اللجنة الدولية للصليب الأحمر اختتمت دورتها التدريبية بالتعاون مع وزارة الإعلام اللبنانية

خاص – nextlb- عاطف البعلبكي
إختتمت أمس الدورة التدريبية المكثفة في يومها الثاني التي نظمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع وزارة الإعلام اللبنانية لمجموعة من الصحافيين اللبنانيين العاملين في العديد من الوسائل الإعلامية المكتوبة والمتلفزة في إطار القانون الدولي الإنساني والإسعافات الأولية في فندق جفينور روتانا – كليمنصو الحمرا خلال يومي 10و11 كانون الثاني يناير .
وحضر وزير الإعلام المهندس زياد المكاري جانباً من الدورة للإطلاع عن كثب على أعمالها في يومها الأخير ، وأثنى المكاري على دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر اللبناني الذي يقومان به في لبنان والمنطقة .

التغطية الصحافية الإنسانية خلال الأزمات
وعن التغطية الصحافية الإنسانية حاضرت إيمان طرابلسي من العلاقات العامة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، وعرضت للتغطيات الإعلامية خلال الأزمات الإنسانية في بلد أو منطقة أو مجتمع حيث هناك انهيار كلي أو جزئي لقدرة السلطة القائمة على الاستجابة لإحتياجات السكان نتيجة لصراع داخلي أو خارجي أو حدث أو سلسلة من الأحداث تشكل مستويات عالية من المعاناة الإنسانية تهدد صحة وسلامة واستقرار مجتمع ما ويتطلب تدخلا للفاعلين الإنسانيين.
وشرحت الطرابلسي الظروف المحيطة بالموقف العام والتي عادة ما تنطوي على عنف واسع النطاق وخسائر بشرية تهجير ونزوح للسكان ، ما يستدعي الحاجة إلى نطاق واسع ومتعدد الأوجه من المساعدات الإنسانية ، لافتة الى أن المساعدات الإنسانية تتعرض للإعاقة بالقيود السياسية والعسكرية لسلطة ما ، كما يتعرض مقدمو المساعدات الإنسانية في بعض المناطق لمخاطر أمنية كبيرة .

دور الإعلام خلال النزاعات
وتطرقت الطرابلسي الى دور الإعلام خلال النزاعات والكوارث في نقل الواقع ونشر المعلومة والمساهمة في صناعة الرأي العام وكشف الحقائق ومراقبة التجاوزات ، وإنتاج محتوى متوازن عن الأزمات التي تهدد السكان وتداعياتها في ظل الحروب ، والنزاعات المسلحة والكوارث، وأعمال العنف واسعة النطاق.
وأوضحت في محاضرتها أن هناك أزمات تحظى بتغطيات أكثر من غيرها وأن كثافة التغطية الإعلامية ليست علامة على حدة الأزمة أو عدد المتضررين بل القرب المادي أحياناً وسهولة الوصول الى المكان
وشرحت عن مدى الارتباط الثقافي وتأثير الأزمة على المجتمعات والممارسات الخاطئة للاعلام خلال تغطية النزاعات والكوارث، وتحفيز الوصم والصور النمطية ضد فئة معينة عبر استعمال توصيف أو مفردات أوعبارات مشحونة أو ذات تعريف ضبابي ، التي من شأنها أن تخلق بلبلة ومزيداً من العنف .
ومن الممارسات الخاطئة للاعلام خلال تغطية النزاعات والكوارث نشر صور أو أخبار تحط من الكرامة البشرية .
وعن أخلاقيات المهنة الصحافية ركزت الطرابلسي في مداخلتها على عدم التحيز وحماية مصادر المعلومات والتحقق منها ، وحماية الخصوصية والمعطيات الشخصية وحماية الضحايا ، وأخذ موافقة بالتسجيل/التصوير من الشخص أو ذويه في حالة كونه طفلاً قاصراً .
وسألت :متى يمكن للجنة الدولية مساعدة الإعلامي في حال حدوث متاعب له؟
وقالت ” يمكن للإعلاميين وأسرهم طلب المساعدة، إذا كان أحد الإعلاميين أثناء قيامه بمهمة خطرة مفقوداً أو أوقع في الأسر، أو ألقي القبض عليه، أو احتجز، أو اختطف وجُرح أو قُتل وذلك إذا وقع الحادث في منطقة نزاع مسلح أو منطقة محددة تعمل فيها اللجنة الدولية ميدانياً .

حماية الصحافيين أثناء النزاعات والحروب
وعن حماية الصحافيين أثناء النزاعات والحروب حاضرت يارا خواجة ، وأوضحت انه يجب على الإعلامي قبل تنفيذ المهمات الخطرة في النزاعات المسلحة خاصة معرفة كيف يكفل القانون الحماية له في حال احتجازه وقالت :
إن معرفة الإعلامي بالقانون تمكن من إعداد تقارير مبنية على حقائق حول الانتهاكات وجرائم الحرب ، وكذلك تمكن الإعلامي من التعامل بكفاءة أكبر مع الأطراف الفاعلة في المجال الإنساني.
كما إن معرفة الإعلامي بالقانون تعزز أمنه الشخصي من خلال فهمه لنطاق الحماية المكفولة له كصحافي في حال استهدافه او توقيفه وأخذ الرهائن والتعذيب التحرش والاخفاء .
وأضافت “قد يتعرض الصحافي الذي يعمل جنباً إلى جنب مع المقاتلين أنفسهم للوقوع ضحية إحدى الهجمات أثناء النزاع المسلح ، ولكن في هذه الحالة يفقد الصحافي الذي يشارك بشكل مباشر في العمليات العدائية أو يحرّض على القتل الحماية المكفولة له كمدني وينالها كعسكري وقد يتعرض للاستهداف.”
وأوضحت أن الصحافي هو مدني ولا يمكن استهدافه عمداً ، ويعد استهداف المدنيين جريمة حرب ، كما ان المراسل الحربي محمي بحكم الفصل الرابع من إتفاقية جنيف الثالثة .
وأضافت “في النزاعات يجب معاملة المحتجزين معاملة إنسانية تحفظ كرامتهم في جميع الظروف حتى أماكن احتجاز بعيدة عن مناطق القتال والحماية من جميع أعمال العنف أو الترهيب “.
وكقاعدة عامة: الصحافيون ليسوا ملزمين بالإدلاء بشهادتهم في محاكمات جرائم الحرب إلا إذا كانت الأدلة التي في حوزتهم ذات أهمية مباشرة وذات صلة بقضية جوهرية ولا يمكن الحصول عليها من أي مصدر آخر .
المنطق وراء القاعدة العامة: الحفاظ على المصلحة العامة وقدرة الصحافيين على العمل في أمان ، كما إن التحقيقات القوية والتقارير التي يقدمها مراسلو الحرب تمكِّن مواطني المجتمع الدولي من الحصول على معلومات حيوية من مناطق القتال” .

وسألت : هل يُطلب إلى الصحافيين الإدلاء بشهادتهم في محاكمات جرائم الحرب؟
وقالت : إن إجبار مراسلي الحرب على الإدلاء بشهادتهم في محاكمات جرائم الحرب من شأنه التأثير على قدرتهم على القيام بعملهم، حيث سيعزف الناس عن التحدث معهم، وقد يمنعون من الوصول إلى مناطق النزاع بل وقد يصبحون هدفاً للعمليات العدائية.
وعددت خواجة في محاضرتها إجراءات الحماية الضرورية قبل و أثناء أداء المهمة مثل حق القبول والرفض وجاهزية الإعلامي للمهمة والتأكد من صلاحية الهويات ومعدات الحماية، وعدم أكل الطعام أو الماء الملوث وتحضير قوائم الاتصال في أكثر من نسخة ، واختيار المعدات المناسبة ، واعتماد اشارات خاصة بين الفريق وتقييم المكان واستراتيجية الخروج منه في حال حدوث أخطار على الحياة .
كما اعتماد الخرائط المطبوعة بالإضافة الى خرائط غوغل على الهاتف ، واختيار الملابس والأحذية و الحقائب العملية والابتعاد عن ربطات العنق واللباس الرسمي .
وأضافت أنه في التظاهرات مثلاً يجب على الإعلامي الذي يتولى مهمة تغطية الحدث الوقوف على أطراف المكان والإبتعاد عن جانبي الاشتباك ، والتصوير والمراقبة من مكان مرتفع وتبديل الموقع بإستمرار ، مع تبديل بدل ذاكرة الكاميرا عدة مرات خلال الحدث للحفاظ على المادة المصورة من المصادرة والإتلاف من قبل أحد طرفي النزاع او المسلحين .
ومن التجهيزات الضرورية للإعلامي خلال تنفيذ المهمات التي قد تحتوي عل خطورة معينة ، تجهيز حقيبة طوارئ (فراش خفيف للنوم, طعام ل 24 ساعة ، ماء ل 72 ساعة و إسعافات أولية ، خرائط، وأدوات مختلفة) .
و أوضحت كيفية التعامل مع المسلحين في أماكن النزاع عند الحواجز، وعدم التنقل في مجموعة تضم أكثر من 4 أشخاص واختيار المكان المحايد ، والبعيد مباشرة عن مرمى الفريقين المتخاصمين مع استخدام العدسات المناسبة والحذر من استخدام الفلاش والحماية من الاختراق الرقمي ، ومسح “الفلاش ميموري” أو ذاكرة الكاميرا بشكل دوري وتغيير كلمة المرور بشكل دوري وتشفير بسيط للهاتف وتشفير جهاز الكمبيوتر ، وعدم فتح روابط غير معروفة ، والحذر من استخدام شبكات الإنترنت في الأماكن العامة .

دورة إسعافات أولية بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني
وتلى المحاضرات المقررة في الدورة في يومها الأخير تدريب عملاني على الإسعافات الأولية والإنقاذ قام بها أفراد من الصليب الأحمر اللبناني ، وكل من المدربين والمسعفين سامر حمادة وكريم الأشقر .
وفي نهاية الدورة قامت رئيسة البعثة في اللجنة الدولية في الصليب الأحمر في لبنان سيمون كاسابيانكا اشليمان بتقديم الشهادات للصحافيين الذين تابعوا الدورة .
كما قام مدرب الصليب الاحمر اللبناني سامر حمادة بتقديم الشهادات لمتابعي الدورة التدريبية على إسعاف المرضى والمصابين .


محاضرات اليوم الأول
وكان اليوم الأول شهد نشاطاً مكثفاً كذلك من الدورة وحاضر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بسمة طباجة وديما عبيد عن البرامج والانشطة التي تقوم بها اللجنة .
كما حاضر المنسق القانوني الإقليمي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال افريقيا القاضي عمر مكي المقيم في دولة الكويت .
وكان محور محاضرته القانون الدولي الإنساني وتطبيقه على النزاعات المسلحة بين الدول ، وبين الدول والجماعات المسلحة ، وكيفية المحافظة على أرواح المدنيين خلال الحروب والنزاعات المسلحة والمعارك وعلى حياة أسرى الحروب .
كما حاضر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ايلي الأسمر عن استخدام القوة خلال التظاهرات وعملية تطبيق القانون من قبل القوى الأمنية على المخالفين مسلطاً الضوء على الفارق بين تعامل القوى الأمنية من الشرطة وقوى الأمن الداخلي ، وتعامل الجيوش المولجة بحفظ أمن الحدود في حال تكليفها بمهمات أمنية داخلية .

الصور بعدسة nextlb.com
.

لمشاركة الرابط: