خاص – nextlb
اختتم أمس الخميس المؤتمر السادس لجمعية المكتبات اللبنانية حول ” المكتبات والحفظ الرقمي للتراث الثقافي” بدعوة من جمعية المكتبات اللبنانية ، وبالتعاون مع اللجنة الإقتصادية والإجتماعية لغرب آسيا ESCWA، والإتحاد الدولي لمؤسسات وجمعيات المكتبات في الاسكوا (إيفلا الشرق الأوسط)
وكان المؤتمر قد بدأ أعماله يوم الثلاثاء الماضي، وافتتحه وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري .
وهدف المؤتمر لإلقاء الضوء على دور المكتبات التي تعتبر حارسة المعرفة التي تختزن كنوز التراث الثقافي المتعلقة بكل بلد والى استغلال الثورة الرقمية والانترنيت خاصة للتسريع في اكتشاف ورقمنة المعلومات والدراسات والصور والمعلومات وحفظ التراث الإنساني والآثار ، هذه العملية التي تسير بشكل سريع وفعال في عالم الوسائط الالكترونية .
ومن أهداف المؤتمر كذلك ، حسب اللجنة المنظمة ، كانت طرح مبادرات وأبحاث لمشاريع رقمنة من الخبرات في المكتبات الأكاديمية والعامة والمتخصصة ، والتطرق كذلك الى محاولات استخدام الذكاء الإصطناعي في عمل المكتبات والإمكانيات الحديثة في التعرف على مصادر التراث الثقافي تمهيداً لحفظها واسترجاعها عند الحاجة من الباحثين ومن العامة .
اليوم الثالث
محور اليوم الثالث والأخير من المؤتمر كان موضوع حفظ التراث الفلسطيني من الضياع داخل الأراضي الفلسطينية وفي قطاع غزة ، وعرض المحاضرون للأضرار الكبيرة التي تعرض لها التاريخ الفسطيني بعد التدمير الممنهج الذي يعتمده العدو الصهيوني للتراث الفلسطيني وتدميره أرشيفات الجامعات والمكتبات العامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة الذي يتعرض منذ شهور عديدة لعملية تدمير ممنهج للبشر والحجر وللتراث والتاريخ .
وعرض المشاركون في الجلسة لعملية أرشفة عمليات وأحداث الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة والتي تتم إحداها في الجامعة الأميركية ببيروت .
مشروع ” هوية”
ومن المحاضرين في شأن حفظ التراث الفلسطيني كان الباحث في الجامعة الأميركية ياسر قدورة الذي قال ل nextlbعلى هامش المؤتمر :
“بحثي كان عن العائلة الفلسطينية في الداخل والشتات ، وهدفه الحفاظ على حق العودة ، والمشروع الذي قدمته يحمل اسم “هوية” .
وهذا المشروع الوطني يهدف للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية ، وقد انطلق في عام 2010 ، ويسعى لجمع تاريخ كل عائلة فلسطينية ليكون لها روايتها الكاملة عن وجود هذه العائلة في فلسطين قبل النكبة عام 1948، وعن الإعتداءات التي شهدتها في موطنها الأصلي والظروف التي أدت إلى التهجير داخل أو خارج البلاد مع تدعيم هذه الرواية بما يتوفر من أدلة وشواهد واثباتات.”
وأضاف ” يعمل المشروع على أربعة مسارات:
-جمع شجرة العائلة الفلسطينية وقد تم جمع اكثر من 6 الاف شجرة عائلة
– توثيق الذاكرة الشفوية من خلال مقابلة شهود النكبة وقد تم حتى الآن توثيق شهادة حوالي 1100 شاهد على النكبة .
– بنك صور شهود النكبة أي العمل على جمع صورة على الأقل لكل من شهد النكبة في عام 1948 لكي لا يكون هؤلاء مجرد أرقام
– الوثائق: وتعمل على جمعها من العائلات ومن الأرشيفات الدولية وإعادة نشرها ليستفيد منها الجميع في تأكيد روايتهم وانتمائهم لبلداتهم الأصلية.
كما أطلق المشروع برنامجاً تدريبياً للشباب لكي يتمكنوا من القيام بتوثيق تاريخ عائلاتهم وفق خطوات علمية ومدروسة وقد تم تدريب أكثر من 600 متدرب ومتدربة خلال السنوات الماضية .
وفي نفس المجال حاضر عن مشروع الأونروا للأرشيف الرقمي لملفات عائلات اللاجئين الفلسطينيين الباحث محمد رشيد حسن ، وعن موسوعة القرى الفلسطينية الباحثة بلسم الصايغ .
حفظ التراث الثقافي
وحاضر الدكتور في الجامعة اللبنانية عماد بشير عن مشاريع ونشاطات حفظ التراث الثقافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وكذلك عن التعاون بين المؤسسات البحثية والباحثين والمكتبات الأكاديمية في سياق الحفاظ على التراث الثقافي .
ومن المشاركات الختامية كانت عن مهمة حفظ نتاج المعرفة في اسكوا وحاضرت فيه الدكتورة زينب أبو ملحم المسؤولة في الإسكوا
تبادل الخبرات
وكان المؤتمر فرصةً للمتخصصين في على الأرشفة والتوثيق ومراكز المعلومات من البلدان العربية والأجنبية لتبادل الخبرات التي تتعلق بالتقدم الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي (A I) لا سيما في مجال التعرف الضوئي في المخطوطات العربية بكافة خطوطها والمكتوبة منها بخط اليد ، بالاضافة الى تجارب الحفظ الرقمي طويل الأمد الذي تقوم به بعض المؤسسات بصورة معيارية مما يستدعي نقل تجاربها الى المؤسسات الأخرى التي لا تزال تبحث عن السبل الصحيحة والمعيارية لحفظ تراثها الثقافي المخزّن في مستودعاتها .
تكريم الرواد الآوائل
وفي ختام المؤتمر تم تكريم الأساتذة المتقاعدين في علم المكتبات ومراكز المعلومات والأرشيف في الجامعة اللبنانية – كلية الاعلام والتوثيق التي كانت الرائدة والسباقة في تدريس اختصاص علم المكتبات والمعلومات ومراكز التوثيق : الدكتورة مود اسطفان والدكتور أحمد طالب الذي القى كلمة معبرة عبر سكايب ولم يتمكن من الحضور ، والدكتورة الراحلة عايدة نعمان .
كما تم تكريم أعضاء جمعية المكتبات اللبنانية والأجيال الأولى من أهل الإختصاص .
شباني
وعلى هامش المؤتمر التقت رئيسة الجمعية بسمة شباني بالأمين المساعد التنفيذي للإسكوا منير تابت، في إطار اجتماعه مع ممثلين من الإتحاد الدولي للمكتبات والمؤسسات (إفلا الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ) وكانت فرصةً لشكر إسكوا على استضافة المؤتمر والمساعدة اللوجستية لجمعية المكتبات اللبنانية في التنظيم ، ومناسبةً لتجديد التعاون في المؤتمرات المقبلة بالتنسيق مع مدير مكتبة الاسكوا الدكتور محمد زهير بقلة.
عدسة nextlb.com