عرض افتتاحي مهرجاني كبير وحاشد ، النسخة 15 على تاسيس فرقة ” مقامات للرقص المعاصر “

يقظان التقي

عرض افتتاحي مهرجاني كبير وحاشد ، النسخة 15 على تاسيس فرقة ” مقامات للرقص المعاصر ” ، بالتزامن مع افتتاح “سيترن ” مسرح دائم للثقافة والفنون في كورنيش النهر ، مقابل الفورورم دو بيروت .
المسرح اخر مساحات التلاقي والحرية في وسط اوضاع البلد غير المستقرة ، والمفتتح الرسمي جاء مؤثرا ، بالحضور الواسع الذي ملا المكان على الكورنيش الى اخره. نهر من الناس وفعاليات ثقافية وفنية وسياسية . نسبيا كل الجسم الدبلوماسي والقنصلي ، ومراكز الأبحاث والهيئات على اختلافها ، وزراء ونواب وقيادات. وفي مقدمتهم الوزير ة فيوليت الصفدي ممثلة راعي الحفل رئيس الحكومة سعد الحريري.
حضور صدامي للفن والجسد قي مواجهة الأزمات والأخطار. والفكرة الرئيسة رجع صدى مئذنة جامع تاريخي جرى تدميره في سوريا . رجع صدى تشكيلي للمسجد والصوت الذي يتحرك في كل الاتجاهات ، والفنانون يثيرون صوت الحرب المستمرة ، أعمال القصف والتدمير والمسجد ، كما الصلاة على المئذنة في واجهة العرض ، وخلفها البيئة التاريخية والاجتماع والتقاليد ، والأغاني والغناء والأهازيج الى رفع الصلوات وسط القصف والطائرات وإلقاء حاويات الموت والرصاص .
الجسد يفرض نفسه عنيفا ، وهو حكاية مسجد تاريخي تجري مطاردته ، تحت القصف ، يصير جسدا ،نشاط جسدي يقاوم الموت حجرا حجرا ، تحت الضوء المعتم والعنف الراعب الذي يجمع راقصين من جنسيات مختلفة الى الثنائي عمر راجح وكيل حبيس .


فعل فني مفهومي تجري ترجمته على الخشبة في اداء كوريغرافي مباشر في البادي ارت بزخم وقوة والجسد مكان ، مكان الجامع المدمر ، مكان إقامة الذبائح واحياء الصلات ، وجسدا للأحداث والرواية لحياة هانئة صارت مستحيلة .
عرض غير مباشر يستنفر الحواس ، ركيزته الرئيسة ذلك الصوت التشكيلي الذي يملا الارجاء ويشبه احتفال طقوسي دائري في حرب تجاوزت الخطوط الحمراء ، في مجاورة أعمال التدمير الذي سوت مئذنته بالأرض ، كما اللحم الحي الذي اختلط بعجين الخبز ، اداة تعبير عن المساواة في الاجتماع الإنساني كما قصص الأخوة الإنسانية والتعبير عن غرائز الناس بالتعلق بالحياة .
فكرة عميقة ليست سهلة ، طوطمية وجاز أصوات والجسد يتحرك مع عمر راجح والمجموعة الى الأقصى ، كما اجساد المجموعة أذهلني الأداء الحي لعمر راجح في مجاورة اللحظات القصوى التي تهوي فيها المئذنة ويصير كل جسم المسجد الى الهاوية في عنف واقص مادي في مكان او أماكن كسر الصوت بالطائرات وثقافة الموت والفوضى . فلسفة العرض معارضته للحرب مقاومة إطلاق النار والسلاح الكيماوي وتلقي تلك الإصابات والأعنف انه يأتي في المكان الذي يمثل فيه الجسد واجهة الأخطار والعنف اداة مثيرة لكل تلك الفوضى الصوتية، التي كسرت صوت المئذنة وصارت تعبيرات عير مفهومية ، طوطمية حرب عبثية .
بالشكل المفتتح الرسمي جاء مؤثرا جدا. وبحضور هو الأوسع
العرض استخدم تقنيات الفضاءات المسرحية وأدوات العرض السينوغرافيا الصوتية مع اداء موسيقي حي لفرقة موسيقية إيقاعية. في الإشارة الى كتابة العرض المتمددة الى تقاليد المحلة من موسيقى وغناء وأصوات وآلات موسيقية من الطبلة والعود ( جاء تفسيرا اكثر أخذ مو العرض اكثر مما قدم له) . ثم استخدام آلة التصوير تشبة طائرة من دون طيار ، استخدام واسع في العرض جنح الى نوع مو استعراض المؤثرات التقنية والتكنولوجية !
فكرة العرض درامية صادمة بعض الشيء في مفتتح رسمي تخللته كلمة لعمر راجح وتقديم لريكاردو كرم ( خارج التقاليد الفنية في مثل افتتاح المهرجانات الدولية ). احيانا تأتي مقتصدة من نوع تعطى الصفدي ممثلة الراعي الرسمي فرصة لكلمة وشيقة مو كأمة او كلمتين. تعلن افتتاح الدورة 15 .
عرض ادخل معه المؤثرات الحديثة اداء البادي ارت والشباب والصبايا تحركوا وأثاروا ذلك الإطار التعبيري الذي كان صداميا نسبيا مع المتفرج نفسه مع الضمائر الباطنية لحروب مستمرة غير مكترثة بتدمير ذلك الأثر الإنساني الذي لن يعرف معماريته مجددا ، وهي معمارية من طبقات من ذاكرة وأجساد وثقافة ومجتمع وناس وتراث وأصوات ، وكله يجري إطلاق الرصاص عليه وعلى الجسد الذي يحاول ان ينتفض على نفسه ويعالج الحروق والجروح والكسور العاطفية ..
الكوريغرافيون الغربيون بدورهم أثاروا دهشة بمستوى الأداء ، جسدا في مواجهة جسد ، معا في مواجهة العنف .

لمشاركة الرابط: