“برجا.. صفحات من الذاكرة” كتاب لدوريش حوحو

وقع الاستاذ درويش حوحو كتابه “برجا.. صفحات من الذاكرة”، خلال حفل اقيم برعاية وحضور النائب علاء ترو، في باحة مدرسة المستقبل في برجا، في حضور الدكتور عبد الكريم رمضان ممثلا النائب محمد الحجار، مدير عام الوصاية في وزارة الطاقة والمياه محمود بارود، عميد كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد حسني الحاج، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي زياد الحجار، رئيس النجدة الشعبية رمزي عواد، وكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب الاشتراكي سليم السيد، الشيخ جمال بشاشة، جميل حوحو ممثلا الجماعة الاسلامية، عبد الناصر حدادة ممثلا الحزب الشيوعي، مدير مدرسة المستقبل محي الدين حمية، عدد من اعضاء المجلس البلدي ومخاتير البلدة وفعاليات واهالي.
رمضان

افتتح اللقاء بالنشيد الوطني وكلمة ترحيبية باسم المدرسة من خالد حمية، ثم القى سالم رمضان كلمة تحدث فيها عن بعض ما جاء في الكتاب من دور الكاتب ونشاطه في فترة السبعينات، الفترة التي يتحدث عنها في كتابه، داعيا كل من عايش تلك المرحلة ان يوثقها في كتاب لتكتمل ذاكرة برجا، كما دعا البلدية ان تجمع الكتب والمقالات التي كتبت عن برجا وخاصة في الخمسين سنة الماضية.
ثم تحدث احمد شبو عن الكتاب ايضا، فتوجه الى الكاتب حوحو بالقول: كنت صاحب قضية تدافع عن مبادئ تلتزم بها، كنت دائما حاضرا متابعا مندفعا، لا ترضى بانصاف الحلول، فبرجا في قلبك ووجدانك، انها في ضمير لا ينام، فانت تكتب التاريخ حفاظا على الذاكرة، فمن لا ماضٍ له لا حاضر ولا مستقبل له.


حوحو

ثم تحدث الكاتب درويش حوحو فشكر كل من حضر وساهم بانجاح هذا اللقاء، وقال: كيف لا نحب برجا وهي تلك البلدة المكافحة الصابرة على مر الايام والسنين؟ كيف لا نتعلق بهذا المجتمع الذي يضج بالحياة والحيوية، وبالحزم والعزم وقت الشدائد والازمات؟

وتابع: الوفاء لتاريخ هو ما دفعني لتسطير هذه الصفحات ووضعها بين ايديكم لتكون شاهداً متواضعاً على سيرة جيلين من ابناء برجا، بل على فترة ذهبية من حياة مجتمع برجا واهلها. فالكتاب تحية لعطاءاتهم وتضحياتهم وانجازاتهم في العمل الاجتماعي والاسناني والوطني، تحية لاشخاص نذروا انفسهم تطوعا لخدمة مجتمعهم فكانوا منارات مضيئة لا يمكن ان تطفئها غدرات الزمن الرديء وتطاول المتطفلين.

ووجه تحية لرواد العمل الاجتماعي والوطني، لشهداء برجا الذين بذلوا دماءهم دفاعا عن وجودها وكرامتها، ولامهات واخوات كن شريكات ومناضلات في اكثر من مكان.



ترو

ثم تحدث النائب ترو فشكر الحضور وحوحو على هذا اللقاء”، مشيرا الى انه سيتحدث بالخواطر عن كتاب حوحو”.

وقال :” شكرا لكل من ساهم في تلك المرحلة، أحياء كانوا ام امواتا، فرحمة الله على امواتنا الذين سبقونا، وتحية لكل حي موجود بيننا. شكرا لكل من خطط في ذلك الزمان حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم. أذكر عندما كنت شابا يافعا، كنت أحضر مع شقيقي الأكبر محمد لنعمل مع الشباب في طريق الديماس، وكانوا يهتفون من اجل الحماس هذا النشيد ” ديماسنا المطمئن الحبيب، تحركه ثورة من لهيب”، فهذه العبارة لم يذكرها حوحو في كتابه. كنت في ذلك الزمان مشاركا، ثم اصبحت شريكا في كل العمل الذي تم في برجا من ذلك التاريخ وحتى اليوم، كنت اشتراكيا مع رفاقي الاشتراكيين والشيوعيين والبعثيين، مع كل من كان ذلك الزمن من احزاب، وليس مثل اليوم جاءتنا احزابا لا تعرف “كوعها من بوعها” .

وتابع ترو” في كتاب حوحو التاريخ يتحدث عن نفسه، ولا يمكن تزوير او إغفال تلك الحقائق التي برزت في الكتاب. انه سرد للأحداث ودقيق جدا، لأنه مدعم بالوثائق. في ذلك الوقت كانت الوحدة بين الأهل والأصدقاء والرفاق، كما كان يسمون بعضهم البعض الرفاق، كانت وحدتهم هي الأساس في العمل، هكذا كانت وهكذا يجب ان تكون اليوم، لأننا ان لم نعتبر من الماضي، وان لم نتعلم ممن سبقوننا، يفوتنا القطار والحاضر ولا غد لنا، لذلك أحث الجميع اليوم على الانخراط في الجمعيات والأندية، لا افراز جمعيات واندية جديدة كما يحدث اليوم، فالأندية الموجودة قادرة وتستوعب الجميع، ويستطيع الجميع ان يعبروا عن ارائهم وافكارهم، ويستطيعون العمل من داخل هذه الأندية والجمعيات.”

وقال :” ان الأحزاب في ذلك التاريخ، عندما يقول فلان حزبي يعمل من اجل بلده وبلدته ومجتمعه وجيرانه واصدقائه، كان يقدم الكثير والغالي والنفيس، وكل ما يستطيع في ذاك الزمان من اجل البلدة واهلها، والمنطقة واهلها ومن اجل لبنان واهله، واما اليوم ومع الأسف بعض الأحزاب والجمعيات تريد السرقة، هذا النادي يريد سرقة اعمال هذا النادي، وهذا الحزب يريد سرقة اعمال هذا الحزب، لأن الاعتراف بالذي يقوم به الشخص الآخر، هو احترام الانسان في نفسه واحترام الانسان للآخرين. منذ بداية العمل حملت في عقلي ما كان يقوم به اسلافنا، الشباب الذين سبقوننا في العمل، كنت اسألهم، ولم أكن نائبا في ذلك الوقت، كنت اسأل جاري عبد الرحمن سراج الذي كان احد مؤسسي مكتبة نشر الثقافة، وكنت أسأل الاستاذ نور الدين والدكتور حسن غصن رحمه الله والدكتور سالم رمضان والاستاذ خالد الشمعة، جميع من كنت التقيهم أسألهم كيف كانوا يعملون وكيف كانوا يذهبون الى الدولة والوزارات، وماذا كانوا يحضرون من عمل اجتماعي؟ واخذت هذه الأفكار منهم وعملت عليها بعد انتهاء الحرب. طبعا ليس لوحدي، لأنني لا اقول انني قمت بشيء لوحدي، كنت اعمل ضمن فريق متعدد من برجا والاقليم، وكنا نراجع ونتابع حت تحقق ما تحقق ممن كان يفكر به الأسلاف والشباب، الذين لم يستطيعون في ذلك الزمان فرض هذه المشاريع او هذه التخطيطات على الدولة انذاك. فمن الثانوية التي كانوا يفكرون بها، جاءت طريق جدرا – برجا، التي كانت في كل انتخابات يطالبون بها. عندما انتهت الحرب شق الحزب التقدمي الاشتراكي الطريق من برجا الى جدرا، وكانت كلفتها 500 الف ليرة لبنانية، لأن كان لدينا المعدات والآليات.”

وقال ترو :” ان حوحو لم يذكر في كتابه في تلك الأيام الا الرفاق الشيوعيين الذين كانوا والله يرحمهم حسن وأمين ومجموعة من الشباب، وذكر كمال جنبلاط ومن ثم وليد جنبلاط حماه الله، الذين كانوا يعملون من اجل مصلحة البلدة والمنطقة. شقينا طريق جدرا، وانشأنا دائرة النفوس التي كانت مطلبا اساسيا للرفاق، الله يرحم الدكتور علي سعد، ذكرني اكثر من مرة بمشروع دائرة النفوس لبرجا، ونفذنا كل شيئ خطط له الشباب لأنه من لا يستفيد من خطط غيره، يغرق بالخطط التي يريد القيام بها. كما قمنا بتشريع جميع الطرقات العسكرية، فأصبح هناك شبكة من الطرق في برجا، لأن الأهالي في برجا احترموا تضحيات المناضلين الذين استشهدوا والذين جرحوا، وقدموا الأرض كما قدموا المال، وكما قدموا الدعم والصمود في أيام الحرب. لقد شرعنا هذه الطرقات، وبعدها انشأنا السراي بجهد وعمل الجميع، لأنه لا يمكن لأحد أن يتجاهل انجازات من خططوا ولا انجازات ما سيقوم به لاحقا من تخطيطات ال 13 الأساسية المعمولة في برجا، فهم 22، ولكن الأساسيات 13 لأن الباقيين عليهم تعديات، ونحاول التعديل كي لا نهدم لأحد، وكل هذه التخطيطات باتت منفزة وجاهزة ويتنقل عليها الناس كل يوم. هؤلاء هم رجال الماضي الذين تحدث عنهم درويش حوحو، والذين مازال عددا منهم معنا يتسمون بالصدق والإخلاص، ولم يسيئوا لبعضهم ولم يسرقوا انجازات بعضهم، بل كانوا شرفاء وأفياء”.

وختم ترو بالقول :” أريد أن أطمئن أهالي برجا، أن لا أحد يستطيع تجاهل برجا، كائنا من كان، وفي أي موقع كان، فبرجا حاضرة على الأرض وفي الذاكرة، فتحية لبرجا ولرجالها.”

بعدها وقع حوحو كتابه للحضور.
المصدر- بوابة الإقليم (خديجة الحجار -أحمد منصور)

لمشاركة الرابط: