عرض وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الوزارة تطورات ملف تلفزيون لبنان الإدارية والمالية، منذ تسلمه حقيبة الإعلام حتى اليوم.
وأشار المكاري إلى أن “تلفزيون لبنان يحصل على مساهمة شهرية من الوزارة بما يقارب المليار و500 مليون ليرة”، وقال: “كان قبل الأزمة يحصل على مبلغ مليون دولار شهريا. واليوم، أصبح المبلغ 15 ألف دولار شهريا”.
ولفت إلى أن “التلفزيون تتم إدارته ب240 موظفا، في ظل هذه الأزمة الاقتصادية، من دون أي إيرادات أو مداخيل أخرى، لا سيما أن الإنتاج ونسبة المشاهدين تراجعا في السنوات الاخيرة”.
وتحدث عن “غياب مجلس الإدارة أو المدير الأصيل”، وقال: “كان هناك 3 حراس قضائيين، ثم أصبح العمل بحارس قضائي واحد”.
أضاف: “لم يكن هناك أي مشكلة مع الإدارة السابقة إلى أن أقر مجلس الوزراء مساعدات اجتماعية، وطلبنا من الإدارة إرسال جداول بأسماء الموظفين بحسب الأصول من أجل رفعها إلى وزارة المالية بغية صرف المستحقات للموظفين. وعندها، فوجئنا بأن هناك 5 أو 6 مراسلات مخالفة للأصول على مدى أشهر طويلة، منها بالفرنسية، ومنها غير موقعة، ومنها من دون أسماء كاملة أو من دون تاريخ استخدام أو أرقام ضمان، إلى أن تبلغنا من الادارة السابقة في أواخر عام 2022 أن وزارة الاعلام تتحمل مسؤولية هذا التأخير في الصرف، وأن الموظفين يكافحون ونحن لا نقف بجانبهم”.
ديون التلفزيون
وتابع: “بناء على ذلك، اتخذت قرارا باسترداد إدارة التلفزيون، وليعرف الجميع أن هذه المسؤولية صعبة، فمشاكل التلفزيون عديدة جدا ومليئة بالصعوبات”.
ولفت إلى أن “حجم الديون في تلفزيون لبنان وصل إلى مليونين و343 ألف دولار و354 ألف فرنك سويسري و17540 يورو”، لافتا إلى أن “حساباته موجودة في 3 مصارف لبنانية، وتبلغ قيمة ودائعه حوالى 12 مليار ليرة و57 ألف لولار”.
وقال: “حملت كرة النار بين يدي، لكني كوزير إعلام أخذت على عاتقي أن أحمي مؤسسة رسمية تابعة لوزارتي من الانهيار، فتسلمت الإدارة بموجب قرار قضائي في 20 كانون الثاني 2023. لم أدخل بنفس انتقامي، كما بدأ البعض بالترويج، أو بهدف إلغاء أي أحد لأجندة سياسية أو طائفية أو حتى مذهبية كما يحاول البعض التحريف”.
أضاف: “نحن في لبنان ونحترم التوازن، وفي كل الإدارات نراعي هذا الامر ضمن أخلاقيات واصول محددة مع الموظفين الموجودين، خصوصا أننا لا نستطيع التوظيف من الخارج، فالجسم الوظيفي يتعب، ولا نستطيع بث دم جديد، بسبب عدم توافر المال الكافي. ومن هنا، قررنا مواجهة الواقع الذي نحن فيه”.
أضاف: “بعد الشغور، تحدث سياسيون عن مدى إمكان تعيين رئيس مجلس ادارة جديد، وهذا الأمر الصعب نظرا إلى غياب مجلس الوزراء”.
وأوضح أنه “لا يطمح إلى أن يكون رئيس مجلس إدارة التلفزيون ويسيطر على صلاحياته”، وقال: “هذا ليس هدفي، فأنا وزير لمدة قصيرة، وأرفض التخلي عن التلفزيون، وهو يمر في أزمة حقيقية، فيكون جيدا لو أني أستطيع أن أنير شمعة فيه”.
أضاف: “يخطىء من يعتقد أن مؤسسات الدولة لا تستطيع أن تكون منتجة، بل تدفع فقط. إذا، نحن أمام خيارين: إما العمل من اجل الإنتاج، وإما إذا بقيت الحال على ما هو عليه فسيصار إلى إقفال التلفزيون، وهذا أمر لن نرضى به إطلاقا. لقد وصلتني انتقادات كثيرة وسمعت إشاعات وأخبار مزعجة ترتكز على الطائفية والمذهبية، إضافة إلى الحديث عن صفقات تتم لبيع الأرشيف”.
وقال المكاري: “إذا لم نرد على الاتهامات، فهذا يعني أن ما يحكى في الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي صحيح. في الواقع، كل ما يحكى غير صحيح، فلم يحم أحد أرشيف تلفزيون لبنان ويعمل على تطويره مثلي، فنحن لم نفرط بأي دقيقة من الأرشيف”.
بيع الأرشيف
وأشار إلى أن “هناك آليات لبيع الأرشيف”، وقال: “هذا أمر محق وقانوني، ويحق لنا البدء بذلك وفق آلية شفافة، كما يحصل في كل التلفزيونات في العالم ولبنان”، لافتا الى ان “هناك كلاما تم تداوله عن رجل حسن السمعة يقف بجانبنا هو صادق الصباح، وأن هناك صفقة لاستئجار مبنى تلفزيون لبنان”، وقال: “هذا أمر غير صحيح ومعيب، فالرجل يقف بجانبنا إلى أبعد الحدود، وهو فخر للبنان وللصناعة السينمائية والإعلامية”.
وقال ” احزن عندما اعلم انهم يتحدثون عن صلاحيات طوائف وإنني اريد ان آخذ صلاحيات طائفة اخرى. انه حديث معيب، ولا يبنى الوطن وهو يعود الى كل من رفض إعطائي هذه الصلاحية”.
وختم: “نحن كوزارة اعلام نشجع اي شخص على قول ما يريده انما بمسؤولية، ونحن الى جانب كل الصحافيات والصحافيين. هذا المؤتمر هو رسالة إيجابية لكل اللبنانيين والحكومة اللبنانية ولكل شخص مسؤول في الدولة اللبنانية وفي الادارة والمشهد الإعلامي، نحن سوف ننهض بتلفزيون لبنان وهذا عمل تشاركي مع كل المهتمين”.
حوار
وردا على سؤال حول الحملات التي تطاله، قال: “انا لا اريد اتهام أحد، كلنا نعرف بعضنا ونعرف التوازنات الموجودة، نحن نريد ان نصحح المسار، واي صحافي يريد ان يعرف ماذا يحصل في التلفزيون فليأتِ ويسأل وكل الاجوبة موجودة. وفي موضوع القضاء، لقد وعدت انه سيكون هناك كتاب الى ديوان المحاسبة وهو من يقرر ماذا يريد ان يفعل، ونحن ملتزمون بأي قرار يصدر عنه”.
ولفت الى ان ما كان يطالب به “هو صلاحية واحدة فقط وهي عقد نفقة بـ 70 مليارا كي نستطيع ان ندفع الرواتب ولا شيء ابعد من ذلك”. واشار الى انه من خلال صلاحياته في التلفزيون يستطيع القيام بأمور عدة من برامج وصرف الرواتب وادخال الاموال وإيقاف الهدر وغيره”.
وقال: ” الصلاحية الوحيدة التي كنت بحاجة اليها هي السلفة لدفع الرواتب، ولم يكن لدي طموح للسيطرة على تلفزيون لبنان”.
اضاف:” في لبنان كل الناس “مسيسون” وكل شخص لديه هوية سياسية واضحة، وانا لدي هوية سياسية ايضا، انما كمسؤول في الدولة علي الا استعلمها ولا استخدمها او اعمل كي أقويها، هذه مؤسسة رسمية يجب ان تعيش ويلزمها رعاية وحماية”.
وتساءل المكاري: “لماذا في كل مرة يتم تعيين احد في ادارة التلفزيون تقوم القيامة؟ انا مسؤول في هذا التلفزيون وأريد ان “اعين اشخاصا استطيع التعاون معهم”، مؤكدا اننا “نعمل كفريق واحد على الرغم من الاختلاف في الانتماءات السياسية”، مشددا على اننا ” نحاول ان تكون هناك معايير طائفية على قدر قناعاتنا”.
سئل: هل صحيح ان مستشار الرئيس نجيب ميقاتي الاعلامي فارس الجميل يتدخل في التلفزيون؟، فاجاب: “لا علاقة له بالتلفزيون ولا صفة له للتدخل، ولم يحصل ان فعل هذا مباشرة، فعمله محصور في القصر الحكومي، وليعمل هناك فقط، ولا ادري إن كان يتدخل بطريقة غير مباشرة”.
المصدر : وطنية
عدسة nextlb.com