نعت الجامعة الاميركية في بيروت رئيس مجلس أمنائها الفخري ريتشارد دبس، وقالت في بيان: “بعميق الحزن، أعلنت الجامعة الأميركية في بيروت عن رحيل رئيس مجلس أمنائها الفخري ريتشارد دبس.
ونقل رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فيليب خوري، ورئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، الخبر ببيان رسمي إلى أفراد أسرة الجامعة.
واشار البيان الى ان الراحل دبس “وُلد في 7 تشرين الأول 1930 في بروفيدنس، رود آيلاند، وأمضى مسيرته المهنية في مدينة نيويورك وعاد إلى بروفيدنس ليكون مع عائلته في السنوات الأخيرة و توفي في 28 كانون الثاني 2024. وهو رحل بسلام في منزله حيث كان مع زوجته منذ 65 عاماً باربرا دبس. والده هاجر من بلدة دير الغزال (البقاعية) في عام 1900 وأصبح مواطنًا أميركيًا فخورًا. وكانت أسرة والدته سورية أميركية”.
ولفت الى انه “خلال ما يقرب نصف قرن من الانتماء إلى الجامعة الأميركية في بيروت بقي دبس مؤثّرًا في نموها وتطويرها. وكان فخورًا بتراثه اللبناني، وقد أدرك أهمية الجامعة الأميركية في بيروت، مؤسسة التعليم العالي الأولى في للبنان، لا للبنان فحسب، بل للمنطقة بأكملها.
تم تعيينه عضواً في مجلس أمناء الجامعة في العام 1976 وامتدت خدمته كرئيس للمجلس من 1994 إلى 2005 فكانت من أطول فترات الخدمة في رئاسة مجلس أمناء الجامعة. وتلك كانت سنوات إعادة البناء بعد الحرب الأهلية في لبنان.
حمل الدكتور دبس واجبات رئاسة مجلس الأمناء بكل حماس، واستقدم جيلًا جديدًا من الأمناء والرؤساء وأصدقاء الجامعة الأميركية في بيروت الذين تشاركوا معه في عزمه على إنهاض الجامعة، واستعادة تأثيرها وإطلاق الهبات الوقفية لها.
ولمع رتشارد دبس في تنفيذ هذه المهمات الحساسة وغيرها الكثير ونشط بتميّز استثنائي، فمُنح عن جدارة أرفع تكريمين من الجامعة الأميركية في بيروت: ميدالية الجامعة والدكتوراه الفخرية في الانسانيات في العام 2005. وفي عام 2003، كان دبس القوة الدافعة وراء إنشاء مركز دبس، في نيويورك، وهو مكتب الجامعة الأميركية في بيروت الفسيح والأنيق والذي يقع بمحاذاة مقر الأمم المتحدة.
ويضم مركز دبس المكاتب التنفيذية والتنموية للجامعة، ويستضيف المؤتمرات والأنشطة والندوات والمحاضرات بالإضافة إلى اجتماعات مجلس أمناء الجامعة.
ومن بين مساهماته العديدة للجامعة الأميركية في بيروت، قاد الدكتور دبس حملة الجامعة الرائدة من أجل الممتازية، واستقطب أمناء ورؤساء وإداريين وأساتذة، وحشد إلى جانب قضية الجامعة قادة مؤثّرين وفنانين وأكاديميين ومحسنين، وخدم كرئيس مؤثر للمجلس الاستشاري الدولي للجامعة طوال عقدين من الزمن، وساعد في إنشاء كرسي إدوارد سعيد في مركز الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود للدراسات والأبحاث الأميركية، وساعد في انشاء عمادة رجا خوري في كلية الطب في الجامعة.”
أضاف: “كان الدكتور دبس رائدًا في قطاع التمويل ومحسنًا معروفًا، وكان أيضًا محاميًا وموظفًا حكوميًا ومستشارًا للحكومات وميسِّرًا للحوار الدولي، وراعيًا للفنون، وطالبًا في دراسة الشريعة الإسلامية، وباحثًا له مؤلّفات منشورة. وهو انضم إلى الدائرة القانونية في المصرف الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك في العام 1960 وتركه في العام 1976 كرئيس للعمليات تحت إدارة الرئيس التنفيذي بول فولكر.
وكان رتشارد دبس مسؤول الاتصال الرئيسي للمصرف الاحتياطي الفيدرالي مع دول أوبك خلال تحديات البترودولار العالمية في السبعينيات. كما أنه كان عضوًا مناوبًا في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وهي اللجنة المسؤولة عن السياسة النقدية للولايات المتحدة.
وتابع ” الدكتور دبس، محسن معروف، قام بخطوات كبيرة في دعم وتجديد المؤسسة الأميركية الشهيرة كارنيغي هول، حيث شغل منصب رئيسها، ومنصب عضو في لجنتها التنفيذية، وذلك لفترة طويلة، وأخيرًا خدم كرئيسها الفخري.
وكان دبس رئيسًا لمجلس إدارة مورغان ستانلي في المملكة العربية السعودية، وعضوًا في مجلس أمناء برنامج الشرق الأوسط التابع لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ورئيسًا مشاركًا له.
حصل الدكتور دبس على أعلى تكريم في بلدين: وسام الأرز من لبنان ووسام الملك عبد العزيز من المملكة العربية السعودية. وحصل على جوائز الإنجاز مدى الحياة من مجموعة ماركيز لتوثيق سِيَر المتميّزين، وجمعية فولبرايت، وجمعية المصرفيين العرب في أميركا الشمالية، وهذه الأخيرة جمعية ساهم هو في تأسيسها.”
وذكر البيان، ان دبس “تخرج برتبة الشرف من جامعة كولغايت مع بكالوريوس آداب في العام 1952. وحصل على الماجستير في العام 1956 والدكتوراه في العام 1963 من جامعة برينستون حيث نال رتبة الزمالة الأكاديمية من مؤسسة فورد.
وتخرّج من كلية الحقوق في جامعة هارفارد في العام 1958 ومن برنامج الإدارة المتقدمة في كلية هارفارد للأعمال في العام 1973. وكان باحثًا لمؤسسة فولبرايت في مصر، حيث نال لاحقًا زمالة أبحاث مشتركة بين جامعتي هارفارد وبرينستون حول القانون الإسلامي والتشريع المدني.
وهو مؤلف كتاب “القانون الإسلامي والتشريع المدني”، الذي أصدرته منشورات جامعة كولمبيا في عام 2010 والجامعة الأميركية في القاهرة. وهو أنشأ مكتبة لمجموعات كتب القانون الإسلامي في جامعة هارفارد. ويخلف رتشارد دبس زوجتُه الدكتورة باربرا نولز دبس الرئيسة السابقة لكلية مانهاتنفيل والجمعية التاريخية في نيويورك، وابنتُه إليزابث دبس المهندسة المعمارية، الأكاديمية؛ وابنُه نيكولاس دبس وهو فنان وحفيدتاه إيزابيل وزوي.
وكان تأثير الدكتور دبس على الجامعة الأميركية في بيروت هائلًا وتحويليًا. وكانت حماسته ومنجزاته بطولية. رتشارد دبس كان شهمًا ومؤثّرًا وعظيمًا حقًا. وسيفتقده جميع من حُظوا بمعرفته”.
المصدر : وطنية