«الحريري الثانية» تخرّج دفعتها الواحدة والثلاثين برعاية نازك رفيق الحريري

إكرام صعب

احتفلت ثانوية «الحريري الثانية» بتخريج طلابها برعاية رئيسة «مؤسسة رفيق الحريري» السيدة نازك رفيق الحريري، ممثلة بالسيدة هدى بهيج طبارة، في المسرح الذي يحمل اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في حرم الثانوية في البطركية.
مثّل الرئيس سعد الحريري في الاحتفال النائب باسم الشاب ، وحضرته المديرة العامة لـ»مؤسسة رفيق الحريري» سلوى السنيورة بعاصيري ومدير مكتب العلاقات العامة للرئيس الحريري، عدنان الفاكهاني، ورئيس جامعة رفيق الحريري الدكتور احمد الصميلي ومدراء مدارس الحريري التابعة للمؤسسة والبروفيسور رند غياض ، والمدير الاكاديمي للثانوية عبد اللطيف منيمنة والمديرة المالية الادارية ندى السبع اعين عاكوم والهيئة التعليمية واولياء امور الطلاب
.استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الثانوية من تقديم كورال الثانوية فترحيب من الخريجة اسيل عاكوم وكلمة مدير الثانوية
منيمنة

وللمناسبة تحدث المدير عبد اللطيف منيمنة فقال في كلمته ” ان كانت هذه المناسبة تمثل حدثا سعيدا للطلاب الشباب فهي ايضا لحظة مهمة في مسيرة هذه الثانوية وتمنى للخريجين مسيرة ابداع منوها بالجهود التي بذلوها للحصول على النتائج المطلوبة والممتازة مذكرا بمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسيرتي التربية والتعليم ”

السنيورة بعاصيري

وألقت المديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري كلمة قالت فيها “يسعدني باسم مؤسسة رفيق الحريري أن ارحب بكم وأن انقل اليكم تحيات رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري وتهنئتها القلبية لهذه الكوكبة من خريجي ثانوية الحريري الثانية وهم الذين امتلكوا باقتدار لافت، انما متوقع ومعتاد، البنية الأساس من الاعداد الفكري والمعرفي كما اكتسبوا بعمق مهارات الاختيار المسؤول وقالت”منذ ثلاثة عقود ونيف تحتفل ثانوية الحريري الثانية بهذه المناسبة السنوية العزيزة على قلوبنا جميعاً. فعبرها نرى الرعاية العابقة بالمحبة التي يغدقها الاهالي الكرام قد أيعنت شباباً يضج بالحياة والتفاؤل. وعبرها نجد المسيرة التعلمية التي خاضها التلامذة، محاطين باحتضان وتفان كبيرين من قبل الجسم الاداري والتعليمي للثانوية، قد توجت بنجاحات كانت على مستوى جسامة المسؤولية لاعداد جيل مؤهل بالعلم والمعرفة، منفتح على ثقافات العالم ومسلح بالقيم والمبادئ الانسانية، تماماً كما أراد الرئيس الشهيد رفيق الحريري للشباب اللبناني ان يكون عليه، وهو الذي بذل الكثير من أجل توفير لهذا الجيل البيئة المؤاتية ومستلزماتها.”

واضافت “ثلاثة عقود ونيف وثانوية الحريري الثانية لا توفر جهداً واندفاعاً في مواكبتها لجديد المعرفة وتحدياتها، ولا تتوانى سعياً وبحثاً لكي تتسم العملية التعلمية التي يخوضها تلامذتها بالمعنى والشغف والمتعة، وذلك لإيمانها العميق بأن عملية تعلمية بهذه المواصفات هي التي من شانها أن تحافظ على مواهب التلامذة وابداعاتهم وان تلهب شعلة الخيال لديهم وصولاً إلى اطلاق قدرتهم على الابتكار.
اقول الابتكار ولا اعني به ما يرتبط بالتكنولوجيا فقط، فهذه الاخيرة هي حكماً احدى تعبيرات الابتكار دون ان تختصره بذاتها، لأن الابتكار أشمل وأعمق في طبيعته والمضمون لكونه ينبع من تعبير إنساني متعدد الجانب في الفكر والمنهج والأدوات يأتي من خارج المعهود والمعتاد، مفضياً الى فضاءات أوسع و أداء افضل ونتائج أفعل وتأثيرات أشمل. الا ان توصيفاً كهذا للابتكار لا يتحقق الا اذا اتيح للمتعلم امكانية صياغة اسئلة حرة المنبع والشكل وليس مجرد تقديم إجابات مؤطرة لأسئلة روتينية الطابع والمضمون.”
وتابعت السنيورة بعاصيري “في هذا اليوم الذي انتظرتموه طويلاً وعملتم من اجل بلوغه بجد ووعي وشغف نلتقي، لا لنشد على ايديكم فقط متمنيين لكم النجاح الباهر في مسيرتكم التعلمية وما بعدها، بل لندعوكم ايضاً الى الاستثمار في قدراتكم الابداعية وفي تعزيز طاقاتكم على الابتكار التي يجب أن لا تقف عند حدود انخراطكم في استخدام أحدث التقنيات، بل تتعداها الى سعيكم الحثيث لمقاربة التكنولوجيا الحديثة مقاربة استفسار ومساءلة لدورها في منظور قيمي وأخلاقي، وإلى حرصكم على وضعها في خدمة عالم أكثر أماناً وتكاملاً. عندها لا تصبح التكنولوجيا كما ذكاؤها الاصطناعي آسرة وباهرة وموحشة انسانياً، جاعلة الفرد منا يذوب في دوارها محولة إياه الى أداة استعمال ومعطلة دوره في الغوص في المعنى والغايات، بل تتبدى وسيلة متقدمة لتعميق الإدراك الواعي، والإزدهار الشامل والتقدم الدامج للجميع دون تفرقة أو تمييز. واسمحوا لي ان استشهد في هذا السياق بعالِم الفيزياء Stephen Hawking، الذي وصف التكنولوجيا بانها قادرة على تدمير البشرية اذا لم يتمكن الانسان من السيطرة عليها وتطويعها للخير العام.”
وختمت “إن التحديات غير المسبوقة التي يشهدها عالم اليوم تتطلب منكم، باعتباركم أعمدة الغد، ليس مضاعفة الجهد فقط بل الاستعداد أيضاً للتكيف مع المتغيرات التي لا تنفك تطالعنا لحظة بلحظة، إلا أن التكيف والحالة هذه لا يعني ابداً الانجراف والاستسلام للتيارات السائدة، بل المواكبة الواعية والمتبصرة للمستجدات، لتشكل لديكم القدرة على المشاركة في صنع التوجهات ان لم يكن صنع القرارات.”


غياض
وبدوره تحدث ضيف الاحتفال خريج ثانوية الحريري الثانية سابقاً واستاذ مادة الاقتصاد في جامعة هارفرد في ولاية بوسطن الاميركية البروفيسور رند غياض كلمة شكر فيها الثانوية والقيمين عليها لدعوته ليكون ضيف الحفل هذا العام والقى كلمة الخريجين فنوه فيها بشخص المديرة العامة للمؤسسة السيدة سلوى السنيورة بعاصيري وقال ” اسمحوا لي أحبَّتي أن أتحدَّثَ بتواضُعٍ مَشوبٍ بشيءٍ مِنَ الفخرِ عن نفسي وعن مسيرتي العلميةِ والمِهْنِيَّة.

أيُّها السادة، لقد انتسبتُ إلى مدرسةِ الحريري عام 1988، وتخرَّجتُ فيها عام 2003، ثُمَّ انتسبتُ إلى الجامعةِ اللبنانيةِ الأميركية، حيثُ تخصَّصْتُ بمادةِ الاقتصاد. و في عام 2007 سافرْتُ إلى الولايات المتحدة الأميركية، والتحَقْتُ بجامعة بوسطن لتحصيل درجة الماجستير في الاقتصاد. وبعدَ نَيلِيَ درجةَ الماجستير، شَرَعتُ أبحَثُ عن عمل، إذ كان هدفي أن أعملَ في الولايات المتحدة لبضعِ سنوات، ومن ثَمَّ العودةُ إلى الوطن، لكنّني لم أُوَفَّق في أيجادِ عمل
فقررتُ متابعةَ تحصيليَ العلميّ، وانتسبْتُ إلى الجامعة لإعداد أُطروحةِ الدكتوراه في الاقتصاد. وبالفعل، أنجزتُ الأطروحة، ونِلتُ درجة الدكتوراه عام 2012، وكان موضوع الأطروحة البَطالة في الولايات المتحدة الأميركية. ولله الحمد، فقد مثّلَتِ الأطروحةُ بموضوعِها هذا علامةً فارقة في مسيرتي العلمية، وجذبت اهتمام الكثيرين من المفكرين و رجال الإقتصاد و الكونغرس الأميركي ، نظراً إلى ارتفاع نسبة البطالة في الولايات المتحدة آنذاك، وهذا ما دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى استدعائي وتعييني ضمن اللجنة الإقتصادية في البيت الأبيض للعمل على وضع حل سريع لأزمة البطاله. بعد ذلك انضممت إلى المصرف المركزي الفيدرالي أما الآن، فأنا أستاذ محاضر في جامعة هارفرد.
واضاف “أعزائي الطلاب، إنَّ ما وصلْتُ إليه من درجةٍ علميةٍ، ومكانةٍ مهنية، ليس وليدَ الصُّدفة، وليس ضربةَ حظ، بل هو نتيجةُ عملٍ دؤوب وجادّ، تكلَّلَ بتوفيقٍ من الله عزَّ وجلّْ. فَمَنْ جَدَّ وَجَدَ، وَمَنْ زَرَعَ حَصَدَ. وهذا ما أرجو أن تكونوا عليه: جادّين في تحصيلكم العلميّ، مُجِدّينَ في عملِكم، مُتطَلِّعين دَوماً إلى الأفضلِ فالأفضل. كونوا ذوي روحٍ وثّابة، مُنطلقة، فبالعلمِ وحدَهُ تُبنى الأوطان، وما أحوجَ وطنِنا إلى أبنائهِ متعلمين، مُجدّين مجتهدين. وعلى هذا الأساس قامت رسالة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي آمن بالإنسان وبأبناء وطنه، وآمن بالعلمِ قيمةً أساسية في بناء الوطنِ ورُقيِّه وازدهاره، فكانت مؤسَّساتُ الحريري التربوية التي لها الفضل على الكثير من أبناءِ الوطن.
كلمة غياض بالفيديو

واضاف غياض” رسالتي لكم اليوم عنوانها الإصرار والمثابرة. فإيّاكم واليأس، إياكم وأن تفقدوا الأمل مهما واجهتُم من مصاعب. بل استمروا وثابروا. حدِّدوا الهدف، ضعوه نُصْبَ عيونكم، واسْعَوا إليه بكلّ ما أُوتيتُم من تصميمٍ وإصرار. فالكثير ممن سطروا اسماؤهم في كتب التاريخ فشلو ا وتعلموا من فشلهم حتى وصلوا. إن معركة الحياة قاسية والقوي هو من يعيش بإبتسامة تفاؤل وأمل لا يستسلم مهما واجه من مصاعب أو مراحل فشل. فعليكم بالإصرار والمداومة والتعلم من تجارب الآخرين واعلموا انكم مهما أوتيتم من العلم فهو قليل. ”
وختم “أيُّها الشباب، أيَّتُها الشابات (حتى ما يزعلوا الصبايا)،، أنتمُ الأملُ المنشود، وأنتم المستقبلُ الزاهرُ الذي كان يحلم به رفيق الحريري. بسواعدِكُم يكونُ النهوضْ، وبعزائمِكُم وهِمَمِكُم يكونُ البناءُ والرُّقيّ. وصيَّتي لكُم، وهي وصيَّةُ المُحبِّ لوطنِهِ الغيورِ عليه، الحريصِ على مصلحتِهِ، أن تحافظوا على رسالة لبنان الإنفتاح والحوار والعيش المشترك، وإذا ما قرّرتُم السفرَ للعِلم أو العمل، فاعقِدوا العزمَ والنيةَ للعودةِ إلى ربوعِ الوطن. واعلموا أنَّ الواحدَ منّا مهما عظُمَ، ومهما كبُرَ، يبقَى الوطنُ أكبر، فكما قال الرئيس الشهيد: “ما حدا أكبر من بلدو”.
وتخلل الحفل عرض لفيلم وثائقي تناول ابرز محطات الطلاب في حرم الثانوية وكلمة للخريجين القيت باللغات الثلاث العربية والانجليزية والفرنسية اعرب خلالها الطلاب عن تقديرهم للقيمين على المؤسسة والثانوية .
واختتم الاحتفال بتوزيع جائزتي الرئيس الشهيد رفيق الحريري للشخصية المميزة نالتها لهذا العام الطالبة دينا ياسين وجائزة الرئيس الشهيد للتميز الاكاديمي للطالبة روان دياب
اختتم الاحتفال بتوزيع الشهادات على الخريجين وزعتها ممثلة السيدة الحريري، والسنيورة بعاصيري ومدير الثانوية.
nextlb
[email protected]

لمشاركة الرابط: