غصت أروقة معرض الكتاب العربي في بيروت غروب أمس بضحكات الأطفال وأصواتهم الذين زاروا المكان ليحتفلوا بتوقيع كتاب عن زميلهم على مقاعد الدراسة “عبودي الطفل المميز”
على غير العادة وبنمط مختلف عن غيره من قصص الأطفال ترك كتاب “عبودي الطفل المميز “بالغ الأثر بكل من حضر حفل التوقيع الذي دعت اليه والدة عبودي الأديبة ميرنا البراج البلطجي فروت في ندوة ثقافية انعقدت على هامش التوقيع الاسباب الكامنة وراء تأليف هذا الكتاب الا وهي التوعية وتقبل الاخر
يتحدث الكتاب عن علامات الولادة “الوحمة” وتأثيرها النفسي على كل من الأم والطفل ويشرح بشكل علمي على لسان الطفل “عبودي” ابن السبعة اعوام والطالب في الليسيه عبد القادر في بيروت ، ماهية الوحمة وتعريفها علمياً وما هي الطرق العلاجية التي تقضي عليها والعوائق التي تشوبها .
وتتوقف الأم عند المحطة الأبرز في الكتاب وهي الحالة النفسية التي تعرض لها ابنها من المجتمع والمجهود النفسي الذي يبذله هو وافراد العائلة ليتخطوا تأثير العلامة الفارقة على خده .
يقول عبودي في بداية الكتاب “انني لست محروقاٍ ولا معدياً” في اشارة هنا الى البقعة الحمراء التي ولدت معه على يمين وجهه شارحاً اسباب هذا الاحمرار بإسلوب علمي معتمداً على المفاهيم الطبية ويضيف” ان الله خلقني هكذا” ليختم “اسألوني وإقبلوني كما أنا ولا تزعجوني بنظراتكم المحدقة ولا تلفتوا انظار من رأوني ولم ينتبهوا”
في الندوة والتي ادرتها الاعلامية غادة عون ونظمتها دار المؤلف تحدثت الام وقالت المني كثيرا مشهد ذات يوم عاد “عبودي” الى البيت متجها نحو المغسلة محاولا إزالة البقعة الحمراء التي ولدت معه وزاد ألمي الكثير من الاسئلة الممزوجة باللوم والتي وجهت لي لأكون انا السبب امام طفلي وامام الاخرين .
فقررت وانا اصلا كاتبة قصص للأطفال أن يكون هو قصتي لهذه السنة كرسالة توعوية مفادها “تقبل الاخر” ليكون ادبي ومن خلال هذا الكتاب مجرد رسالة انسانية تنشر التوعية لقبول الآخر كما هو .واشارت الى ان ريع الكتاب يعود الى جمعية التوحد أملة ان يكون في لبنان جمعية تعنى بحالة الوحم المشابهة لحالة ابنها .
وتميز حفل التوقيع بحضور الرئيس سعد الحريري
حاضر في الندوة المسؤول في دار المؤلف علي عاصي والناشطة اروى امين حلاوي من جمعية التوحد وعدد كبير من الاطفال ورفاق “عبودي” في المدرسة واقاربه واهالي الاطفال .
“عبودي الطقل المميز” وقعته الكاتبة لمجموعة كبيرة من الاطفال علّه يكون رسالة انسانية لكل طفل وأم وأخ وتأكيد لدور الأسرة على الاهتمام بحالات اطفالهم النفسية والاخلاقية .
إكرام صعب