كان لجائحة كورونا أثرٌ عميق على دور المعلمين إذ أنها غيّرت طبيعة مهنة التدريس مع إغلاق المدارس والتحول المفاجئ إلى التعلّم عن بعد، ووجد المعلمون أنفسهم في بيئات تعلّم غير تقليدية تتطلب أساليب تدريس تكيّفيّة وطرقاً وأدوات تربوية مؤاتية. في المنطقة العربية، حيث يواجه المعلمون تحديات غير مسبوقة وهم يسعون جاهدين لتوفير التعليم لملايين الأطفال المتأثرين بالصراع والنزوح والفقر، من الضروري استخلاص الدروس المستفادة خلال الجائحة لبناء نُظُم تعليمية أقوى وأكثر مرونة، تضع المعلمين في صميم العملية التربوية.
على هذه الخلفية، نظّم فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين، بالتعاون مع مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز واليونسكو، حلقة حوار افتراضية حول مستقبل التدريس في الدول العربية بهدف إثارة المناقشات والبحث في مستقبل مهنة التدريس. ساهم هذا النشاط ، الذي أُقيم في 20 نيسان/أبريل ،2021 في مبادرة “مستقبل التربية والتعليم” التي أطلقتها اليونسكو والتي ترمي الى بلورة رؤية إستشرافية بشأن المصير المحتمل للتعليم والتعلّم، وتوفير خطة بشأن السياسة العامة في هذا المجال بناءً على عملية تشاورية مفتوحة وواسعة النطاق تشمل الشباب والمربين والمجتمع المدني والحكومات وقطاع الأعمال والجهات المعنية الأخرى.
على وجه الخصوص، هدف النشاط الى وضع المعلّمين في صميم المناقشات حول الشكل الذي ستأخذه النظم التعليمية في المستقبل، وذلك انطلاقاً من مفهوم أنّ للمعلمين الدور الأساس في ضمان الجودة والإبتكار في التعليم، وهو مفهوم مضمّن في خطة التعليم لعام 2030 في إطار الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، كما أنه يقع في صميم عمل مؤسسة حمدان منذ إنشائها.
شارك في حلقة النقاش التي أدارتها مديرة معهد الشرق الأوسط للتعليم العالي في الجامعة الأميركية في القاهرة ملك زعلوك ، مع متحدثين مختصين هم: سفير البرتغال لدى اليونسكو وعضو اللجنة الدولية لمبادرة مستقبل التربية و التعليم أنطونيو نوفوا ، رئيس الأمانة العامة لفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين ووحدة تنمية المعلمين في اليونسكو كارلوس فارغاس تاميز، المديرة التنفيذية لمؤسسة علّمني، مصر (الفائزة بجائزة حمدان 2020) كريستين صفوت، مؤسسة كلية فيلادلفيا فالي في المكسيك وعضو اللجنة الدولية لمبادرة مستقبل التربية و التعليم إليسا جويرا ، خبير ومدرب تربوي في الإتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، فلسطين حلمي حمدان، وعميد كلية التربية بالإنابة في جامعة الإمارات العربية المتحدة نجوى الحوسني .
الطويل
في كلمته الإفتتاحية ، تحدث مدير مبادرة “مستقبل التربية والتعليم” في اليونسكو الدكتور صبحي طويل عن مستقبل التعليم من منظور عالمي، وسلّط الضوء على الدور الذي تلعبه اليونسكو في إطلاق مناقشة عالمية حول هذه المسألة. وأكد الدكتور طويل أن الأزمة التي خلّفتها جائحة كورونا تشكّل فرصة لإعادة تصور الغرض من التعليم والنظم التعليمية، والتفكير في دور المعلمين والطبيعة المتغيرة للمهنة.
من جانبهم، ألقى المتحدثون الضوء على مجموعة التحديات التي يواجهها المعلمون في ضوء الجائحة وما بعدها. على وجه الخصوص، ركّز النقاش على التحديات التربوية الجديدة الناشئة عن التحول إلى التعلم عن بعد، ودعم المعلّمين وتعزيز رفاههم، وبرامج تدريب المعلمين، وقضية مستقبل المهنة.
حضر المناقشة نحو 200 مشارك من خلفيات متنوعة (معلمون، منظّمات معلّمين، واضعو سياسات، مؤسسات تدريب المعلمين، ممثلو منظمات اقليمية ودولية وأعضاء فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين وممثلون من القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني). تطرقت المناقشة إلى مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الإستثمار في برامج تدريب المعلمين التي تركز على تكنولوجيا المعلومات والإتصالات ، ترسيخ برامج تدريب المعلمين والمساعي الرامية إلى دعمهم ، وتحسين ظروف عمل المعلّمين، مع التركيز على المنطقة العربية.
وأظهر استطلاع مباشر أُجري على المشاركين أن الأغلبية تعتبر مشاركة المعلمين في صنع سياسة التعليم، وإصلاح برامج تعليم وتدريب المعلمين، مفتاحاً أساسياً لتمكين المعلمين من قيادة التغيير التربوي في المستقبل. كما تعتقد الغالبية أن التحدي الرئيسي الذي يواجهه المعلمون اليوم هو التكيّف مع التعلم عن بعد.
فارغاس
وفي كلمته الختامية، شدّد كارلوس فارغاس تاميز على دور المعلمين في قيادة التغيير التربوي ودفع عجلة التغيير والإبتكار في العملية التعليمية. كما سلّط الضوء على الحاجة إلى تمكين المعلمين ودعمهم من خلال التطوير المهني وذلك بهدف ضمان جودة التعليم والابتكار فيه.
قدّمت النقاش عن بعد فرصة للمشاركين لتبادل وجهات النظر والأفكار والآراء حول الطبيعة المتغيرة لمهنة التدريس في الدول العربية وخارجها، وللبحث في التحديات والفرص الناشئة أمام المعلمين لقيادة التغيير التربوي. سيتم تضمين المناقشة في تقرير حول مستقبل التدريس ، والذي سيشكل جزءًا من التقرير النهائي لمستقبل التعليم. سيضمن ذلك ايصال صوت المعلمين والخبراء في التدريس ، من جميع المناطق ، وإدراجها في المناقشات العالمية حول التعليم.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More