“بريطانيا في فلسطين” كتاب ل كارل صباغ يوثق الأدوار المشبوهة للإستعمار

صدر حديثاً كتاب “بريطانيا في فلسطين: قصة الحكم البريطاني لفلسطين 1917-1948″، للكاتب الفلسطيني كارل صباغ في طبعة ثانية من نسخته العربية عن “المركز القومي للترجمة” في القاهرة ، بترجمة محمد عصفور ومراجعة محمد شاهين.
وفي الكتاب يشير الكاتب الفلسطيني البريطاني كارل صبّاغ إلى أنه حين كان يبحث في تاريخ عائلته في فلسطين ، وخاصة في مدينة صفد ، وهو إبن مهاجر أقام وعمِل في لندن منذ أربعينيات القرن الماضي ، إنتقل إلى نطاق تاريخي أوسع ، ليوثّق الظلم الذي وقع على الفلسطينيين في النصف الأول من القرن الماضي، وما تبع ذلك من أحداث أدت إلى نكبة عام 1948.
ويركّز المؤلّف على دور بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918)، الذي منحها فرصة السيطرة على فلسطين ، الدولة التي كانت تتجاوز نسبة مواطنيها العرب أكثر من 90% آنذاك، وأراد بعض اليهود في الغرب تحويلها إلى دولة يهودية.


يصف الكتاب كيف حدث هذا التحوّل ، من خلال تجاهل بريطانيا لحقوق غالبية مواطني فلسطين ووضع القوانين والسياسات التي سمحت لمئات الآلاف من اليهود الهجرة من بقية دول العالم بصورة غير شرعية لإستعمار فلسطين، مما أدى إلى صراع لم يصل إلى نهايته منذ سبعة عقود.
ويختلف بذلك عن معظم الكتب التي وُضعت عن دور بريطانيا فى خلق دولة “إسرائيل” داخل فلسطين، إذ لا يلجأ الى لغة الخطابة السياسية، بل إلى التوثيق والسرد التاريخي والإبتعاد عن لغة المشاعر من خلال ما يحتوبه من معلومات حول سياسات بريطانيا المشبوهة في دعم الحركة الصهيونية، التي تمكّنت من الوصول الى القوى السياسية القائمة والتأثير فيها، بحيث أصدرت وعد بلفور، الذي أقرّ الإستعمار الإسرائيلي ومهّد لجرائمه وانتهاكاته اللاحقة.
يبحث صبّاغ في الآليات التي اتبعها الانتداب البريطاني، وقادت في النهاية إلى قيام “إسرائيل” عبر العديد من المقابلات التي أجراها مع مؤرّخين وباحثين وشخصيات تمتلك إطلاعاً موسّعاً على سير الأحداث في تلك الحقبة الزمنية، لتؤلّف سجلاً مهماً لحقبة من التاريخ شهدت إحلال شعب محل شعب آخر.
يُذكر أن للمؤلّف كتاب آخر بعنوان “فلسطين: تاريخ شخصي” يتضمّن تفنيداً لسلسلة من الأكاذيب الرسمية التي لم تنقطع لتأسيس الكيان الصهيوني، لا تزال مستخدمة حتى اليوم.

المصدر : العربي الجديد

لمشاركة الرابط: