الدبيّة _إكرام صعب
لعل أهم ما يميز المؤتمر العالمي الأول حول “الصحة الحضرية وجودة الحياة – بناء الذكاء التشاركي من أجل حياة أفضل في المدن” والذي انطلقت أعماله صباح اليوم من حرم كلية الهندسة المعمارية في جامعة بيروت العربية منطقة الدبية، هو أنه يسعى إلى وضع مقاربات حديثة للمشاكل الحضرية التي تواجه المجتمع داخل المدن وذلك بهدف إبتداع طرق جديدة للحلول تعتمد على التفاعل بين مجموعات مختلفة من الخبراء ذوي الإختصاصات المتعددة، مما يضمن التنوع البنّاء في تحديد الاسباب الكامنة وراء هذه المشاكل، ويساعد على إقتراح حلول جذرية لها مع التقليل من الآثار الجانبية لهذه الحلول.
فالمؤتمر الذي نظمته كلية العمارة – التصميم والبيئة العمرانية، بالشراكة مع المجلس الدولي للعلوم (ISC)، وبالتعاون مع الجمعية الدولية للصحة الحضرية (ISUH)، انما يمثل منصة تفاعل متعددة التخصصات تسعى لتقديم أحدث ما توصلت إليه البحوث في المجالات المختلفة من أجل تحسين الوضع الحضري للمدن عموماً مع التركيز على مدينة بيروت ودراسة إمكانية ورفع جودة الحياة فيها خصوصاً .
شارك في المؤتمر مجموعة كبيرة من العلماء والأكاديميين البارزين والمهنيين والخبراء الذين أتوا من 24 دولة على مستوى العالم من ضمنها لبنان لمناقشة الامور المتعلقة بالصحة العامة والتخطيط العمراني والبيئة والإسكان والتنمية الاقتصادية بالإضافة إلى مواضيع أخرى مثل النقل والطاقة والأنظمة الغذائية ونماذج الرعاية الطبية.
وفي تمام العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء أطلقت نشاطات المؤتمر تحت شعار” “الصحة الحضرية وجودة الحياة -بناء الذكاء التشاركي من أجل حياة أفضل في المدن” بحضور رسمي واكاديمي وتربوي وإعلامي
حضر حفل الافتتاح الى رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي والعمداء والأمين العام الدكتور عمر حوري سفير مصر في لبنان نزيه النجاري، الوزير السابق سامي منقارة، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد المهندس عصام طقوش، اللواء ابراهيم بصبوص، مديرة “مؤسسة رفيق الحريري ” سلوى السنيورة بعاصيري ورؤساء بلديات بالإضافة الى المشاركين من أكاديميين وخبراء ومتخصصين واساتذة جامعيين من لبنان والعالم ومهندسون ومهتمون.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، وعرض فيلم يلخص تخصصات الجامعة ومرافقها رحبت عميدة الكلية الأستاذة الدكتورة ابتهال البسطويسي بالحضور شاكرة الشركاء المحليين والدوليين الذين ساهموا في تنظيم وانجاح المؤتمر لافتة الى أن الجامعة تضع نصب أعينها اهداف التنمية بغية النهوض برفاهية الانسان.
وقالت : “نغتنم هذه الفرصة لكي نسمح لوكالة هيئة الأمم المتحدة والمنظمات غير الرسمية والأكادميين والمشاركين الى التطرق لمختلف الافكار الضرورية للوصول الى اهداف الحلول، واملت من خلال المؤتمر التوصل الى ما نبتغيه، خلال اعمال المؤتمر لثلاثة ايام.”
وأكدت البسطويسي ان هذا المؤتمر هو بداية رحلة الالف ميل لتعزيز مدن اكثر صحة، ولتعزيز الصحة الحضرية.
ثم تحدث نائب رئيس المؤتمر، المدير التنفيذي للعلوم لبرنامج الصحة الحضارية البرفيسور فرانز غاتسويلر فتطرق في كلمته الى التجربة الصينية، وكيفية تركيز الحكومة الصينية على البشر لحل مشكلة التطور المدني من خلال تبادل المعلومات مشيرا الى ان هويتنا تحددها بيئتنا الاجتماعية والحضارية، داعيا الى تنظيم البيئة الحضرية رابطا ما بين الاندماج في المجتمع وايجاد مصادر الرفاهية الحضرية.”
كما كانت كلمة لممثل الجمعية الدولية للصحة الحضارية البرفيسور جيرار سالم ( (ISUH فنقل تمنيات رئيسة الجمعية للمؤتمرين، وعرض لاهداف الجمعية وطبيعة عملها، وقدم مقاربة بيئية لمختلف القطاعات المتعلقة بالصحة والرعاية الصحية، فضلا عن تطوير مقاربة متعددة القطاعات لإتخاذ اجراءات متعلقة بمحددات الصحة الحضارية، لافتا الى ان الجمعية تعقد مؤتمرات سنوية، على ان تعقد مؤتمرها المقبل في الصين في العام 2022.”
العدوي
وفي كلمته أكد رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي الحاجة في مدننا الى الراحة الجسدية والروحية والنفسية والاقتصادية والعاطفية بصورة تواصلية مشددا على ان كلمة الرفاه باتت اليوم الأهم في العالم مع ضرورة تحقيقها لكافة الشرائح العمرية والحد من المشاكل التي تحول دون تحقيقها ومنها التلوث السمعي والبصري والبيئي بشكل عام وغياب التنظيم المدني.
العدوي وإذ ذكّر بأن أبحاث الجامعة تتماشى مع مخرجات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة على المستويات التكنولوجية والطبية والصحية والثقافية والسلوك الانساني أمل أن تثري المداخلات والأوراق البحثية القضايا المطروحة لإخراج الحلول الأفضل على طريق تحقيق مدن حضرية يتمتع سكانها بالرفاه
وأعلن العدوي عن اطلاق صحيفة الصحة الحضرية والرفاه في جامعة بيروت العربية، والتي ستصدر بشكل دوري”.
كما تحدث منسق منظمة الصحة العالمية الدكتور كارلوس دورا، فأعرب عن سروره لوجوده في لبنان، متمنيا النجاح للمؤتمر، وقدم افكارا لكيفية المساعدة في النقاش، وتحدث عن الصحة العقلية وعوامل الوقاية، كتحسين أماكن السكن وتخفيض التلوث، فضلا عن قطاع النقل وما يرافقه من حوادث سير وتلوث صوتي”، لافتا الى انه يمكننا تجنب الكثير من المشاكل الصحية اذا قمنا بتخطيط مدني جيد”، وتناول مشكلة تلوث الهواء واثره على الصحة البشرية”، داعيا الجامعات الى التشارك في الأبحاث من أجل الصحة البشرية”، واعلن ان منظمة الصحة العالمية طورت هيكلية لتقييم الانماط الصحية والمعارف التي يمكن ان تساهم في الاستثمارت وتركز على الصحة، وعلى الصحة الحضرية والرفاه البشري.”
بعدها انطلقت جلسات المؤتمر التي تمحورت حول تخطيط الصحة الحضرية وجودة الحياة، الأنظمة الجديدة لدعم صحة الإنسان الحضرية، إجراءات التعاون لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، إبتكارات الحوكمة لتحسين الصحة ونشر ثقافة “الذكاء التشاركي” للصحة وجودة الحياة.”
وكان بدأ التحضير لهذا المؤتمر منذ عام تقريباً وذلك عبر إعداد ورشتي عمل، خصصت الأولى لاستعراض المشاكل الرئيسية التي تعاني منها مدينة بيروت وربطها بالصحة وجودة الحياة داخل المدينة. وقد تم العمل خلال الورشة الثانية على ترتيب تلك المشاكل وفقا لدرجات التأثير وتحديد الأولويات التي يجب دراستها وإيجاد الحلول لها.
وتستمر اعمال المؤتمر لغاية الخامس والعشرين من الشهر الحالي ومن المقرر ان يتحدث فيه اساتذة ومتخصصين من افراد الهيئة التعليمية في الجامعة ومن خريجيها وينتظر ان يصدر سلسلة من التوصيات من شأنها ان تساعد لحل الكثير من الأزمات الحضرية والمدنية في الشوارع العامة والضيقة خصوصا في العاصمة اللبنانية بيروت سيما بعد العمل على دمج المعلومات وتبادل الخبرات من خلال الأبحاث العلمية المعروضة .