معرض “بيروت آرت فير” 2018: مفرقعات فنية أضاءت بيروت وتوّجتها عاصمة الفن والإبداع على الساحة العالمية

استقبلت الدورة التاسعة من معرض “بيروت آرت فير” التي افتتحها دولة رئيس الوزراء سعد الحريري 53 صالة عرض فنية تتمتّع بشهرة عالمية من عشرين بلداً، واختتمت مع عدد قياسي من الزوار تألّف من 34000 زائر، أي زيادة بنسبة 21% في التدفق مقارنةً بالدورة السابقة.
لاقى المعرض نجاحاً منذ مراسم الافتتاح الخاص بكبار الشخصيات الذي استضاف 9500 زائر في خلال الافتتاح الرسمي الذي ترأسه دولة رئيس الوزراء سعد الحريري، وبرفقته معالي وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري. من كاميرون إلى فلسطين، وتايلاندا إلى روسيا البيضاء، عُرضت جولة فنية حول العالم إلى هواة الجمع وزوّار المعرض. تم إلقاء الضوء على ما يناهز 2000 عمل فنّي من خلال تصميم سينوغرافي “لمفهوم التقعير” أو أسلوب تداخل لامتناه “mise en abyme” عن مدينة بيروت، صمّمها المهندس المعروف باتريك بستاني.
استحب زوار معرض “بيروت آرت فير” 2018 الذي بلغ عددهم 34000 (مقابل 28000 في العام 2017) المستوى الرفيع للمعرض الذي استضاف عدداً أكبر من الجهات الفاعلة الفنية العالمية التي رغبت بالمشاركة في هذا الاحتفال، على مساحة عرض ازداد اتساعها بنسبة 45% مقارنة بمساحة المعرض في العام 2017.
وبفضل لجنة الاختيار الفريدة من نوعها، المؤلفة من جوانا أبو سليمان-شوفالييه Joanna Abou Sleiman-Chevalier، وتامارا إنجا-جابر Tamara Inja-Jaber، وباسل دلول Basel Dalloul، وأبراهام كاراباجاكيان Abraham Karabajakian، وطارق نحاس Tarek Nahas، حطم معرض لبنان للفنون الحديثة والمعاصرة أرقامه القياسية في الامتياز منذ تأسيسه في العام 2010.
استقبل “بيروت آرت فير” عدداً كبيراً من الشخصيات من بينها معالي وزير الداخلية نهاد المشنوق، وسعادة سفيرة سويسرا السيدة مونيكا شموتز كيرغوز Monika Schmutz Kirgöz، ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي السيدة كريستينا لاسين Christina Lassen، وقنصل فرنسا العام السيد كريم بن شيخ، والنائب فؤاد مخزومي، ووزير الثقافة السابق السيد روني عريجي، ومديرة المعهد الفرنسي في لبنان السيدة فيرونيك أولانيون Véronique Aulagnon…
هذا ونُظمت زيارات الى عدد من معارض المجموعات الخاصة في لبنان إلى الجمّاعين والصحافيين في خلال أسبوع المعرض.
استحوذت منصة العرض الرئيسي في هذا المعرض “عبر الحدود” Across Boundaries انتباه هواة الجمع، وهي مخصصة لتاريخ الفن التصويري اللبناني منذ العام 1900 حتى يومنا هذا. وتم عرض أكثر من 100 عمل تصويري من حوالي 30 هاوياً لبنانياً من هواة الجمع ضمن مجموعات خاصة وعامّة. وكان طارق نحاس، وهو هاو شغوف لجمع الصوَر ومشرف على المعرض، قد باشر منذ أكثر من سنتين بعمل بحثيّ واختياري وجمع دقيق للتحف التصويرية بالتعاون مع مارين بوغاران Marine Bougaran، وأعرب عن الآتي: “أردت أن أظهر تاريخاً عن لبنان دام خمسة عشرة سنة (الحرب الأهلية). وفي المجموعة تحفة رائعة عن الراية اللبنانية مطليةً على حائط مبنى مثقّب بالرصاص، صوّرها فؤاد الخوري، وهو مصوّر لبناني بارز. وهي تمثّل تاريخ لبنان بكامله، رمزاً ورمزية.”
وبالتزامن مع معرض “عبر الحدود” Across Boundaries، حاز عمل بيتي كيتشيدجيان Betty Ketchedjian التصويري المرتبة الأولى في حفل توزيع جائزة بنك بيبلوس التي تهدف الى مكافأة المواهب الناشئة.
وكرّم معرض “منشر صور” الذي نظّمته إدارة حصر التبغ والتنباك النساءَ اللواتي تعملن في زراعة التبغ، محتفياً بمجهودهن ومثابرتهن ومساهمتهن في استدامة القطاع الزراعي في بلد الأرز.


وأكمل معرض “ريفيلينغ” REVEALING الذي نظمه مصرف “سوسيتيه جنرال” SGBL الهدف نفسه باقتراحه على صالات العرض المحلية والدولية إلقاء الضوء على مواهب الغد. وتم اختيار 18 فناناً من أجل تقديم مختارات من أعمالهم الجديدة، منهم: بول مرعي (لبنان)، جيتا دافاري Gita Davari (إيران)، إيفا سودارغيتي دويهي Ieva Saudargaité Douaihi (لبنان/ليتوانيا)، توماس هانريو Thomas Henriot (فرنسا)، ماثيو فوري Matthieu Faury (فرنسا)، سامي حاج شحاده (لبنان)، نوريا ريون Núria Rion (إسبانيا)، هشام بنهود Hicham Benohoud (المغرب)، أوموريس مبوا O’Maurice Mboa (الكامرون)، أليزي لو ماولت Alizé le Maoult (فرنسا)، عقيل أحمد (سوريا)، أولاجوموكي لطيف كونلي Olajumoke Lateef Kunle (نيجيريا)، بن أبوناصيف Ben Abounassif (فنزويلا/لبنان)، سوه بون كيونغ Soh Boon Kiong (ماليزيا)، زيد شوّا (الأردن)، مورغان تشيمبر Morgane Tschiember (فرنسا)، وينسن كي Wensen Qi (الصين)، وفؤاد اغبارية Fouad Agbaria (الفلسطين).
وفي خضم الفسحة المخصصة للحداثة، كرّم معرض “لبنان الحديث! تكريم إلى بول غيراغوسيان” أحد أشهر رسّامي الشرق الأوسط من خلال وثائق وعناصر صوتية، إلى جانب أعمال غير معروضة سابقاً آتية في آن من مجموعة “مؤسسة بول غيراغوسيان” ومجموعات خاصة تابعة إلى هواة جمع معروفين في لبنان. وقالت رئيسة المؤسسة، مانويلا غيراغوسيان الآتي: “الأمر الاستثنائي في هذا التكريم لأعمال بول غيراغوسيان، هو أنّها المرة الأولى – منذ العام 1966 خلال معرض صحيفة “لوريان” – التي نجمع فيها هذه المجموعة من أعمال بول غيراغوسيان الفنية”.
نذكر من ضمن صالات العرض الحاضرة للمرة الأولى في لبنان معرض “لوفيفر إي فيس” Lefebvre et Fils (فرنسا) الذي قدّم مجموعة فريدة من نوعها من السيراميك، ولا سيما أعمال الفنّان الكاليفورنيّ جاي كفابيل Jay Kvapil، المتفوّق في تطبيق تقنية التزجيج المخرّم “crater glazing”.
فيما عرض الفنّان الإيراني روكني حائريزاده Rokni Haerizadeh اللاجئ السياسي المقيم في دبي منذ عقد أعماله الفنية بواسطة صالة عرض “إن سيتو” In Situ. وصرّحت فابيان لوكلير Fabienne Leclerc، صاحبة المعرض، قائلة: “أعماله الفنية لوحات من الغواش على الورق، مبنية على مفهوم الإيحاء بشاشة صور متلفزة أو صحافية حول موضوع مخيّمات اللاجئين والنازحين. وتتخذ الشخصيات التي يعتمدها أشكالا حيوانية كاريكاتورية شأنها الابتعاد عن الموضوع بمسافة مؤاتية.”
هذا وقدّمت ديان أودري نغاكو Diane Audrey Ngako من صالة عرض “فودارت” Voodart المتمركزة في مدينة دوالا ثلاثة فنّانين، من بين أعمالهم لوحة “الملك الجديد” The New King من ابتكار مارك بادو Marc Padeu، التي تقدّم لمحة عن تقاليد الكاميرون ومكانة المسيحية في البلد. وفاجأت صالة عرض دومينيك فيات Dominique Fiat العامة بصحونها الخلّابة من السيراميك التي ابتكرها الفنان رشيد قريشي، وقذائف كاتيا طرابلسي. وقدّمت صالة عرض “لورا غاوين” Laura Gowen لوحات الأكريليك على قماش الرسم الخلّابة للفنّانة تامي إيتشينو Tami Ichino، وأغوت صالة عرض رميل 392Rmeil393 شارين متعددين بلوحات ندى متّى، فيما نشرت صالة عرض A&V Art Gallery من روسيا البيضاء كافة أعمال ناتاليا زالوزنايا Natalya Zaloznaya الفنية، وقدّمت صالة عرض اللبنانية أجيال Agial Art Gallery مجموعة رائعة من منحوتات تجريبية تعود إلى ابتكار فنانين لبنانيين، وجذبت صالة عرض “عايدة شرفان فاين آرت” Aïda Cherfan Fine Art الزوار من خلال عرضها لأعمال بهرام حاجو Bahram Hajou من ضمن فنانين آخرين، ونظّمت المتخصصة في المعارض أوديل مظلوم من خلال “ألوان صيفي” Alwane Saïfi لقاءً حول أعمال شفيق عبود، وفريد عوض، وجورج سير Georges Cyr الفنية، فيما كشفت صالة عرض “أراميه” Aramé Art Gallery عن أعمال الفنان الأرمني روبن كريكوريان Ruben Grigorian المذهلة، وقدّمت صالة عرض “آرتلاب” Artlab على منصتها تحفاً لـ7 فنانين بارزين من إيران ولبنان من بينهم فرشيد دافودي Farshid Davoodi ومورتيزا خسرافي Morteza Khosravi، فيما اكتسبت الشابة هند أحمد من صالة عرض “أرتوال” Artual Gallery المفتتحة في السنغال هواة جمع لمعروضاتها المتعددة التي تضمّنت على ابتكارات الفنّانة كاترين فريدريكس Katrin Fridriks، وأذهلت صالة عرض “بيل-آر فيان آرت” Bel-Air Fine Art جمهورها بمنحوتات كارول فويرمان Carole Feuerman، وجذبت صالة العرض اللبنانية اليافعة “كاب” Cub Gallery المخصصة لعرض أعمال الفنّانين الناشئين، الشارين بصور ولوحات، من ضمنها أعمال وجدي زغبي، وباعت صالة عرض “إماغوس” Emmagoss عدّة مرّات كافة معروضات منصتها، أمّا صالات العرض المصرية الحاضرة فكانت Founoun Gallery، و Misr Gallery، و Karim Francis، و Mashrabia Gallery، و Picasso Art Gallery واحتلت مكانة خاصة ضمن المعروضات ولاقت تقدير الجمّاعين العالميين، هذا ولاقت مشاركة صالة عرض “شريف تابت” Galerie Chériff Tabet الأولى نجاحاً، ولا سيما بلوحات إميليو طراد Emilio Trad، وأثارت منصة نادين بكداش من المعرض اللبناني “جانين ربيز” Janine Rubeiz شوق الجمهور من خلال تحفة زاد ملتقى Zad Moultaka التي مثّل بها لبنان في “بيينالي” البندقية، ولكن أيضاً حول سلسلة من الرسمات بالأسود والأبيض، وحققت صالة عرض “روشان” Rochane نجاحاً كبيراً ولا سيما مع أعمال ديان أيوب، وقدّمت صالة عرض “تانيت” TANIT اللبنانية الألمانية صوراً عديدة من أعمال فنّانيها، ولاقت صالة عرض “جي دي” GD Gallery الفرنسية في منصتها هواة جمع لوحات الرسام دافيد داوود David Daoud، فيما حصل مارك هاشم Mark Hachemعلى عدد من الشارين ولا سيما للوحات الفنان شوقي شمعون الخلّابة، وعرضت صالة عرض “هامازكايين” Hamazkayin Art Gallery لوحات فنية نادرة من الحداثة الأرمنية، وقدّمت صالة عرض “ليتيسيا” Letitia Gallery المفتتحة حديثاً في بيروت مجموعة رائعة من الأعمال المعاصرة، من ضمنها أعمال ناثانييل راكو Nathaniel Rackowe، واستحوذت صالة عرض “أم. سكوار” M. Square Gallery على شارين عديدين ولا سيما للوحات الفنّان جون ون JonOne، فيما باعت صالة العرض اللبنانية النشطة “مرفا” MARFA قطعاً استثنائية عديدة من بينها تحف الفنانة لميا جريج، وجذبت صالة عرض “مازيل” Mazel Galerie من بلجيكا والسنغال الزوار حول مجموعة قطع كوانتن غاريل Quentin Garel وإتيين كايل Etienne Cail وغايل دافرينش Gaël Davrinche، واستحوذت صالة عرض “ساوث بوردر” South Border على هواة الجمع بأعمال فنّانيها الكوبيين، وجذبت صالة عرض “سود” Sud Gallery من فرنسا الزوار بمعروضاتها المرسومة على الورق والقماش بمزج الذهب والرمال من تحف غي فيرير Guy Ferrer إلى جانب مجموعة جميلة من المنحوتات الأفريقية، ونالت صالة عرض “تافيتا” TAFETA من لندن التقدير على عرضها أعمال الفنّان المشهور فيكتور إكبوك Victor Ekpuk، فيما قدّمت صالة العرض الأميركية “تويلف غايتس آرتس” Twelve Gates Arts إلى هواة الجمع تحفاً عديدة من أعمال فنّانيها الباكستانيين ذوالفقار علي بوتو Zulfikar Ali Bhutto وهبة شاهباز Hiba Schahbaz، وسلّطت الجمعية اللبنانية للتوحد Lebanese Autism Society الأضواء على لوحات علي طليس.
في أسبوع وافر بالحفلات الفنية، بدأ برنامجه مع “أسبوع بيروت الفني” وهي جولة ثقافية تخلّلتها 16 محطة سلّطت الأضواء على أعمال الرسامين اللبنانيين والعالميين في شوارع بيروت. وتسنّى للزوار الاستفادة من حوارات شيّقة دارت بين رسّامين واختصاصيين في خلال طاولات مستديرة عديدة. كما وكان الفنّ الطهوي محط التقدير مع الطاهية اللبنانية الشابة تارا خطّار التي حضّرت ابتكارات مذهلة لكبار الشخصيات في إطار ودّي في صالة كبار الشخصيات، حيث عُرض جزء من المجموعة الفنية التابعة للبنك العربي في لبنان. وتجدر الإشارة إلى انغماس في عالم “فن الشوارع” الفريد من نوعه مع ART by Bankmed من تنظيم مجموعة البحر المتوسط، ومجموعة نيلّي شقير زيدان التي تضمّنت على 40 تماثيل مصغّرة من أعمال الفنان الأميركي “كاوس” KAWS.
وأعرب منظمو معرض بيروت للفنون امتنانهم إلى مجموعة البحر المتوسط Bankmed، وهو شريكهم التاريخي منذ تأسيس المعرض، ومصرف “سوسيتيه جنرال” SGBL شريكهم المتميّز، وبنك بيبلوس Byblos Bank ، وفندق “لو غراي” Le Gray، وشركة “كوميرشال إنشورنس لبنان” Commercial Insurance Lebanon، وإدارة حصر التبغ والتنباك، والطاهية الشابة تارا خطّار اللذين مكّن دعمهم تنظيم الدورة التاسعة لمعرض بيروت للفنون.
المصدر- خاص

لمشاركة الرابط: