تكريم للشاعر طلال حيدر في تمنين الفوقا .. وقصيدة للشاعر عمر شبلي

خاص – nextlb
خلال لقاء أدبي وثقافي في بلدة تمنين القوقا البقاعية عقد في منزل رجل الأعمال عصام قاسم ، تم تكريم الشاعر طلال حيدر الذي تجاوز العقد التاسع من العمر .
ضم اللقاء شخصيات ثقافية وأدبية واجتماعية ، بعد الترحيب بالحاضرين وبالمحتفى به الذي تجاوز التسعين من عمره ، عرض الشاعر حيدر لتجربته الشعرية ، ولعلاقته الفنية مع الفنانة فيروز والرحابنة، وألقى الإعلامي نبيه البرجي كلمة ترحيبية بالمكرم حيدر ، ثم ألقى الشاعر عمر شبلي قصيدة من وحي المناسبة حملت عنوان “نقش على جدران التسعين” تحكي عن تجربة المكرم الشعرية ووجهها ” إلى الشاعر الخالد طلال حيدر ” وقال فيها :

يا عابرَ التسعينَ دونَ بطاقةٍ
من أيِّ مسؤولٍ وأيِّ مقاولِ
فلقد أخذتَ بطاقةً من عبقرٍ
لتجوسَ هذا الكونَ دونَ تساؤلِ
فأمامَ مجدِ العبقريّةِ وحدَها
ينهارُ مجدُ جبابرٍ وجحافِلِ
غَنَّيْتَ للشرقِ المُؤزّرِ فارتدى
حُلَلَ الجمالِ على ثرى بدنايلِ
فالعبقريّةُ منذ كانت لم تكنْ
مرصودةً لأماكنٍ ومنازلِ
لكنّها مرّتْ على بدنايلٍ
فازْهَوْهَرتْ منها حدائقُ بابلِ
من كان يدركُ أن بحرَ مشاعرٍ
يطوي بحارَ الكونِ دونَ سواحلِ
مَرّتْ على بدنايلِ ورأتْ بها
طفلاً يَخُطُّ الشعرَ دونَ أناملِ
أنساغُ أنْمُلِهِ تَسيلُ قصائداً
ملأت مشاعرُها ضفافَ جداولِ
وتجوسُ فيه خلالَ قلبٍ عاشق
تُهَمُ الحروف عليه خيرُ دلائلِ
وترى الحِسانَ يَطُفْنَ حولَ قصائدٍ
يقرأنَ فيها فألَ عامٍ قابلِ
أُزُرٌ الجمالِ تُحاكُ قبلَ ولادةِ
من دونِ سعيِ أواخرٍ وأوائلِ
صبواتُهُ صَهلَتْ به وصَبا لها
واجتاحَها بصهيلِ مهرِ جافلِ
من طولِ ما ازدحمتْ مواجدُ روحهِ
جعلَ الحروفَ لهنّ خيرَ بدائلِ
والشعر سيفُ الروحِ ما اقتحمتْ به
إلّا وكان الحُسنُ خيرَ مقاتلِ
إنّ الجمالَ إذا أقامَ ببلدةٍ
ألغى إقامةَ كلِّ شيءٍ زائلِ
يا شاعرَ النهر الذي منكَ اكتسى
غزلَ الضفاف وزغرداتِ عنادلِ
هذي حروفُكَ في الحناجر كلِّها
في صوتِ فيروزٍ وصوتِ مناضلِ
والنهرِ لا يأتي له عُشّاقِه
وضفافُهُ بالشعرِ غيرُ أواهلِ
من كان يُدركُ أنْ ذُرا صِنِّينَ قد
أعطتْكَ هذا الشعر دون مقابلِ
هو شاءَ أن يُعطيكَهُ لتكونَهُ
جبلاً أشمَّ وأنتَ في بدنايل
تمشي بها في شارع التسعينَ، لا
عُكّازَةٌ غيرَ الزمانِ الراحلِ
ما نالت التسعون منك مرامَها
بمسيرِ شعرِكَ في غناءِ قوافلِ
أعطتْكَ عبقرُ ما تشاءُ، ولم تزلْ
تعطيكَ موعدَها لعامٍ قابلِ
سيظلُّ شعرُكَ للجمالِ قلادةً
في عاصفاتِ صواعقٍ وزلازلِ
إنّ الهوى في النفسِ ليسَ ضلالة
بل سَجْعُ إيمانٍ وبَوْحُ دَواخلِ
هو صبوة تندَى بها أعمارُنا
فإذا غمامُ الحبِّ سكْبُ جداولِ
والحبُّ ينمو والجمالُ معاً معاً
يَتَلاقيان كَشُرَّبٍ ومناهلِ
ولذاكَ أنتَ تعيشُ فيما بيننا
تحيى بمجدٍ فيكَ ليس بآفلِ
هذي مَهَمَّةُ كلِّ شعرٍ خالدٍ
خالٍ من المُتَصاعِدِ المُتنازِلِ
غَرِّدْ لِنَقتلَ ما يجوسُ خلالَنا
من سوءِ دهرٍ بالمآتِمِ حافِلِ
ولْتَبْقَ ذاكَ الطفلَ حيثُ صُداحُهُ
يلغي حروبَ مَذاهِبٍ وقبائلِ

عمر شبلي

لمشاركة الرابط: