يواجه الطلاب في المنطقة العربية تحديات كبيرة للبقاء في المدرسة والحصول على حقّهم في التعليم، وذلك بسبب النزاعات والحروب والفقر . وزادت جائحة كورونا من حدّة هذه التحديات ، لأن انتشار الوباء أدّى الى إغلاق المدارس وتعطيل كبير لخدمات التعليم النظامي ، بالإضافة الى 13 مليون طفل وشاب في المنطقة العربية غير ملتحقين بالمدرسة بسبب النزاعات والحروب ، تأثّر ما يقارب من 114 مليون متعلّم إضافي بأزمة كورونا بسبب إغلاق المدارس والتحوّل الى التعلّم عن بُعد.
وفي حين قرّرت بعض الدول إلغاء الإمتحانات الوطنية وإعفاء الطلاب منها أو تأجيلها أو تنظيمها على شبكة الإنترنت ، فقد أبقت بعض البلدان في المنطقة العربية عليها ، وتمّ التخطيط لإجرائها داخل المدارس أو المراكز المخصصة.
وفي سوريا ، حيث من المقرّر أن تنطلق الإمتحانات اليوم ، من المتوقع أن يسافر نحو 23 ألف طالب عبر خطوط التماس ومناطق النزاع للوصول الى المراكز .
وفي هذا السياق ، دعا مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت، الدكتور حمد بن سيف الهمامي ، الى تيسير الوصول الآمن للطلاب المنتقلين لأداء الإمتحانات وتسهيل عبورهم عبر نقاط التفتيش وعدم تعرّضهم للمضايقات أو التهديد ، كما يشدّد على ضرورة ضمان سلامة الطلاب .
وقال الهمامي: “إنّ التعليم حقٌّ من حقوق الإنسان ، وللطلاب الحق الكامل في إنهاء وإكمال تعليمهم، بما في ذلك من خلال الإمتحانات الوطنية أو نهاية العام لأنها تشكّل مرحلة محورية في حياة أي طالب، كما أنها مرحلة تحوّلية تمكّنه من الإنتقال الى الصف الأعلى. وإنّ أي تدخّل لمنع الطلاب من الوصول الى مراكز الإمتحانات غير مقبول ويُعدّ انتهاكاً لحقّهم في التعليم”.
وأضاف : “لا بدّ من تيسير الوصول الآمن للطلاب المنتقلين لأداء الإمتحانات واتّخاذ تدابير معيّنة لضمان سلامتهم وصحّتهم ، فإكمال وإنهاء تعليمهم هو حقهم وأملهم في مستقبل أفضل”.
وختم بالقول : “إن حصول الأطفال والشباب على التعليم وضمان حقّهم بإكماله، بما في ذلك في حالات الطوارئ ، يمثل شكلاً من أشكال التنمية وضرورة حتمية لتحقيق الإستقرار والسلام الدائم في المنطقة، وهذا ما تعتزم اليونسكو تعزيزه “.
المصدر : خاص