إكرام صعب
إيماناً منها ببناء الإنسان، الفرد، وحرصاً على متابعة رسالة الرئيس المؤسس، دأبت «مؤسسة رفيق الحريري»، وللسنة الخامسة على التوالي، على إقامة وتنظيم المؤتمر التربوي السنوي «التجديد التربوي» والتي وعدت على أن تكرسه لموضوع التربية في لبنان. وقد انعقد المؤتمر أمس، برعاية رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري بعنوان «التجديد التربوي عبر التعاون الاستراتيجي بين المنشآت التربوية». واستطاع من خلال استقطابه لمجموعة من أهل الاختصاص والشأن التربوي في لبنان، أن يسلط الضوء على أبرز المعوقات التي تواجه فلسفة هذا التعاون وآايته وطرق نجاحه وتحدياته والخطوط الأولى لمعالجة هذه المشكلة وغيرها من المعوقات التي تقف عائقا في بعض الاحيان امام اي تطور اكاديمي علمي في لبنان .
وشدد المؤتمر هذا والذي انعقد للسنة الخامسة على التوالي و نظمته “مؤسسة رفيق الحريري” برعاية رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري ممثلة بالسيدة هدى طبارة على تعزيز العمل بين المؤسسات التربوية والدولة لمكافحة الفساد على الصعيد التربوي من خلال تفعيل القيم الروحية والانسانية النابعة من التاريخ والأديان والقيم الوطنية والثقافية والأخلاقية والسلوكية.
انعقد المؤتمر كما في كل عام في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في “ثانوية الحريري الثانية” في البطركية وعا الدولة الى التخلي عن دور التفتيش كي تلعب دور الرعاية للمؤسسات الرسمية والخاصة واقتناع وزارة التربية انها جزء من منظومة التربية ، بالاضافة إلى ضرورة فصل السياسة عن التربية وتشجيع وتفعيل اتحاد المؤسسات التربوية وتفعيل رابطة جامعات لبنان واصدقاء المدرسة الرسمية.
استهل المؤتمر بالنشيد الوطني أدته جوقة الثانوية، وذلك في حضور النائب محمد الحجار ممثلاً رئيسي الحكومة المكلف سعد الحريري، الرئيس فؤاد السنيورة، مدير عام وزارة التربية فادي يرق، المديرة العامة للمؤسسة سلوى السنيورة بعاصيري ورؤساء جامعات ومدراء مدارس ومسؤولين تربويين وشخصيات.
استهلت المديرة العامة ل “مؤسسة رفيق الحريري” كلمتها بنقل تحية السيدة نازك رفيق الحريري للحاضرين في القاعة وأوضحت السنيورة بعاصيري أن “ما تشهده المؤسسات التربوية من تحديات متداخلة ومتشابكة أضحت أكبر وأعقد من ان يتم التعامل معها خارج السياق والأولويات ومناهج تخطتها الأحداث والتطورات”، مشددة على ان ذلك يتطلب التعاون والتضامن والتكامل في تحديد الرؤى ووضع الإستراتيجيات ورسم السياسات والآليات للتصدي لقضايا المجتمع ومعضلاته ولصناعة غد أفضل لا تُرفع فيه جدران العزل بل تبنى جسور التواصل ليصبح العيش المشترك في وطن جامع قابلية ومعنى.
وأكدت أن الحلول للمسائل والقضايا المعيشية هي في صلب الرسالة التربوية وغايات البحث العلمي ومادته المعرفية، ولكنها تبقى حلولاً صغيرة وهامشية ومحدودة النتائج والتأثير ما لم تتكاتف الجهات المعنية لإيجاد استراتيجيات مستنيرة لها، وسياسات عقلانية لتطبيقها، وآليات شاملة وواضحة لتنفيذها من منظور المسؤوليات الجامعة والمستقبل المشترك”.
ولفتت إلى انه ليكون للعمل التعاوني وللنهج الجماعي الأثر الإيجابي المأمول يجب ان ينطلق من تحديد الأولويات والغايات المشتركة وتجميع الخبرات المؤهلة والموارد اللازمة والمهارات الفاعلة لتتكامل بالتفكير المشترك وتوزع الأدوار والمسؤوليات، ومتابعة العمل ومعاينة النتائج”، مشددة على ان مقاربات كهذه في فهمنا للعمل التشاركي كفيلة بإيجاد الأطر الأفعل للتعاون، وهي لا بد قادرة على جعله تعاوناً مستداماً يستجيب لمتطلبات منظومة تربوية حية ومتطورة ولحاجات مجتمع انساني منفتح”.
وكانت كلمة لرئيس الجامعة الاميركية في بيروت فضلو خوري لفت فيها الى ان ما تشهده المنطقة العربية من تحديات على المستويات كافة يتطلب تضافر الجهود تربوياً وترسيخ التعاون بين الجامعات والمدارس من أجل محاربة ثقافة التطرف الفكري وترسيخ لغة الحوار بين الأجيال الشابة، لافتاً إلى ان التنسيق يجب أن يطال المناهج والأساليب التعليمية بما يتناسب مع التغيير الحاصل.
بعد ذلك، تم عقد خمس جلسات، تمحورت الجلسة الأولى حول سبل التعاون والتشبيك بين الجامعات من اجل وضع مبادرات تجديد وتطوير اكاديمي تربوي للوصول الى ضمان الجودة الجامعية وأدارتها ندى مغيزل من جامعة القديس يوسف وتحدث فيها أحمد صميلي من جامعة رفيق الحريري وفادي الحاج من جامعة القديس يوسف ومدير عام التعليم العالي أحمد الجمال ،أما الجلسة الثانية فتطرقت إلى التعاون والتشبيك بين المدارس والجامعات لرسم سياسات لتعزيز التنسيق المشترك وتوجه الطلاب نحو اختصاصات تتناسب مع قدراتهم وأدارها كريم نصر من جامعة البلمند وتحدثت فيها ريما عكاري من الجامعة الأميركية ومنى نبهاني من الجامعة اللبنانية الأميركية ومدير “ليسيه عبد القادر” دانيال باستوري.
شكل التعاون بين المدارس محور الجلسة الثالثة التي أدارها امين عام المدارس الانجيلية نبيل قسطه وتحدثت فيها سهير زين من “جمعية المقاصد” وأمين عام “المدارس الكاثوليكية” الأب بطرس عازار ومدير عام جمعية “المبرات” محمد باقر فضل الله عن دور المؤسسات التربوية في تنشئة الأجيال على القيم المشتركة، وتناولت الجلسة الرابعة التشبيك بين الجامعات والمدارس وسائر الهيئات المعنية بشؤون التطوير التربوي، وأدارها امين عام جامعة بيروت العربية الدكتور عمر حوري من جامعة بيروت العربية وتحدثت فيها رئيسة الهيئة اللبنانية للعلوم ندى منيمنة وسالين سمراني من جمعية التعليم من اجل لبنان “عن ضرورة تقويم المناهج وتنمية القدرات” وان يكون التشبيك انطلاقاً من القيم المشتركة.
وأدار امين عام جامعة “سيدة اللويزة” سهيل مطر الجلسة الختامية، فتلا خلاصة نقاشات المؤتمر، مشدداً على أهمية التركيز على تعزيز القيم الروحية والأخلاقية والوطنية لتكون في طليعة العمل التربوي ومناهجه من اجل مجتمع لبناني حر ومنفتح.
وأكدت السنيورة بعاصيري في ختام المؤتمر على ضرورة المضي قدماً في هذه الخلاصات وايجاد الحلول الناجعة لكل التحديات على المستوى التربوي للوصول الى مجتمع انساني افضل.
تصوير(احمد عزاقير)