حذرت دراسة علمية من الاستخدام الواسع للمضاد الحيوي الفعال، الكوليستين، في مزارع الحيوانات والدواجن كدواء وقائي لا علاجي مما قد يساهم في تطوير جينات مقاومة لهذا الدواء الحيوي وانتقالها الى اللبنانيين.
ويعد الكوليستين (COLISTIN ) أحد المضادات الحيوية الفعالة ضد البكتيريات والجراثيم المسببة للأمراض المقاومة للأدوية المتعددة ويستخدم حصرا في المستشفيات ويعد آخر الدفاعات الدوائية المتوفرة حاليا والتي تستخدم للحالات المستعصية.
وحذرت الدراسة من أن يسهم إنتشار الكوليستين في التربية الحيوانية في ظهور وانتشار جينmcr-1 المقاوم للكوليستين في لبنان وانتقاله أو تطوره لدى البشر وبالتالي تهديد فعاليته الطبية ضد الالتهابات المستعصية.
واستندت النتائج الى بحوث علمية تثبت أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يؤدي الى تطور جيني يساهم في المناعة من الدواء ومن بينها الكوليستين الذي نبهت الدراسة من انتقاله الى اللبنانيين عبر استهلاك المنتجات الحيوانية المختلفة ذات المنشأ اللبناني مما قد يعرضهم الى تطور وانتشار جين mcr-1 المقاوم للكوليستين.
ووثقت دراسة مشتركة قام بها الدكتور محمد علي حجازي من كلية الصيدلة في جامعة بيروت العربية والدكتور عصمت قاسم من كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت ونشرت في مجلة Journal of Global Antimicrobial Resistance العلمية العالمية وجود أكثر من اثني عشر دواء (بعلامات تجارية مختلفة) تحتوي على مادة الكوليستين متوفرة في الأسواق بشكل قانوني وسهل ومتاحة للزراعة البيطرية والحيوانية ويمكن شراؤها دون وصفة الطبيب البيطري. ويروج لهذه العقاقير على أنها علاج أو وقاية لمجموعة واسعة من الأمراض (دون أن تكون محددة) وتستخدم في التربية الحيوانية وبشكل رئيسي في تربية الدواجن.
وأظهرت الدراسة أن عدد المرضى الذين استخدموا الكوليستين كمضاد حيوي قد تضاعف بشكل كبير في لبنان، حيث وصل إلى حوالي 2766 مريض في عام 2017 (0.046٪ من عدد السكان) وهو ما يعادل خمسة أضعاف العدد في عام 2010 ما يؤشر إلى أن السكان باتوا أكثر اعتمادا عليه وبالتالي يجب الحد من الأسباب المؤدية الى مقاومته لدى المرضى.
وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها لتقييم استهلاك الكوليستين لدى البشر وتحديد المخاطر المحتملة للممارسات الزراعية والحيوانية في لبنان والتي قد تؤدي إلى زيادة المقاومة، مما سيُعرّض الفعالية الطبية لهذا المضاد الحيوي الهام للخطر. الهدف الأساسي منها هو تسليط الضوء على العوامل التي قد تكون السبب وراء انتشار جين mcr-1 المقاوم للكوليستين في لبنان، البلد الذي يواجه تحديات كبيرة في البنية التحتية وإدارة الموارد والنظم الصحية.
وأوصت الدراسة بإنشاء برنامج مراقبة لتوافر واستهلاك الكوليستين في البشر والزراعات الحيوانية على أن يكون من اختصاص وزارتي الصحة والزراعة ويجب أن يراعي وبشكل ملحوظ:
التوثيق الصحيح لاستيراد وتوزيع واستهلاك الكوليستين.
منع استخدام الكوليستين دون وصفة طبية أو بيطرية متخصصة
التخلص التدريجي من الاستخدامات المثيرة للكوليستين في التربية الحيوانية.
ملاحظة : يمكن الإطلاع على كامل الدراسة التي نشرت في مجلة Q2 العلمية
من خلال الرابط التالي : https://doi.org/10.1016/j.jgar.2019.01.019