إكرام صعب
ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها الإسكوا ومؤسسة رفيق الحريري ، بما يجمعهما من مساحات مشتركة تصب في خدمة الصالح العام، الا أن لقاءهما هذه المرة تمحور حول أهمية تناول التحديات المرتبطة بمسائل التكنولوجيا والتربية وتلك المرافقة لها، وذلك من جوانبها المختلفة، في إطار الندوة التي تهدف الى تعزيز الوعي بشأن تأثير التقانة الرائدة على تطوير العملية التربوية وتمكين الشباب.
ولعل الإرتباط اللامتناهي بين التربية والتكنولوجيا والذي عززته اليوم هذه الندوة المشتركة بين الإسكوا ومؤسسة رفيق الحريري تستدعي تنادي الفعاليات المعنية كافة ، من واضعي السياسات والتربويين والعاملين في مجال التكنولوجيا والممولين ، للتداول بسبل تفعيل استخدامات التكنولوجيا الرائدة في المجال التربوي وتعظيم عائداتها.
مبادرات أربع أتت ضمن خطة تنفيذية من المقرر ان تقوم مؤسسة رفيق الحريري والإسكوا سوية بمتابعة المواضيع التالية مع أصحاب المصلحة وهي :
1-مع المجلس الأعلى للتعليم العالي ووزارة التربية والتعليم العالي تقضي بإلزام كل البرامج تضمين مادة واحدة على الأقل للتعليم عن بعد “أونلاين ” لتكثيف مهارات التعليم المستمر.
2- بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية ، تقضي بتحفيز الجامعات ومراكز البحوث في لبنان على الموافقة على شرعة أخلاقيات في العلوم والبحث العلمي والتكنولوجيا والإبتكار التي قام بتطويرها المجلس الوطني للبحوث العلمية .
3- العمل مع الجامعات ومراكز البحوث اللبنانية على تبني سياسات مؤسساتية لتحفيز الباحثين والطلاب وكل العاملين في البحث العلمي والتطوير والإبتكار لصوغ سياسات داخل هذه المؤسسات وتحفيزهم على العمل والتطوير وحل المشاكل المحلية كجزء من ترقيتهم وتقدمهم في العمل ، وهذه السياسات موجودة في الإسكوا وهي جاهزة لمشاركتها .
4- العمل مع جمعية الصناعيين اللبنانيين لتبني إفتتاح مختبر وطني للإبتكار والتكنولوجيا يكون صلة الوصل الميدانية للعمل التجربي المخبري للإبتكار من أجل وصل مخرجات البحث العلمي بالسوق وبالصناعة المحلية من أجل ترجمة مخرجات البحث العلمي الى منتجات منافسة
ندوة هذا العام إنعقدت في مقر الإسكوا في مبنى الأمم المتحدة في بيروت بالتعاون مع الاسكوا. وتعد من الندوات التربوية بإمتياز لما لها من “تأثيرات التكنولوجيا الرائدة على التربية وجمهورها الشاب”، وهي تندرج ضمن سلسلة مؤتمرات التجديد التربوي التي تنظمها مؤسسة رفيق الحريري للسنة السابعة على التوالي ، والتي يصب موضوعها الاساسي في إطار استخدام التكنولوجيا الرقمية وتأثيرها على العلاقات الانسانية وصولاً الى التأثير المباشر على التربية ومجالاتها.
تمحورت الندوة حول ثلاثة محاور رئيسية وهي:
– الثورة الصناعية الرابعة والتنمية المحلية
– الأنظمة التعليمية ودورها في تهيئة العمالة المستقبلية
– التكنولوجيا الرائدة والادماج التربوي
شارك فيها عدد من المختصين والمعنيين والمهتمين في مجالات التكنولوجيا والتربية والعلوم
الحضور
مثلث رئيسة مؤسسة رفيق الحريري السيدة نازك رفيق الحريري في افتتاح الندوة ، السيدة هدى بهيج طبارة فيما مثلت النائب بهية الحريري رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وحضرها الرئيس فؤاد السنيورة والوزير السابق إبراهيم شمس الدين وممثلين عن سفارات السعودية الامارات والمغرب والسودان وفلسطين ومستشار الرئيس الحريري الدكتور داود الصايغ والحاج عدنان فاكهاني وعمداء من جامعة رفيق الحريري ومدراء المدارس التابعة لمؤسسة رفيق الحريري ومدراء مدارس خاصة وحكومية وأساتذة جامعات ومهتمين بالشأن التكنولوجي في لبنان .
السنيورة بعاصيري
بعد ترحيب من ثريا عواد ، نقلت المديرة العامة للمؤسسة سلوى السنيورة بعاصيري تحيات رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري التي ترى في التعاون والجامعة لعقد المؤتمر تعزيزاً لما درج عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري من رعاية لمبادئ التكامل وتضافر القوى وقالت ” يسعدني أن أرحب بكم بإسم مؤسسة رفيق الحريري ، وأن أنقل لكم تحيات رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري كما وأن أعرب عن كبير اعتزازها بالتعاون القائم بين المؤسسة والإسكوا فضلاً عن القيمين عليهما على أكثر من صعيد. وهو تعاون يرتكز على تعميق الوعي بالصالح العام ، ويستند الى تضافر الجهود التي تصب في تحقيق التنمية المستدامة التي تعتبر التربية أحد أبرز دعائمها والرافعة الفعلية لسائر الأهداف والغايات.
والتربية هذه هي ما اختارها الرئيس الشهيد رفيق الحريري قاعدة أساس لإنطلاقة المؤسسة في عام 1984 ، وهي التي أهلت المؤسسة بموجبها الآلاف من شباب لبنان ليكونوا مواطنين عالميين من ذوي الكفاءات المتقدمة، وهي أيضاً وأيضاً التي خصصت لها المؤسسة مناسبة سنوية للتداول وأصحاب الإختصاص والشأن والإهتمام بشتى مفاهيمها والمضامين تحت عنوان “التجديد التربوي” وهو عنوان لا تقتصر فكرته على أن للمنظومة التربوية أبعاداً مترامية ومكونات متعددة تحتاج مجتمعة الى قدرات مستنيرة للإبحار في أعماقها، بل تتعداها الى فكرة أخرى قد تكون الأولى بالاهتمام والأجدر بالتأمل وهي أن المنظومة التربوية في حالة حراك دائم وتطور مستمر، شأنها في ذلك شأن الحياة التي تنبثق منها، فلا يتوقف نبضها ولا يخفت صوتها ولا ينضب جديدها. لذا ترانا نزعم أن المهمة الأولى للتربية تكمن في استطلاع دائم لمعنى الحياة وبحث معمق حول دور الانسان في صياغة ذلك المعنى . فلا غرابة إذن أن تمنح التربية العقل الصدارة وأن تلقي على كاهل مريدها الإنسان مسؤولية صناعة الحاضر والمستقبل عبر اجتهاد يبذل وابداع يحقق.
وكم هو مؤات أن نستذكر في هذا السياق ما سبق للمفكرين الأوائل أن اعتبروه الطبيعة الأساس للانسان وهي: القدرة على التفكير والتمييز والحاجة الى العيش مع الآخر، وما اختبروه من أن التعلم المستمر هو الكفيل بمزيدٍ من الإفراج عن قدرة الانسان على التفكير كما المؤهل لتلبية حاجة الإنسان الأساس وهي العيش مع الآخر.
لقد تمحورت الجهود التربوية على مدى الأزمنة السابقة حول تزويد الانسان الفرد بالمعرفة لتكون زاده في التعامل مع مستلزمات الحياة. وكم كانت المؤسسات التعليمية، وفي حقبات مختلفة، هي الشرارة للابداع والابتكار والاختراع. وهذه حقيقة لا خلاف حولها. ولكنها لا تلغي حقيقة مقابلة: وهي أن ابداعات لا تقل أهمية قد تولدت في حاضنات أخرى، كان من شأنها أن تستجيب لحاجات الإنسان المتعاظمة والمستجدة من جهة، وأن تستحدث له حاجات غير معهودة أو منتظرة من جهة أخرى. وهذه ظاهرة تسارعت وتيرتها وتضاعفت مفاعيلها في العقدين السابقين مسجلة لنفسها حيثية خاصة بعيدة عما توفره الحاضنة الأساس أعني بها المؤسسات التعليمية. ولا مثال أكثر وضوحاً في هذا الصدد مما أحدثته الثورة الصناعية الرابعة، وفي صلبها التكنولوجيا الرقمية وثورة المعلومات والاتصال، من اختراقات معرفية تشكلت خارج المنظومة التربوية على جميع مستوياتها، ومع ذلك فهي غيرت في العلاقة التقليدية بين الأستاذ وطالب العلم، بعد أن أصبح هذا الأخير يحصل على المعلومات أيا تكن عبر الشبكية، بإعتبارها وسيلة نقل واتصال.
وإن كنا نقف جميعاً مشدوهين أمام حجم وطبيعة وسرعة دفق المعلومات المتأتية عن طريق الشبكية ، الا أننا على وعي كامل بأن زخم المعلومات لا يمنح بالضرورة المعرفة المبتغاة والمرتكزة على المراجعة والتحقق والإستدلال. لذا ترانا والحالة هذه أمام جيل جديد يحلو للبعض تسميته بالجيل الرقمي وقد غيّر في طريقة التعلم والعمل والاستهلاك، وهو مستعد، كما توحي مؤشرات عدة، الى تغيير كل شيئ دون حذر أو تقدير للمعايير أو العواقب.
لا افتآت إذن بالقول أن التربية تعيش راهناً آثار وتداعيات الوافد التكنولوجي الجديد، الذي استطاع عبر وسائطه المتعددة، الانترنت والهاتف الخلوي وسائر وسائل التواصل الاجتماعي، التأثير على مواقف الأشخاص وقناعاتهم وسلوكياتهم وتطلعاتهم.
وأضافت :أمام هذا الواقع أضحت مسؤولية المنظومة التربوية أكثر تنوعاً وتعقيداً وكلفة، ولم يعد مسموحاً لها أن تبقى في موقع المتلقي بل عليها أن تبادر وتتجاوب وتتفاعل مع ذلك المستجد وتشق به وعبره مساراً معرفياً آمناً يرتكز على فكر تواصلي استكشافي ناقد مبدع، واستشرافي في المقام الأول.
ولا أقصد بذلك فقط أن على المنظومة التربوية مراجعة المناهج الدراسية إفساحاً أمام إدماج التكنولوجيا الرقمية في صلب العملية التعلمية وتزويد المتعلم بالكفاءات اللازمة لاستخدامها ومن ثم تطويعها وتطويرها، كما تمكين المتعلم بالمهارات الشاملة للإنخراط في سوق عمل دائم التحول والتجدد لا مكان فيه مستقبلاً الا لذوي المهارات الابداعية العليا والقدرات التحليلية الأسمى. بل أروم القول أن مهمة التربية تتعدى هذا الجانب التقني الاساسي والضروري لتضطلع، كما تاريخاً، بتظهير إنسانية الانسان فينا. وكم بات الجانب المعياري هذا أكثر حاجة والحاحاً في اطار تعامل الفرد مع الأجهزة التكنولوجية وبرامجها، وفي الاعتماد على الشبكية واستخداماتها. فهناك مخاوف متصاعدة، في ظل الانبهار المتعاظم بما حققته التكنولوجيا الرقمية من ابتكارات متسارعة، من أن يتحول الفرد الى مجرد متلق مفسحاً المجال بارادته اللاوعية، امام ما يسمى الذكاء الاصطناعي، فيعطل ذكاءه الانساني، ويتخلى عن مكانته والدور.
لقد قطعت شركات التكنولوجيا الكبرى شوطاً ممتداً في اقناع المستخدمين بأن الأمر يتعلق ببناء مجتمع عالمي متصل ومتواصل، وسهل هذا التسويق على الغالبية العظمى من مستخدمي الشبكية قبول مشاركة بياناتهم طوعاً مع آخرين مجهولين، موفرين في المحصلة معلومات شخصية تصلح لتشكل قاعدة بيانات تطال ما يزيد عن ثلث البشرية، وبتنا نقرأ أبحاثاً عدة تفيد أن المعلومات الشخصية لمستخدمي الشبكية ستشكل “نفط القرن الحادي والعشرين” وانها ستكون “محركة لحرب باردة قادمة بلا شك في ظل تنافس شرس لإمتلاك الريادة التكنولوجية في العالم.” وأن القطاع الرقمي بما فيه “انترنت الأشياء” هو الذي سيشكل القيمة المضافة في المشهد الاقتصادي العام، وذلك من خلال قاعدة البيانات المرتبطة بتبادل السلع والخدمات وليس بفضل السلع والخدمات بحد ذاتها.
ندرك جميعاً أن لا عودة الى الوراء بعد أن أصبحت التكنولوجيا الرقمية نسق حياة يومي وبعد أن غزت مختلف الأنشطة والقطاعات الاقتصادية والإجتماعية والمعرفية. وأضافت الكثير الكثير الى ما يشهده عالم اليوم من تطور نوعي على مستوى الاستثمار في المشاريع العالمية المتعلقة بالاستدامة والبنية التحتية الذكية. ولكننا ندرك في المقابل أن سباقاً محموماً يتعاظم بين سرعة انتشار المستحدث وبين القدرة على استيعابه ومن ثم تنظيمه وشرعنته وقوننته بما يخدم الصالح العام. وان هناك حاجة ماسة الى خلق توازن عقلاني وبنّاء بين الاندفاعة الى تحقيق المزيد من الإنجازات التقنية والمعرفية والإقتصادية وبين الحد من التجاوزات المترتبة عنها على الصعد الإجتماعية والإنسانية.
فلقد رافق الانجازات الباهرة لتلكنولوجيا الرقمية، سيما منها المعالجة الفائقة السرعة للبيانات الضخمة وانترنت الاشياء التي قد تصل الى 125 مليون رابط خدماتي بحلول العام 2030، والتجارة الالكترونية والعملة الرقمية والعديد غيرها، رافقها جميعاً تجاوزات متنوعة لا تتسق ومبادئ حقوق الانسان ومن بينها؛ التنمير الالكتروني والاخبار المزيفة والجرائم السيبرية والنفايات الالكترونية، واستغلال المعلومات الشخصية لأغراض ترويجية، كما التهميش لشرائح واسعة من البشر عبر تمركز الثروات كما المهارات في أيدي نخبة محدودة من البشر.
وتابعت السنيورة بعاصيري :إن هذه الأمور وسواها تستلزم تداعي الجهات المعنية كافة للحوار وتبادل الخبرات لكي تشكل شريحة مؤثرة بغرض وضع سياسات استشرافية تصحح الخلل القائم وتستبق تجاوزات مستقبلبة محتملة تنتج عن توظيف غير مقونن للإمكانات الهائلة للتكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها. كما يستدعي وضع وانتهاج سياسات تطويرية من شأنها تأهيل الكفاءات والكوادر البشرية بالمهارات اللازمة للرفع من قدرتها على مواكبة التحولات الكبرى.
لقد أردنا عبر تنظيم هذه الندوة العلمية أن نسلط الضوء على الحاجة الدائمة للاستثمار الأفعل في التربية. ومن نافل القول أن التكنولوجيات الرائدة المدروسة البعد والأثر هي المعبر الأمثل لهكذا استثمار وهذا ما سيناقشه المنتدون الأفاضل في محاور ندوة اليوم.
لا يسعني ختاماً الا ان أشكر الاسكوا بكامل طاقمها على استضافة فعاليات هذه الندوة ذات الأهمية في موضوعها والتوقيت
تابت
بدوره عبر الأمين التنفيذي بالإنابة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا الإسكوا منير ثابت عن سعادته بإنعقاد هذه الندوة في الإسكوا التي تعقد تحت مظلة عنوان كبير وعميق جداً، وهو تأثير التكنولوجيات المتقدمة على التعليم والشباب.
وقال”يوجد ثلاث كلمات تغنينا عن إيضاح أهمية هذا الموضوع ، الأولى هي التكنولوجيات الرائدة، والثانية هي التعليم، والثالثة هي الشباب..، ثلاث كلمات تشكل محور ما نعيشه وما سنعيشه في السنوات القادمة، تشكل محور الاهتمام ومحط الأنظار لكل عالم وخبير وباحث ومهتم بتحقيق التنمية ، وأي تنمية ننتظرها بدون الإهتمام بهذه المحاور!
التعليم هو القلب النابض لجسد أي مجتمع، وهو الدم المتدفق في إحياء أي حضارة، لذلك لن نُفاجئ بأثر التعليم في تحقيق مجموعة كبيرة من أهداف التنمية المستدامة، بدءاً من الهدف المباشر وهو الرابع ” التعليم الجيد” ، وصولاً إلى التفاعل مع الأهداف الأخرى مثل الهدف 3 “الصحة الجيدة والرفاه”، الهدف 1 ” القضاء على الفقر”، الهدف 2 ” القضاء التام على الجوع”، الهدف 10 ” الحد من أوجه عدم المساواة”، الهدف 5 ” المساواة بين الجنسين”، الهدف 8 “العمل اللائق ونمو الاقتصاد”، وأخيراً وليس آخراً الهدف 16 ” السلام والعدل والمؤسسات القوية “.
وأضاف “هنا لا بد من الإشارة إلى ما يُرشد التعليم، ما يُنير الطريق السليم لمخرجات التعليم، وهو التربية، فاليوم وأكثر من أي وقت مضى، باتت التربية حاجة ملحة وأساس في تصويب المعرفة وإرشاد الأجيال القادمة ، وتطويع التكنولوجيا. فاليوم نحن نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي، في عصر الروبوت ، عصر التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، وكلنا نعلم أن أي تكنولوجيا أو تقنية أو مهارة من الممكن أن تستخدم على وجهين وهي سيف ذو حدين..، وجه للشر ووجه للخير، وهنا بيت القصيد.. التربية هي من يصوّب ويمهد طريق المعرفة من أجل الخير في زمن تتحدى الآلات بالـ “DEEP-LEARNING”.
وأضاف” الأمم المتحدة الآن، وعبر مختلف مؤسساتها، تدرك دور التكنولوجيا والعلوم والابتكار في تنفيذ مهامها، وذلك خدمةً لميثاقها العريق الممتد لعقود.. ليصبح أكثر إنتاجيةً وفعاليةً. ولقد تجلى ذلك من خلال استراتيجية الأمين العام بشأن “التكنولوجيات الجديدة” التي أطلقت في عام 2018.
أما الإسكوا، فلا زالت تلعب دورها في مساعدة الدول الأعضاء، وعلى كافة المستويات، من أجل الاستفادة القصوى وتعظيم أثر وفوائد التكنولوجيا في التنمية المستدامة ، بالتوازي مع التقليل والحد قدر المستطاع من الآثار السلبية المحتملة، سواءً أكانت مقصودة أم غير مباشرة، وذلك من خلال وضع استراتيجيات وسياسات شاملة وعملية في تحقيق هذه الغاية.
لقد تحدثت عن التكنولوجيا والتعليم، ولكن لتسخير التكنولوجيا وتوظيف التعليم، فشبابنا اليوم هو رائد الأعمال ومبتكر الحلول وهو الذي يقود التغيير.
تشكل الموارد البشرية ثروة لبنان الحقيقة، وأصبحت كلمة “لبناني” هي حزمة من المهارات والمناعة والمرونة وليست فقط جنسية.
وختم “يسعدني المشاركة في هذا اللقاء الهام، لقد اطلعت على المحاور التي سيجري النقاش بها، وكلها هامة جداً بالتأكيد، ولكنني أتطلع أن نضيف لمسة حول التفاعل المتبادل بين التعليم والتكنولوجيا، كيف تؤثر التكنولوجيا في التعليم، وكيف تتأثر به. إن رصد هذا التفاعل لهو أمر في عين الأهمية، وهو التفاعل ثنائي الاتجاه.
إن الهدف من لقائنا اليوم هو تسليط الضوء على بعض المحاور التي لا يمكن لندوة أو مؤتمر ولا حتى قمة أن تغطيها، فهذه المحاور هي عميقة جداً وهي عمل يومي، نحن نسلط الضوء على ما قد يثير اهتمامكم”
الجلسات
عقدت الجلسة الأولى تحت عنوان “الثروة الصناعية الرابعة والتنمية الحلية وتحدث فيها كل من المدير الرئيس للتكنولوجيات الرائدة في الأسكوا د. فؤاد مراد فيما ألقى كلمة رئيس جامعة القديس يوسف الأب دكاش ، د.فادي الحاج وتناولت الجلسة علاقة الثورة الصناعية مع التربية وأدارها الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث والإنماء د. معين حمزة .
أما الجلسة الثانية فإنعقدت تحت عنوان “الأنظمة التعليمية ودورها في تهيئة العمالة المستقبلية ” وأدراها وزير التربية والتعليم العالي في لبنان مروان حمادة الذي استهلها بتنديد واستنكار لما صدر في الفترة الأخيرة من “أفواه بعض الأبواق” وانحدار مستوى الخطاب السياسي منوها بعنوان الندوة وبأهمية التحدث في مثل هذا الموضوع خصوصا في لبنان .
تحدث في الجلسة الثانية كل من الدكتور سوما بو جودة من كلية التربية في الجامعة الاميركية في بيروت مثلا رئيس الجامعة د. فضلو خوري و الأستاذ المساعد في كلية إدارة الأعمال في جامعة رفيق الحريري جميل شيا ومديرالتكنولوجيا للتنمية ،الاسكوا د. حيدر فرحات والاستاذة المساعد في ادارة التكنلوجيا المعلومات في الجامعة اللبنانية الأميركية د. منال يونس والمدير التنفيذي في المدرسة الدولية للإبتكار د.محد وطفاء
أما الجلسة الثالثة فحملت عنوان” التكنولوجيا الرائدة للإدماج التربوي ” أدارتها د. غنى مواس ممثلة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد وتحدث فيها كل من النائب ديما جمالي ومن كلية الهندسة في الجامعة الاميركية د. دارين سلام ومن جامعة البلمند د. سامر أنوس ومدير الليسيه عبد القادر دانيال بستوري ومخترع ساشا المهندس وسيم حريري .
جمالي اشارت أن لبنان ملزم بالتعليم الإلزامي الأساسي لكافة الاطفال من دون تمييز وقالت وتحدثت عن الحاجة الى عمليات تعليمية تضمن تعليا لكافة الأطفال خصوصا ذوي الاعاقات الخاصة وتناولت فائدة التكنولوجيا لمثل هذه الشريحة من الطلاب والاطفال ذوي الاعاقات والعمل على تأمين هذه الوسائل الالكترونية في الصفوف .
في لبنان الطريق لا زالت طويلة رغم وجود هذه المواهب في لبنان لا يترجم الى تغييرات ايجابية في المجتمع فالنظام القائم على التوافقية يمنعنا من الأصلاحات وما يؤثر سلبا على النظام التعليميو علينا ان نستمر بالمحاولة للوصول الى ايجابيات في المستقبل.
[email protected]
عدسة أحمد عزاقير
حقوق النشر محفوظة