مزارعو التبغ يباشرون زراعة الموسم جنوباً .. والكلفة تضاعفت 10 مرات !

باشر مزارعو التبغ جنوباً لاسيما في منطقة النبطية، زراعة موسم التبغ للسنة الحالية من خلال  نقل  الشتول من المشاتل الى الأراضي التي تستخدم في زراعة التبغ خلال الموسم الذي يبدأ في آذار الحالي. ومن المتوقع ان يرتفع عدد العاملين في زراعة التبغ ومساحة الأراضي المزروعة نتيجة للتعديلات التي طرأت على الأسعار من قبل إدارة الريجي والتي دفعت أسعار الموسم الماضي بالدولار إذ تراوح سعر الكيلو الواحد ما بين 5 الى 6 دولارات ، ويبلغ عدد المزارعين الجنوبيين الذين يعملون في هذا المجال 17 الف عائلة .

لكن ما يواجهه المزارعون هو ارتفاع كلفة الزراعة من السماد الكيماوي والحراثة وأجرة الأيدي العاملة بالإضافة الى كلفة ري المزروعات التي تضاعفت 10 مرات عن الموسم الماضي نتيجة شرائها بالدولار الذي يستمر في حركته التصاعدية والتهام الأخضر واليابس ولم يبق من سيولة بأيدي المزارعين الذين استدانوا ليزرعوا الموسم الحالي علهم يحصلون على قوت عائلاتهم ولو بالنزر اليسير .

ووفق إحصائية ل “الوكالة الوطنية للاعلام”عن تكاليف الزراعة ،  تبين أن كيس السماد  بلغ سعره 70 دولاراً وضمان الدونم الواحد 300 الف ليرة وحراثته 500 الف ليرة وصهريج المياه 700 الف ليرة هذا بالإضافة الى اكلاف اخرى ، مع العلم أن زراعة التبغ تتطلب حراثة الأرض 3 مرات قبل الزراعة ويحتاج الدونم المعد للزراعة الى كيسي سماد كيماوي و3 صهاريج مياه.

وفي جردة حسابية لا يبقى للمزارع سوى أتعاب عمله في زراعة مضنية وهي عائلية ومدتها 14 شهرا.

وفي هذا الاطار، قال رئيس نقابة مزارعي التبغ في الجنوب ونائب رئيس الإتحاد العمالي العام في لبنان المهندس حسن فقيه لـ”الوطنية”: “مما لا شك فيه بأننا أعدنا هذا العام زراعة التبغ الى الخارطة بعد أن مرت بسنتين كبيسيتين، وهذا الذي حصل لمصلحة المزارعين وكان نتيجة تدخل شخصي من  الرئيس نبيه بري ونتيجة لجهودنا واجتماعاتنا مع رئيس مجلس ادارة حصر التبغ والتنباك المهندس ناصيف سقلاوي الذي بدوره راجع المسؤولين في المالية. وبعد هذا الحوار، استطعنا أن نعود الى تثبيت الأسعار بالدولار الأميركي، وحددت “الريجي” سعر الكيلو الواحد للمحصول من النوع الجيد الذي يزرع في الجنوب ب 6 دولارات ، وهذا ما أعاد ضخ الحياة الى عملية الزراعة بعد ان تدنت في العامين الماضيين وقد وصل الإنتاج هذا العام الى مليون ونصف مليون كلغ “.
أضاف فقيه: “هذا العام ستعود الأمور الى ما كانت عليه وان نسبيا وكما تعلمون فان مستلزمات الزراعة كلها باتت باهظة الثمن وهي تباع بالدولار من الحراثة والسماد الكيماوي وكلها مواد مستوردة من الخارج. وإدارة حصر التبغ والتنباك توزع كميات من المبيدات. ونأمل ان تنشط هذه  الزراعة هذا العام وان تصل الى 4 ملايين كلغ.”

وتابع ” زراعة التبغ حيوية تنتج دورة اقتصادية في الجنوب وتعيد الروح الى القطاع  الزراعي ما يؤدي الى تشغيل أيد عاملة جديدة فيها لأن الزراعة عماد  الدورة الاقتصادية والاجتماعية في الجنوب والبقاع والشمال حيث المناطق الأكثر حرمانا وفقرا”.

وطالب فقيه بـ”زيادة موازنة وزارة الزراعة والمشروع الأخضر وإعادة استصلاح الأراضي وإعادة مشروع التنمية الريفية والبيئية وتأمين المياه من خلال البرك وشق الطرق الزراعية لتأمين لقمة عيش كريمة للعائلات التي تعيش في الريف ، مع دعم مشاريع تربية النحل ودعم القمح والزيتون والحمضيات والموز ، وكلها تؤمن مردوداً جيدا وممتازا ،ويبقى التبغ على رأس المحاصيل التي  تؤمن العيش الكريم ل 16 الف مزارع وأسرة وزراعة 50 الف دونم في الجنوب ونفس المساحة في البقاع والشمال”.
بركات
ولفت رئيس بلدية يحمر الشقيف حسين بركات الى أن “زراعة التبغ في البلدة تراجعت عما كانت عليه  في الماضي  حيث لم يبق فيها الا 3 مزارعين من أصل 50 مزارع وملاك”.

وقال: “لكن بما أن الأسعار تحسنت من قبل إدارة الريجي، فإننا نتوقع ان يرتفع عدد مزارعي التبغ نظرا للدعم المستجد للزراعة ودفع بدل المحصول بالدولار ، ويعود الفضل فيه للرئيس بري وللنقيب حسن فقيه ولادارة الريجي. ونحن في البلدية عازمون على إقامة دورات ارشادية ومد المزارعين بالمبيدات وتخصيص بركة المياه في البلدة لزراعة التبغ”.

المصدر : وطنية – تحقيق علي داوود

لمشاركة الرابط: