بدعوة من نقابة محرري الصحافة اللبنانية ، أقيم احتفال تكريمي لشهداء الصحافة اللبنانية في عيدهم أمام تمثال الشهداء في ساحة البرج – وسط بيروت، في حضور وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس، نقيب الصحافة عوني الكعكي وأعضاء من مجلس النقابة، نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي وأعضاء مجلس النقابة، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مدير الوكالة الوطنية للاعلام زياد حرفوش ، مدير الدرسات والمنشورات في وزارة الإعلام خضر ماجد ، وأعضاء رابطة خريجي الإعلام ، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر وعدد من ممثلي الصحف والمواقع الالكترونية وإعلاميون.
إستهلالا النشيد الوطني، فدقيقة صمت وفاء لشهداء الصحافة اللبنانية ، ثم قدم عضو مجلس نقابة المحررين واصف عواضة للحفل التكريمي بكلمة قال فيها:” شهداء 1915 – 1916 الصحافة اللبنانية، لقد تخلصنا من الاحتلال العثماني والانتداب الفرنسي، ولكن الإنتداب الاكبر هو هذا النظام السياسي الطائفي، ولكن لن نفقد الأمل لأن مهمتنا كصحافيين تقتضي ذلك فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل “.
الكعكي
ثم ألقى النقيب عوني الكعكي كلمة عدد فيها شهداء الصحافة على مر السنين، وقال : من نتذكر في هذا اليوم؟ نتذكر نسيب المتني صاحب جريدة الطيار والتلغراف الذي اغتيل أيضا في مكتبه عام 1958.
نتذكر الزميل الأستاذ كامل مروه صاحب جريدة “الحياة”، وصاحب جريدة “الديلي ستار” التي كانت تصدر باللغة الانكليزية، وكانت الحياة من أولى الصحف اللبنانية، وكامل مروه اغتيل في مكتبه العام 1966.
نتذكر النقيب الحبيب المتميز صديق الملوك والرؤساء رياض طه الذي اغتيل في ظروف غامضة على بعد 30 مترا من نقابة الصحافة اللبنانية في محلة الرملة البيضاء عام 1980.
نذكر أيضا صاحب المجلة الأولى في العالم العربي “الحوادث” التي كان ينتظر حكام وشعوب العالم العربي ما يكتبه سليم اللوزي عام 1980.
أخيرا وليس آخراً نذكر الزميل وصديق العمر رئيس تحرير جريدة “النهار” جبران تويني، حيث فجروه بسيارته لأنهم لم يتحملوا ما يقوله عن الذين كانوا يحتلون لبنان عام 2005 ، ونذكر الزميل سمير قصير عام 2005 صاحب شعار “عسكر على مين”.قافلة شهداء الصحافة لا تنتهي طالما أن لبنان لا يزال محتلاً من قوة خارجية وبأيد محلية “.
أضاف الكعكي:” عيد الشهداء، هذا اليوم، هو مناسبة وطنية غالية على قلوب كل اللبنانيين.الوحيدة التي لا يوجد خلاف حولها. ولا استقلال من دون شهداء. فالشهداء هم العمود الفقري لكل تحرير ولكل استقلال… كما لا يمكن أن نتجاهل في هذا العيد، كوكبة الشهداء الذين بذلوا دمهم في سبيل حرية واستقلال لبنان على مدى السنوات الماضية.
كيف لا تكون هذه الذكرى حافلة بالأمجاد ولبنان بلد الحريات والأحرار، لبنان بلد الصحافة الحرة، لبنان بلد الديموقراطية، لا وجود للبنان من دون حريات، ولا وجود للبنان من دون صحافة حرة ولا وجود ولا ضرورة للبنان من دون ديموقراطية”.
وختم الكعكي:” وعندما نتحدث عن الشهداء في هذا اليوم العظيم، لا بد من أن نذكر شهداء الصحافة وحرية الرأي ورجالات الفكر.
القصيفي
وألقى القصيفي، كلمة قال فيها:
“في مثل هذا اليوم من كل عام، نستعيد ذكرى تلك الكوكبة من أحرار لبنان ، التي مضت بهاماتها المرفوعة، إلى أعواد المشانق، أراجيح المجد، هاتفة :
يا مرحبا بالموت يأتي مرحبا إن يكن حب بلادي السببا
فصغرت الحياة في عيونهم، وكانوا كبارا.”
نجتمع اليوم لنكرم من استشهدوا لتبقى الحرية وتستمر، علامة هذا الوطن وقدره.
إن دم شهداء الصحافة والاعلام في لبنان ، كان وما زال دعامة الاستقلال وضمانة الحرية وسياج الكرامة الوطنية. كان هذا الدم حبرهم الذي خطوا به سطوراً خالدات على مر الزمن.
فإلى شهداء صحافة لبنان واعلامه في عيدهم نقول: إنا على العهد باقون.
ووفاء لهذا العهد سنبقى في معترك النضال ندافع عن الحرية والعدالة ، ونعمل على إقرار قانون عصري للإعلام يستظله العاملون في جميع القطاعات الاعلامية، يكون مركوزا إلى شرعة وطنية ناظمة ، تأكيداً لوحدة اسرتها، ونسعى لتوفير دعم لها يعزز استقلاليتها، ويقيها عثرات الإرتهان، ويجنبها الإرهاب المعنوي والمادي الذي يحرفها عن رسالتها الوطنية والإنسانية.
إننا نلاحظ اليوم تراجعا في مستوى المهنة، في ضوء الدعاوى القضائية غير المبررة ، ومحاولة التذاكي لارغام الصحافيين والاعلاميين على المثول أمام محاكم الجزاء لا أمام محكمة المطبوعات، أو احالتهم على مكتب جرائم المعلوماتية.
إن التضييق على الحريات لا يقتصر على التهديد الجسدي ، إنما يتبدى في الضغط المادي والمعنوي المتمادي الذي يهدد بزعزعة قواعد الاستقلالية والموضوعية لدى العاملين في هذا القطاع، من خلال تخييرهم بين الاملاءات الموجهة ولقمة العيش. ونصر على إزالة كل العوائق التي تحول دون إفادة الصحافيين والاعلاميين من قانون الحق في الوصول إلى المعلومات، لأن هذا الحق هو الركيزة الأساس الذي يمكنهم من أداء رسالتهم على أفضل وجه.
نستلهم سير الشهداء الذي سقطوا مضرجين بحبر اقلامهم لكي نؤكد التزامنا بالحق والحقيقة وتحرير لبنان من التبعية والفساد والمفسدين وبرفض استباحته والانتقاص من سيادته الوطنية، فنكون سيوف الحق المسلولة، وحبر الحقيقة المراق على طروس الحرية، والعين الساهرة والدرع الواقية لوطن الارز الذي تتربص به الاخطار، مرددين مع الشاعر:
عذر لمن مات لا عذر لمن سلما
إذا تهدم مجد واستبيح حمى
سيان عند ابتناء المجد في وطن
من يحمل السيف أو من يحمل القلما”.
فلحة
وكانت كلمة للمدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة قال فيها :
“في مثل هذا المكان في 21 آب عام 1915 طلب أحد الأخوين محمد المحمصاني وكان معه أخوه محمود المحمصاني، ألا يعدم أحدهما أمام الآخر، بل أن يعدما معاً حتى لا يشاهد أحدهما الآخر، وقال:أنا لست نادماً على ما كتبت ولا على ما فعلت ولكني مصر أن تحيا الأمة العربية،” وأعدما مع من أعدموا من كوكبة الصحافيين. ونحن اليوم، جيد أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا، ولكن المشكلة الكبيرة أن يكون حاضرنا أفضل من مستقبلنا، وعليه، نحن كإعلاميين وإعلاميات، نسعى الى قانون وأنظمة ترعى العاملين في الحقل الإعلامي، بعدما تغيرت وظيفة الإعلام التي أصبحت كبيرة وليست محصورة في مجال أو آخر، ومشكور من سعى من نقابتي الصحافة والمحررين وأراد أن يخضع العاملين في مجال الإعلام لشرعة الضمان الاجتماعي والتقاعد”.
أضاف:” نحن لدينا حرية اعلامية، لكن يجب ان نرتقي الى الاعلام الحر غير المرتهن لا في الداخل ولا في الخارج ولا للطوائف ولا للمذاهب . يجب ان يكون انتماؤنا وطنيا للداخل أكثر من اانتماء الى أي أحد في الخارج. ونحن لسنا في وطننا الثاني لبنان، نحن في وطننا الاول والاخير لبنان ، الوطن النهائي لكل اللبنانيين”. ونحن أساس وضمان استقرار هذا البلد”.
وعن الإنتخابات المقبلة، قال الدكتور فلحة :” لدينا مسؤولية وطنية تجاه مستقبل أولادنا، ليس تجاه أي طرف من الأطراف، يجب أن نقف الى جانب الحق والوطن، قبل الطائفة و الحزب، قبل أي انتماء، الوطن يعلى ولا يعلى عليه، والذين أعدموا في ساحة الشهداء كانوا من جميع الطوائف والمذاهب، في سبيل لبنان، السيد الحر والمستقل، وليس الذي تتنازعه بعض الجمعيات الأهلية، وأن نكون دوما أحرارا في ما نكتب. يجب أن نفكر بالمستقبل بعيداً عن أي ارتهان، وهذه المناسبة يجب الإنطلاق منها الى غد أفضل”.
الأسمر
وقال رئيس الإتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر : “هذا الرمز شاهد، تحية لشهداء الصحافة الابية الحرة التي وضعت الاسس للبنان ليكون منارة الشرق والذي اشتهر بكل شيء وأهمها هو الصحافة الحرة التي تنقل الحقيقة بعيدا عن التشويه وبعيدا عن الارتهان”.
اضاف :”الشعب اللبناني أصبح كله شهادة، شهادة على مذبح الفساد، شهادة على مذبح الذل، وشهادة على مذبح الطوابير وشهادة على سرقة المودعين وأموال الناس وشهادة أمام تهريب الأموال وشهادة على مشاريع قوانين لا تعد ولا تحصى والتي كلها لا تمت للقوانين وحقوق الناس بصلة”.
وختم الأسمر داعياً الى “أن تكون هذه الوقفة في عيد الصحافة في 6 ايار، للقول لا للفساد ولا لتهريب الأموال وغيرها الكثير، وأن نكون جميعاً مع الوطن مع لبنان وحقوق شعبه”.
كلاس
وختاما، كانت كلمة مقتضبة لوزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس قال فيها:”أنا سعيد جداً أن أكون مدعواً ومشاركاً كزميل في هذا اليوم، يوم الحرية ومن واجبنا بعد أن نقف دقيقة صمت، أن نقف بمجد وإكبار ليس للذين استشهدوا فقط بل لأن كل حامل قلم هو مشروع ضحية، والحرية هي كيانية في لبنان، وطالما أن لبنان لديه الحرية هذا يعني أن لبنان باق، ولبنان لن يموت وكل عيد صحافة وكل عيد حرية ولبنان بخير”.
المصدر : وطنية
عدسة nextlb.com
عاطف البعلبكي