خاص- nextlb
لمناسبة صدور الترجمة الفرنسية ل كتاب ” أمر فظيع يحصل -رواية واقعية عن مجزرة صبرا وشاتيلا 1982 ” للكاتب والاعلامي زياد كاج ، دعت دار نلسن للطباعة والنشر الى حضور ندوة عقدتها في فندق j spa الحمرا .
أدار الندوة الكاتب والناشر سليمان بختي من دار نلسن بحضور الكاتب كاج ومترجمة الكتاب بو عطور .
الترجمة الفرنسية صدرت عن دار نقوش عربية “أرابيسك” في تونس تحت عنوان Ce qui se passe est terrible
الإصدار الجديد بالفرنسية موجه لمحبي الأعمال الروائية التي تؤرخ لأحداث مهمة وتاريخية ومفصلية في تاريخ الشعبين اللبناني والفلسطيني ، وما تعرض له الشعب الفسطيني من مجازر منذ نكبته في عام 1948
قامت بترجمة الكتاب الأديبة والأستاذة الجامعية جودة بوعطور زين الدين ، التي قالت ردا على سؤال ل nextlb : “خلال ترجمتي للكتاب حافظت على روحية النص القوي والمدعم بالمصادر التاريخية التي توثق هذه المجزرة الشنيعة في عام 1982 ولا تزال المجازر مستمرة في فلسطين المحتلة حتى الساعة ”
وأضاىفت ” رأيت أن من مسؤوليتي إطلاع القراء وبخاصة الشباب منهم والذين لم يكونوا قد ولدوا بعد باللغة الفرنسية على أحداث وظروف مجزرة صبرا وشاتيلا كي تصل الرسالة الى أكبر شرائح من المجتمع في العالم وبلغات متعددة “.
بدوره ألقى الكاتب كاج مداخلة استعاد فيها الذكريات التي استحضرها بتأثر ودمعة عن المجزرة عندما كان ضمن فريق الدفاع المدني من أوائل الاشخاص الذين دخلوا الى مخيم صبرا بعد ساعات على وقوع المذبحة في “أيلول الأسود ” عام 1982 حيث انتشرت رائحة الموت من الجثث المتحللة والمنتفخة بفعل حرارة الشمس الحارقة .
وعرض كاج كذلك خلال الندوة لمقبرة شهداء المجزرة عند مستديرة شاتيلا وقد تحولت الى مكان لتجميع النفايات والبالة والأحذية وقطع السيارات التي تحجب المقبرة عن الأنظار ، هذه المقبرة التي تضم رفات الشهداء وحالتها المهينة التي لا يليق بذكرى شهداء المجزرة .
وأضاف كاج بأن مستوى الإجرام كان فظيعاً مع التمثيل بالجثث واستمرار المجزرة لعدة أيام وسط صمت مطبق بعيداً عن وسائل الإعلام وبترتيب مباشر وإشراف من جيش الإحتلال الإسرائيلي الذي دخل المخيمات بعد خروج منظمة تالتحرير الفلسطينية من بيروت في ذلك العام .
وكان الكتاب قد صدر بالعربية في بيروت عن دار نلسن في عام 2020
وتحكي الرواية التي تقع في 195 صفحة تجربة الكاتب الشخصيّة ومشاهداته عن قرب ، خلال عمله كمتطوّع في الدفاع المدني اللبناني لأحداث مجزرة صبرا وشاتيلا ، التي ارتكبها العدو الصهيوني عبر مجموعات مسلحة من عملائه في عام 1982.
من الرواية
ويؤرخ الكاتب كاج مجزرة صبرا وشاتيلا من خلال رواية تاريخية عبر شخصيتين رئيسيتين الأولى وهي للكاتب المتطّوع في الدفاع المدني آنذاك، والثانية للقائد غسّان المسؤول عنه ، وتحكي أحداثاً حصلت معهما خلال عملهما الإنساني، والتجربة الكبيرة والصعبة حين دخولهما إلى مخيمي صبرا وشاتيلا بعد المجزرة المروعة التي نفذها العدو الصهيوني ومجموعات من العملاء في عام 1982 .
وعن الرواية قال الكاتب كاج سابقاً :” تبدأ الرواية من الزمن الحالي لشخص يعمل موظّفاً في مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت ، وهو الروائي نفسه ، ويعاني من الروتين، ويزوره فجأة القائد المسؤول عنه في فريق الدفاع المدني خلال فترة الإجتياح الإسرائيلي في عام 1982 ، ويعود به إلى ذكريات الماضي قبل أكثر من ثلاثة عقود على ارتكاب المجزرة ، وخلال الحديث يقول الكاتب لمسؤوله السابق ” أريد أن أكتب رواية عن مجزرة صبرا وشاتيلا”.
وعن أسباب كتابته للرواية – المأساة ، يوضح الزميل كاج أنّ مسألة مهمة تُضاف إلى السبب المباشر المتمثل بزيارة الكابتن غسان له ورجوعهما إلى تلك الذكريات المؤلمة في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين الملتصقين بمنطقة الطريق الجديدة في بيروت ، وهي زيارة قام بها لمدافن شهداء المجزرة قبل سنوات ، حيث بدت بحالة مزرية وسيئة ، وهو ما أزعجه على المستوى الشخصي، ورأى فيه إساءة لأكثر من 800 شهيد من الأطفال والنساء والعجزة الذين دفنهم فريق من المتطوعين الذي كان من ضمنه راوي القصة كاج، بأيديهم.
ويضيف كاج :” لم تكن المقبرة ظاهرة للعيان على الطريق العام، ولا يدرك المارّون أنّ في هذا المكان يرقد شهداء المجزرة ، حيث تم ذُبح المدنيين العزل بالسلاح الأبيض ، ويتابع قائلاً : ” يأتي اليوم من يطلب منا أن ننسى ونبرىء القاتل سواء العدو الصهيوني المسؤول المباشر عن المجزرة ، ومن نفّذها وهم اليوم أحياء ويتنكرون لما قاموا به ، الأمر الذي استفزني لأكتب عن الموضوع ، فقد كنت شاهداً عن قرب لجثث الضحايا من النساء والأطفال ، المنتفخة من حرارة الصيف الحارقة ، لذلك لا يمكن تقبّل فكرة أنّ هناك من ينكر هذه الوحشية لذلك أسميت روايتي “أمر فظيع يحصل”.
كاج في كلمات
الكاتب اللبناني كاج من مواليد بيروت في عام 1964، درس الإعلام في كلية الإعلام والتوثيق التابعة للجامعة اللبنانية وتخرج منها في عام 1987، وروايته “أمر فظيع يحصل” تأتي ضمن سلسلة من الأعمال الروائية والشعرية .
وللكاتب كاج مجموعة من الأعمال الروائية التي تؤرخ بمعظمها لتاريخ مدينة بيروت وأحيائها ، ومنها بالإضافة الى كتاب “أمر فظيع يحصل ” : “كما يرانا جنجر- قصص قصيرة وكلمات ” و “بناية تي. في. تاكسي “و “مونداي مورنينغ ” وغيرها .. وآخرها صدر حديثاً وكان كتابه الأخير “خلف السور…40 سنة عمل في الجامعة الأميركية” يعرض فيها لعمله في مكتبة يافث في الجامعة الأميركية ببيروت منذ 40 عاماً .







