقارب ضعفي مساحة الهند وتنتنج خمس كمية الأوكسجين على كوكب الأرض ومن دونها لا يمكن معالجة التغير المناخي، فما هي الأضرار البيئية المترتبة على احتراق مساحات منها؟


مصرف غازات الكربون
تستهلك الغابة الاستوائية المطيرة ما بين 90 و 140 طناً مترياً من غازات الكربون حسب الصندوق العالمي للطبيعة، وارتفاع معدلات تلك الغازات هو أحد أهم أسباب التغير المناخي. ويمكن للمرء تخيل انطلاق هذه الغازات أو جزء منها في فضاء الكوكب الأزرق وكيف سيكون تأثيرها على بيئته.
ومعروف أن النباتات تمتص الكربون وتعوضه بالأوكسيجين، واحتراق جزء من الثروة النباتية العملاقة في الأمازون سيكون تأثيره مدمراً على مستقبل الكوكب.
دور مناخي
تلعب غابة الأمازون دوراً بيئياً هاماً كمحرك مائي عملاق، فهي تطلق المياه في الغلاف الجوي وفي المحيطات أيضا عبر الأنهار، ونظم الطقس تحددها بشكل كبير تيارات المحيطات، التي تنقل المياه الدافئة من منطقة خط الاستواء إلى المنطقتين القطبيتين، فيما تنقل المياه الباردة في الإتجاه المعاكس. ومن دون هذه التيارات ستتخذ درجات الحرارة منحى أكثر تطرفاً مما هي عليه اليوم.
وبحكم مساحتها الشاسعة، فإن احتراق جزء من هذه الغابة الاستوائية المطيرة التي تبعث بخار الماء في الفضاء، يعني انخفاض مساهمتها الحيوية في التوازن المناخي للأرض. وهذا بدوره سيفضي إلى المزيد من ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الجفاف والإضطرابات المناخية حول العالم.

المصدر: شبكة سي أن أن الإخبارية – وكالة الصحافة الفرنسية

لمشاركة الرابط: