أن تدخل قاعة في إحدى مدارس لبنان وترى بأم العين البيئة النظيفة والطاقة الكهربائية المنتجة والسدود المائية الموردة من أقصى شماله الى أقصى جنوبه فهذا بلا شك حلم وتحقق ومشاهد لا يمكن أن تراها على أرض الواقع أقله في الوقت الحاضر .
لكن اليوم وبمبادرة تربوية تثقيفية هادفة ، أمكن الحلم أن يكون واقعا من خلال برنامج مشروع رسمت تفاصيله وبوضوح على مجسم كبير للخريطة اللبنانية تحت عنوان ” Save Lebanon ” إفترش إحدى الطاولات المستطيلة في إحدى قاعات ثانوية العاملية للبنين في منطقة رأس النبع في بيروت .
” Save lebanon ” هو عبارة عن برنامج جديد أبصر النور للمرة الأولى اليوم في مقر الثانوية التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية العاملية ، لتكون “مدارس العاملية” في بيروت السباقة في العمل على تحصين طلابها نحو خطوة جودة التعليم .
هو برنامج يتطرق أيضا الى مشاكل لبنان البيئية بأسلوب تعليمي ميكانيكي أطلقته مؤسسة المهندس الصغير ، The Little Engineer المهندسة رنا شميطلي وفريق العمل يعمل من خلاله على تدريس كيفية تقنية استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وتسخين المياه ومعالجة مشكلة سد القرعون والسدود المشابهة ووضع النفايات الحالي وكيفية إجراء عمليات الفرز قبل الحرق بأسلوب تقني تعليمي من خلال برمجة الروبوتات التعليمية ، ويعتمد لطلاب الصف السابع في المرحلة الإبتدائية ضمن المنهج التعليمي المعتمد .
أما فكرة البرنامج فتشرحها شميطلي وتقول ” حلم ممزوج بفكرة راودني منذ العام 2013 الا أن تنفيذه بدأ هذا العام كون السيطرة على التكنولوجيا المستدامة أصبحت جاهزة أكثر وصار من الممكن انتشاره في المدارس بصورة أسرع “.
وتضيف” بدأ العمل في لبنان حاليا على أن تنفذ لاحقا وفي وقت قريب خطة الإنطلاق نحو العالمية ، وترتبط أهدافه بجودة التعليم وتحفيز الشباب والفتيات وتعليم الطلاب على إنتاج الطاقة النظيفة للتخفيف من الإنبعاثات للحفاظ على البيئة ، وتعليم الطلاب كيفية التفكير في المدن المستدامة التي تعتمد على نفسها إضافة الى الهدف الأهم ، المزاوجة بين الجمعيات والقطاع الخاص خصوصا وأن البرنامج المذكور يعمل على تعليم مهارات القرن 21 “.
بيضون
وبدوره شكر النائب الثاني لرئيس الجمعية الخيرية الإسلامية العاملية ، يوسف بيضون لشميطلي هذا الإنجاز التربوي وأعرب عن سعادته لتنبي مدارس الجمعية الخطوات الاولى في في العاصمة بيروت خصوصا وفي لبنان عموما ، متنمنيا أن تعم فائدته كافة مدارس لبنان وطلابه ، وقال “آمنت بهذا المشروع وخصوصا أنه يواكب تطلعات رئيس الجمعية الوزير السابق محمد يوسف بيضون ، ومن ضمن أهداف التطور التربوي التي تساهم في تشغيل عقول الطلاب ولاسيما التعليم يدويا ومن خلال القطع التعليمية المتطورة ، وبإدخال هذا المشروع نكون قد أدخلنا الى المدرسة مفهوما تكنولوجيا جديدا الى مناهجنا في خطوة هي الأولى من نوعها في المدراس الخاصة في لبنان مشجعا المدارس الباقية على اعتماده من أجل تطوير القطاع التقني والمهني في المناهج
دورة وشهادات
وكانت ثانوية العاملية قد شهدت ، وعلى مدار الايام الأربعة الماضية ، ورشات تدريبة درب خلالها فريق عمل مؤسسة المهندس الصغير حوالي 17 معلما ومعلمة ، وأعضاء الهيئة الإدارية في الثانوية على البرنامج لتختم اليوم دورتهم بتسليم الشهادات من “المهندس الصغير” بحضور النائب الثاني لرئيس الجمعية الخيرية الإسلامية العاملية ، يوسف بيضون وعقيلته ، وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية في الثانوية .
وكان المعلمون ، وفي مقدمهم مدير الثانوية بسام شاهين ، قد تدربوا على معدات الروبوتات وكيفية برمجتها بأسلوب حديث من أجل البيئة النظيفة وتوليد الطاقة الكهربائية ، والطاقة والمياه وتنظيف السدود ، لينقلوها خلال هذا العام الى طلابهم في الصف السابع في فرعي العاملية للبنين وللبنات في العاصمة بيروت .
شاهين
بدوره قال مدير الثانوية بسام شاهين بعد تسلمه الشهادة “كلنا أمل بأن تنقلنا هذه التقنيات الجديدة الى جيل سليم معافى ونحو بيئة مستدامة ، وهذا ما نسعى إليه اليوم نحن في مدارس العاملية ، وكلما نمت المهارات كلما ساعدنا في إنقاذ البيئة اللبنانية “.
وأضاف ” ما يهم اليوم أننا ننمي مهارات القرن الواحد والعشرين ومنها العمل التعاوني بين الفريق الواحد والتعرف على الروبوت التعليمي ، وهذا يعد نوعا من التوجيه المهني الذي نحن بأمس الحاجة اليه “.
ماجد
وتحدثت مدرسة الجغرافيا في الثانوية ريم ماجد عن أهمية تسهيل فهم المادة التعليمية للطلاب من خلال إدخال العامل اليدوي والتقني الى مادة الحفظ ، مما يحيي الطالب ويسرع عملية الإستيعاب إضافة الى إمكانية الإطلاع عن كثب على المشاكل البيئية في البلد .
شعيتو
ورأت مدرسة الرياضيات في الثانوية أنها استفادت مثل زملائها من الدورة التدريبية وتفتخر بالشهادة وأن هذا المشروع سيساعد الطلاب في التركيز والتحليل وبالتالي في استيعاب الرياضيات بسهولة أكثر خصوصا أنه يعتمد على البرمجة ، وهذه الأخيرة معززة بالمنطق ويعد خطوة بناءة نحو بناء التقوية التحليلية عند التلميذ .
جوني
وأكدت مدرسة الفيزياء زينب جوني أن المشروع ومن خلال الدورة التدريبية هو مكمل لمشروع بدأته مع الطلاب سابقا ، لكنه كان يقتصر على المعلومات فقط اليوم سيتفاجأ طلابنا بالتقنيات التي تنتظرهم لتنفيذه وأضافت ” إنني على يقين بأن علامات الجميع سوف تحسن في الفيزياء بعد أن يخضعوا لتنفيذ كل ما يدرس شفهيا تطبيقيا اليوم”.
وهبي
وختمت المتدربة على البرنامج ، نائب المدير رولا وهبي بالقول ” من البديهي أن هذا المشروع سيلقى ترحيبا لدى الطلاب ، لأنهم سوف يتقنونه بفن وبتقنية ومشاركة من نوع آخر هذه المرة وسينال إعجاب كل الطلاب حتى الذين لا يميلون بطبيعهم الى المواد العلمية “.
وفي ختام ورشة التدريب وحفل الإطلاق وزع بيضون وشميطلي الشهادات على المعلمين المشاركين في الدورة ، ووعدت شميطلي بالمتابعة مع الجميع إذا دعت الحاجة الى ذلك أو وفقا لإدخال أية تطورات لاحقة على البرنامج .
وختمت “أتمنى أن تعم هذه الفائدة كافة مدارس لبنان من أقصاه إلى أقصاه والى كل من يرغب اعتماده التواصل مع مؤسسة المهندس الصغير في بيروت ” .
[email protected]