نقابة المحررين تحيي اليوم العالمي لحرية الصحافة وندوة تستشف مستقبل الصحافة في لبنان

أحيت نقابة محرري الصحافة حفلا قبل ظهر أمس، لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وذكرى شهداء الصحافة اللبنانية، في قاعة ريمون روفايل في الرابطة المارونية- الكرنتينا – المدور، في حضور ممثلة وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري مديرة البرامج في اذاعة لبنان ريتا نجيم الرومي، عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن، النائب السابق نعمة الله ابي نصر، نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين جوزف القصيفي، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، رئيس المجلس الماروني ميشال متى، المستشار الرئاسي مدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا ومعنيين.
أبو ناضر
بعد النشيد الوطني، القت الاعلامية ريبيكا ابو ناضر كلمة قدمت فيها الاحتفال وقالت: «يوما بعد يوم يظهر جليا البعد الذي حدا بالجمعية العمومية للامم المتحدة الى اعتماد يوم عالمي لحرية الصحافة. ويوما بعد يوم يتضح كم ان الصحافة والصحافيين عرضة لتحديات جسدية وفكرية تصل الى حد الخطف والاعتقال والاغتيال».
الكعكي
ثم تحدث نقيب الصحافة فقال:« قدر اللبنانيين ان لا يوفقوا بزعمائهم، فبينما نرى الدول العربية التي لم تكن الا امكنة للفقر قبل اكتشاف النفط اي قبل عام 1950، اصبحت اليوم بسبب الاستقرار والثروة النفطية التي اعطاهم اياها رب العالمين دولا غنية ورائدة».
وطلب من الدولة اللبنانية ومن جميع المسؤولين اصدار قانون ينظم انشاء اي موقع الكتروني كي لا يبقى الفلتان قائماً كما هو اليوم»..
وختم: «اصبحت مهنة المتاعب غير مقتصرة على المتاعب وعلى الاخطار بل على التمويل الكبير الذي لم يعد متوفرا ولن نقدر عليه».
القصيفي
كما القى نقيب المحررين كلمة جاء فيها: «نغتنم هذا اليوم لنجدد التزامنا الكامل بالحريات كافة لا سيما حرية الصحافة والجسم الصحافي الذي لنا شرف تمثيله. ولا عجب ! فالحرية هي في اساس حياتنا وكياننا ودستورنا ومهنتنا، وهي المحفز الاساسي لازدهار المعرفة والفكر والثقافة والمحاسبة من اجل وطن مزدهر ومشع.
انه اليوم الأنسب للاضاءة على التحديات التي تواجهها حرية الصحافة. وهي فرصة لتقييم واقع المهنة واستشراف مستقبلها وثبات دورها الرسولي».
وأعلن انه «وفي تحية الى هذا اليوم تقدم نقابة المحررين الوثائقي «الشهادة والدور» تليه ندوة علمية متخصصة تطرح السؤال الكبير: هل الصحافة ولا سيما منها المكتوبة على طريق الاندثار؟ وهل من حلول تبقيها على قيد الحياة؟ واي دور ينتظرها اذا تمكنت من الثبات في وجه الأخطار التي تتهددها؟».
وأشار الى أن «الاعلام ليس مجرد وسيلة فحسب، ولا يمكن تصنيفه بين تقليدي وحديث». وقال: «الاعلام هو الاطار الاوسع والمحركّ الرئيس لحركة المجتمع بكل ما يحفل من ديناميّة، وتنوّع، وتصارع وتناغم، وتكامل وتضاد».
كرم
وقال رئيس الرابطة المارونية:«في اليوم العالمي لحرية الصحافة نستذكر شهداء لبنان الذين أعدموا في الساحة التي تكرست باسمهم، وهي التي شهدت على هول هذه المأساة التي كان ضحيتها نخبة من شباب الوطن، معظمهم من الصحافيين وقادة الرأي. واكد ان الرابطة من منطلق دورها الوطني تشدد على وجوب جمع الشمل وإطلاق الحوار بين اللبنانيين لبناء ثقافة الحياة، إنطلاقا من المشتركات التي تشدهم بعضا إلى بعض. وتعوّل على دور واسع للصحافة والاعلام لنبذ ثقافة الكراهية والدفع في اتجاه تكثيف الجهود الرامية إلى إبراز قيم التسامح، وقبول الآخر وشجاعة التصدي للفساد والفاسدين الذين قوضوا ويقوضون دولة القانون والمؤسسات».

وثائقي
تلا ذلك عرض وثائقي عن شهداء الصحافة اللبنانية بعنوان «الشهادة والدور»، اعدّته عضو مجلس نقابة المحررين يمنى الشكر غريب واخرجته كارمن لبكي.
ندوة الصحافة مهنة على طريق الزوال؟
ثم عُقدت ندوة بعنوان «الصحافة: مهنة على طريق الزوال؟» شارك فيها رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام والمدير التنفيذي لجريدة «لوريان لو جور» فؤاد خوري حلو والمستشار في التواصل لدى المنظمات الدولية الأستاذ المحاضر في جامعة القديس يوسف نصري مسرة.
غريب
أدارت الندوة الزميلة يمنى الشكر غريب التي قالت: « نحن في هذه الندوة لا نريد نعي المهنة، بل لنضع الأصبع على الجرح الذي يلمسه الجميع، خصوصًا من هم يتطلعون الى إعلام نظيف وإحترافي يتمتع بالمصداقية. هذا هو هدفنا من هذه الندوة. ولسنا هنا لنقول كفى نبكي على الصحافة التي كانت قدوة في العالم العربي ولا نريد أن نترحم على زمن كان فيه كبار القادة العرب قبل اللبنانيين، لا يتحركون إلا بعد قراءة الصحافة اللبنانية.
سلام
ثم تحدث رئيس تحرير جريدة «اللواء»، فقال: «ان ما يميز الصحافة اللبنانية حتى اليوم عن الدول العربية، الحرية التي نتمتع بها في الأقلام اللبنانية، رغم كل الظروف والمآسي التي نعيشها اليوم. ما زلنا نستطيع انتقاد الحاكم ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والوزراء ورؤساء الأحزاب وبعض المقدسين في بيئتهم السياسية أو الجماهرية بكل حرية وموضوعية».
أضاف: «هذه المساحة من هذه الحرية يقابلها نوع من الإنهيارات المهنية والمالية بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها الصحافة اللبنانية، بسبب تخلي الدولة اللبنانية عن دورها في دعم أهم قطاع إعلامي وطني يشهد التاريخ له من أمجاد وسعة إنتشار. صحافة لبنان كانت حافة العرب والملوك والقادة العرب. وهذا ما يؤكد أهمية الصحافيين اللبنانيين وكتاب الرأي. نحن نتأثر كثيرًا لأن لبنان منذ أكثر من خمسين سنة يتخبط بأزماته، وبحالة عدم الإستقرار التي نعيشها على المستويين الإقتصادي والمالي وبعزلة لبنان عن محيطه العربي».
حلو
كما كانت مداخلة للمدير التنفيذي لجريدة «لوريان لو جور قال فيها: «هناك شرطان لاستمرار الصحافة، شرط سياسي وآخر إقتصادي. الشرط السياسي ألا يكون هناك طاغية، تقفل المكاتب وتسجن الصحافيين كما يحصل في بلاد كثيرة من حولنا. سرطان لبنان هو الطائفية والإنقسام الداخلي ولكن على الرغم من ذلك لدينا مساحة للتحرك ولتقول الصحافة كلمتها في ظل إنقسام في الرأي بين صحيفة وأخرى حول الموضوع نفسه، كما هي حال السياسة».
وأكد ان «مشكلة الصحافة في لبنان ليست مشكلة سياسية بقدر ما هي مشكلة مالية وإقتصادية».
مسرة
وفي مداخلته، قال نصري مسرة: «الصحافي اليوم إما صحافي مؤثّر لم يدرس أصول المهنة ويعتبر نفسه صحافيًا ويضرّ في بعض الأحيان بالمهنة، كما لدينا صحافي القائد للرأي. الصحافة الصحيحة تتطلب قائد رأي وليس من يعتبر نفسه صحافيًا مؤثرًا.
نريد صحافيًا حاملًا فكرًا ورأيًا ومبادىء وقيما وثقافة، لتبقى الصحافة الحرة مصانة. صحيح نريد أن تكون الصحافة مهنة ولكن نريدها في البداية رسالة في وطننا ومجتمعنا. علينا الإرتقاء بمهنة الصحافة للمحافظة عليها مهنيًا».

المصدر : اللواء

لمشاركة الرابط: